شابة عراقية تتحدى البطالة بصناعة صابون طبيعي في منزلها

            

زينب الأركوازى-خانقين:من خلال ما تعلمته في دراستها الجامعية وشغفها بصناعة المواد، استطاعت شابة عراقية النجاح في صناعة الصابون الطبيعي داخل منزلها من زيوت ومواد طبيعية، وباستخدام أدوات بسيطة وغير مكلفة، واستطاعت تحقيق نجاح أولي وبيع منتوجاتها عن طريق الإنترنت.

إيفان عبد الله، شابة خريجة كلية هندسة المواد وتسكن في مدينة خانقين بمحافظة ديالى شرقي العراق، حوّلت إحدى غرف منزلها لورشة صناعة الصابون الطبيعي، تقول "أردت إطلاق مشروع خاص لأستفيد مما تعلمته في الجامعة، وأنا أحب كل شيء طبيعي، فكان مشروعي صناعة الصابون الطبيعي من دون مواد كيميائية".

السعي لتحقيق الحلم
منذ أن كانت طالبة في المرحلة الثانوية كانت تحلم أن يكون لديها مصنع لصناعة الصابون، وبعد أن أكملت دراستها الجامعية استغلت إيفان دراستها الأكاديمية لإنشاء مصنع صابون في منزلها.

بدأ التحدي عند إيفان حين قررت اكتشاف عالم صناعة الصابون بكل جوانبه، فالتحدي في هذه الصناعة كان هدفا لا يمكن الرجوع عن تحقيقه، وقالت "لقد استمرت المحاولات مرات عدة، إن حبي وشغفي بالمواد الطبيعية دفعني إلى اقتناء المواد التي أحتاجها لمشروعي وحوّلت غرفتي الصغيرة إلى مصنع صغير، وفي غضون شهرين نجحت وصنعت الصابون من مواد طبيعية مختلفة".

وتضيف للجزيرة نت "بعد أن حققت النجاح الذي كنت أسعى إليه، بدأت مرحلة الترويج لمشروعي واعتمدت على أساليب مؤثرة في الترويج للصابون الذي أصنعه حيث اتفقت مع أحد المصورين على أن يلتقط صورا لمشروعي بهدف عرضها على وسائل التواصل الاجتماعي، وأنشأت لهذا الغرض صفحة خاصة للترويج عبر حسابي".

وفي غضون أسبوعين أصبح لدى إيفان زبائن وطلبات كثيرة، وكان هذا حافزا لها للاستمرار في تطوير مشروعها وتوسيعه وأن يكون لديها مصنع لصناعة الصابون بعد حصولها على رأس المال.

والصابون الذي تصنعه مواده طبيعية 100%، وحتى الأعشاب التي تدخل في تركيبته تعالج مشاكل البشرة، على حد قولها.

مكافحة البطالة
وتشير إيفان إلى أن طموحها جعلها لا تنتظر وعود الحكومة التي لا تتحقق لآلاف الشباب العاطلين عن العمل في العراق، وأنها كافحت البطالة بمشروع صغير.

وتقول "نصيحتي لأي شاب أو فتاة لو كان أمامك حلم وترى أنه صعب عليك تحقيقه، تمسك به ولا تسمح لأي أحد محاولة إحباطك، وحارب اليأس بالإرادة والتحدي".

وتقول والدة إيفان، نسرين أحمد للجزيرة نت "أنا فخورة بابنتي وسعيدة لأنها إنسانة طموحة، وواجبي كأم جعلني احتويها وأقف بجانبها لكي تحقق حلمها ومشروعها الصغير، وعندما أرى إصرارها وسعيها أشجعها".

وترى والدة إيفان أن من واجبات الوالدين مساندة أبنائهم، وأن ابنتها نشأت في أسرة تدعم مواهبها، وهذا ما جعل ابنتها تجرّب مجالات عدة منها أن تكون فنانة تشكيلية بارعة وناشطة وأيضا سعيها لتطوير نفسها من خلال الانخراط في دورات عدة.

وتحدثت الناشطة في حقوق المرأة هند جلال للجزيرة نت قائلة "تقع على عاتق المنظمات المحلية والدولية مسؤولية دعم الفتيات والنساء اللاتي يعملن في المنزل ليكون لهن مصدر مادي، ومن جانب آخر تطوير قدراتهن من خلال فتح ورش تدريبية ومشاريع صغيرة حتى يكتسبن خبرة لإقامة مشاريع صغيرة في المنزل".

وتضيف "نحن الناشطات والعاملات في مجال المرأة وتطويرها، نهتم بالمرأة ونفذنا مشاريع كثيرة مع منظمات دولية وجهات مانحة، وأقمنا ورشًا ودورات للنساء في القرى والمدينة، ونجد العديد من تلك النساء والفتيات يعملن بعد أن اكتسبن الخبرات في تلك الدورات، وندعو شريحة الشباب والشابات الخريجين والخريجات إلى مكافحة البطالة بالعمل واستغلال خبراتهم ودراساتهم".
المصدر : الجزيرة

أطفال الگاردينيا

  

إذاعة وتلفزيون‏



الأبراج وتفسير الأحلام

المتواجدون حاليا

644 زائر، ولايوجد أعضاء داخل الموقع