تقرير للجيش الأمريكي: داعش سيعود للظهور بعد ستة أشهر!!

     

رووداو- أربيل:شنت قوات سوريا الديمقراطية في العاشر من شباط الجاري عملية استهدفت آخر المناطق الخاضعة لسيطرة داعش في شرق سوريا، ويتوقع مسؤول في قوات سوريا الديمقراطية أن تستمر العملية حتى نهاية الشهر. من جهتها تنوي الحكومة الأمريكية سحب قواتها من سوريا في شهر نيسان القادم، ويقول مسؤولون ودبلوماسيون إنه لم تتخذ أي خطوات لملء الفراغ الذي سيخلفه الانسحاب الأمريكي.

المعارك تجري في محيط قرية (باغوز) التابعة لمحافظة دير الزور، وأعلن مسؤول إعلام قوات سوريا الديمقراطية، مصطفى بالي، في تصريح لوكالة رويترز: "تريثنا عشرة أيام لكي نسمح بخروج المواطنين المدنيين من المنطقة"، ووصف معركة باغوز بـ"المعركة الأخيرة".

ويتوقع ريدور خليل، وهو مسؤول كبير في قوات سوريا الديمقراطية، أن تستمر المعارك حتى نهاية شباط، رغم تعهد الرئيس الأمريكي بإتمام تحرير جميع مناطق شرق سوريا خلال هذا الأسبوع.

داعش يعود للظهور

نشرت القوات الأمريكية في العراق وسوريا (OIR) في يوم الاثنين الماضي تقريرها للربع الأخير من العام 2018، وتحدثت فيه عن قدرات داعش في العراق وسوريا، وقدرات القوات العراقية على مواجهة التنظيم وآثار قرار الانسحاب الأمريكي على الوضع الأمني في المنطقة.

أعلن الرئيس الأمريكي، دونالد ترمب، بصورة مفاجئة في أواخر العام المنصرم قرار سحب القوات الأمريكية من سوريا، بحجة "القضاء على داعش". لكن القيادة المركزية والقوات الأمريكية في العراق وسوريا تؤكد على أن نهضة داعش في العراق ستكون أسرع مما هو في سوريا، وفي حال "غياب ضغط مستمر في سوريا، قد يستأنف داعش هجماته خلال 6-12 شهراً ويستعيد السيطرة على مناطق محدودة في وادي الفرات".

وفي تقرير نشرته الأسبوع الماضي مجلة (وول ستريت جورنال) الأمريكية، كشفت عن أن القوات الأمريكية حددت نيسان القادم كموعد أخير لانسحابها من سوريا، وليس معلوماً ماذا سيكون مصير الغطاء الجوي الذي توفره أمريكا والحلفاء، بعد انسحاب تلك القوات.

إذ يشير تقرير (OIR)إلى أن قوات سوريا الديمقراطية تعتمد على الغطاء الجوي الذي توفره قوات التحالف، في حماية (المناطق التي تسيطر عليها) وتنفيذ عمليات تستهدف داعش. لذا فإن عدم توفير الغطاء الجوي من جانب الحلفاء "سيجعل قوات سوريا الديمقراطية غير قادرة على تنفيذ عمليات ذات شأن ضد داعش"، ويضيف "كما أن القوات العربية الموجودة ضمن قوات سوريا الديمقراطية لن تستطيع مواجهة داعش في غياب وحدات حماية الشعب".

وحسب ما جاء في تقرير (OIR) فإن مكتب التفتيش في وزارة الدفاع الأمريكية، وجه بعد صدور قرار ترمب مجموعة أسئلة إلى الجهات المعنية في البنتاغون، ومن بينها القيادة المركزية واستخبارات وزارة الدفاع، ويريد المكتب بذلك معرفة مصير الستراتيجية بعيدة المدى للقضاء على داعش في سوريا، وإزاحة الميليشيات التابعة لإيران والحل للحرب الأهلية السورية، بعد انسحاب القوات الأمريكية.

وقد أعلنت القيادة المركزية للقوات الأمريكية (CENTCOM) وقسم شؤون الأمن الدولي لقوات التحالف (ISA) أنها "لا تستطيع تقديم إجابة محددة عن تلك الأسئلة".

مع إعلان قرار ترمب في كانون الأول الماضي، أعلن البيت الأبيض أن تركيا وافقت على تولي مهمة القضاء على بقايا داعش في شمال شرق سوريا، وقد سأل مكتب التفتيش وزارة الدفاع عن هذا أيضاً.

ترددت خلال الشهرين الأخيرين شكوك حول عدم قدرة تركيا على إرسال قوات لها إلى شرق سوريا بدون دعم أمريكي، وأكدت أسئلة مكتب التفتيش هذه الشكوك، فقسم من الأسئلة يقول: "إلى أي مدى شاركت تركيا في محاربة داعش في سوريا؟ ما مدى أهمية الجهود التركية في هذا المجال؟ وهل كانت مؤثرة في المدى البعيد على هزيمة داعش؟ وإذا انسحبت أمريكا، ما هي قدرات وإرادة تركيا لهزيمة داعش هزيمة طويلة الأمد، وما هي أوجه النقص عندها في هذا المجال؟".

ويؤكد تقرير القوات الأمريكية على أن تقلص المساحات التي يسيطر عليها داعش خلق ضغطاً كبيراً على قادة التنظيم، وهذا ما أدى في الأشهر الأخيرة إلى "مقتل وأسر أعضاء بارزين في داعش، لكن قيادات داعش تمكنت حتى الآن من الإفلات من الأسر أو القتل".

وأبلغ مسؤولان أمنيان أمريكيان وكالة رويترز بأن "كبار الخبراء الأمنيين الأمريكيين يعتقدون جازمين بأن أبا بكر البغدادي حي وقد يكون مختفياً في العراق"، ونقلت جريدة (الغارديان) الأسبوع الماضي عن مصدر أمني أن عدداً من مسلحي داعش قاموا في العاشر من كانون الثاني المنصرم بمحاولة انقلاب على أبي بكر البغدادي.

وخصص داعش جائزة لرأس أبي معاذ الجزائري، الذي يُعتقد أنه مسلح أجنبي كبير الشأن في داعش وكان له دور رئيس في التخطيط للانقلاب. حيث أعلن مسؤول استخباري في المنطقة للجريدة البريطانية أن "مواجهة وقعت وقتل فيها شخصان"، وتورط في الحادث مسلحون أجانب من داعش، وهؤلاء يعتبرون محل ثقة قيادة التنظيم وتتوقع القوات الأمريكية انضمام نحو 50 من هؤلاء إلى داعش شهرياً.

قوة داعش تتعزز في المناطق الريفية

يؤكد تقرير الجيش الأمريكي على أن الوضع الأمني في مناطق الحضر في العراق قد تحسن، لكن الوضع الأمني في الأرياف يزداد تدهوراً، وهذا هو سبب استمرار نشاط داعش في هذه المناطق، لدرجة أن القوات الأمريكية أكدت في تقاريرها للأشهر التسعة السابقة على أن نشاط داعش في محافظات كركوك، ديالى، صلاح الدين، دهوك، أربيل، الأنبار وبغداد قد تزايد.

بعد أحداث أكتوبر 2017، توقف عملياً التعاون والتنسيق بين القوات العراقية وقوات البيشمركة، وأدى هذا إلى ظهور فراغ أمني في المناطق المتاخمة لحدود إقليم كوردستان وفي المناطق المتنازع عليها، وخلال الربع الأخير من العام 2018، لم تجر أية عمليات مشتركة بين البيشمركة والقوات العراقية، رغم أن الشرطة الاتحادية كانت لها نشاطات "بالتعاون" مع البيشمركة على الحدود بين محافظة كركوك وإقليم كوردستان.

وحسب تقرير OIR لم تقع خلال الربع الأخير من العام 2018 أية مواجهة بين البيشمركة وميليشيات الحشد الشعبي، لكن بعض فصائل الحشد في كركوك ونينوى وديالى خلقت مشاكل مع قوات البيشمركة.

  

إذاعة وتلفزيون‏



الأبراج وتفسير الأحلام

المتواجدون حاليا

687 زائر، ولايوجد أعضاء داخل الموقع