حليمة.. عراقية تنافس صيادي الأهوار

               

علاء كولي-ذي قار:لا يزال الحزن يخّيم على ملامحها الأهوارية، ويعتلي التعب تفاصيل وجهها وجسدها النحيل، على الرغم من ارتفاع مستوى المياه في الأهوار وفرحة السكان هناك بعودة الحياة إليهم من جديد، والخلاّص أخيرا من شبح الجفاف الذي لطالما هدد الحياة على مدى سنوات.

حليمة سوادي (34 عاما) واحدة من نساء الأهوار في قضاء الجبايش، شرقي محافظة ذي قار، تعمل بمهنة صيد الأسماك، ولديها أدواتها الخاصة بالصيد، حيث تنافس بذلك المئات من الصيادين في الأهوار، وهي بمثابة منافسة ماهرة بهذه المهنة الصعبة على النساء.

العمل والتعب
وتشعر "عزباء الأهوار" كما تشتهر بأن 11 عاما قد سرقها الهور والقصب والمشحوف (قارب) وصيد السمك، وهي المدة التي قضتها طوال تلك السنوات، تاركة بذلك حياتها كامرأة تعيش كغيرها.

وتضيف للجزيرة نت أن أغلب وقتها تقضيه في الأهوار، والعمل بشكل متواصل من أجل إعالة والدها المريض، فهي الابنة الكبرى ولا يوجد معيل.

وفي عمق الأهوار حيث تعيش حليمة مع عائلتها، في بيت بسيط من القصب وبجانبه عدد من الجواميس، ويتوسط البيت كالعادة والدها الذي لا يقوي على السير كثيرا.

وبين عملها الدؤوب في الهور، ومساعدة والدها في الذهاب به إلى المستشفى لغرض علاجه، تشعر بالضجر مما يحصل لها بسبب التكاليف الباهظة في العلاج.

وتقول حليمة إن والدها قد تعرض قبل عدة سنوات لحادث اضطره للمكوث في البيت، فتأخذ هي زمام الأمور وتعيل أطفال العائلة ودخلت مضمار صيد الأسماك مهنة والدها وأجدادها

وتضطر في كثير من الأحيان إلى الذهاب لمسافات طويلة في عمق الأهوار من أجل الصيد، حيث تقوم بنصب شباكها مساء لتعود فجرا قبل أن يظهر خيط الصباح، قاطعة بذلك مسافات طويلة هي ومشحوفها وسط الهور وعتمته من أجل متابعة صيدها.


رسالة حليمة
وعلى الرغم من المصاعب التي تواجهها حليمة في حياتها العملية بصيد الأسماك، لكنها بنفس الوقت تشعر بأنها قوية وذات شخصية مستقلة، قادرة على مواجهة التحديات بشكل أو بآخر، وتحرص بذلك على أن تكون مستمرة على هذا النشاط والحيوية في الأهوار.

وتؤكد أنها تشجع النساء على الانخراط في العمل واقتحام الكثير من القطاعات، فهي محط إعجاب واحترام وتقدير صيادي الأهوار، ويعرفها الجميع بحسن سيرتها وسلوكها وحبها للعمل، ومثل حليمة الكثير من النساء في الأهوار، يعملن بمهن مختلفة لها صلة بالأهوار.

مشاركة
ويتشارك النساء والرجال في مناطق الأهوار في الكثير من الأعمال، ولا يقتصر الصيد على حليمة، فهناك الكثير من النساء يعملن بشكل متواصل.

وكثيرا ما يصطحب الصيادون نساءهم لمساعدتهم في الصيد، ولا يوجد عيب أو خجل من عمل المرأة بشكل عام في الأهوار، بحسب ما قال للجزيرة نت علي الأسدي وهو صياد من سكان الأهوار.

ولا يقتصر عمل نساء الأهوار على الصيد، فقد تعمل في قصف الحشيش والقصب وصناعة الحصيرة وتربية الجاموس، وأحيانا يكون عليها جهد أكثر من الرجل، بحسب ما يؤكده أحمد الموسوي وهو صياد آخر من المنطقة.

حقوق المرأة
وتعتبر حياة العوائل في الأهوار فقيرة وغير مستقرة، وترتبط أوضاعهم بالماء، وأغلب النساء هناك محرومات من التعليم، وتعشن في مكان واحد مع الحيوانات، بحسب حديث إيمان الأمين الناشطة في مجال حقوق المرأة في محافظة ذي قار.

وتعتقد الناشطة أن هناك أملا في انتشال المرأة من وضعها الحالي بعد انضمام الأهوار للائحة التراث العالمي واعتبارها محمية عالمية، والذي كان من نتائجها وعروضه إيجاد فرص عمل للنساء والرجال ومنها الحرف اليدوية والعمل بمصانع الألبان وإيصال الكهرباء إلى البيوت وعمل حظائر خاصة بالحيوانات بعيدة عن سكن البشر وتفعيل الجانب السياحي الذي من شأنه زيادة فرص العمل.

وهناك دعوات -تؤكد إيمان- لتدريب النساء وتمكينهن من مزاولة حرف كثيرة والمشاركة في الاستثمارات التي ستنتعش، وهذا مخطط له أن يكون في المستقبل.

المصدر : الجزيرة

أطفال الگاردينيا

  

إذاعة وتلفزيون‏



الأبراج وتفسير الأحلام

المتواجدون حاليا

697 زائر، ولايوجد أعضاء داخل الموقع