هل هناك فجوة بين مستوى حياة الساسة العرب وحياة مواطنيهم؟

      

معظم العراقييين يعيشون حياة صعبة ويلومون السياسيين بسبب الفساد

BBC:أثار تباهي النائب السابق بمجلس النواب العراقي مشعان الجبوري، بحياته المترفة التي يعيشها في العاصمة السورية دمشق، عبر نشر صور لقصره المنيف هناك، جدلا كبيرا على مواقع التواصل الاجتماعي من قبل مواطنين عراقيين، وآخرين في دول عربية أخرى عبروا عن حنقهم على الطريقة المترفة، التي يعيش بها السياسيون وأعضاء البرلمانات العربية، بينما تعاني قطاعات كبيرة من الشعوب الفاقة والبطالة.

وكان النائب العراقي السابق، قد نشر عشرات الصور لقصره الفخم عبر صفحته على الفيسبوك، وكتب في التعليق عليها " بدأت اليوم بنشر صور تظهر حياتي اليومية بدون رتوش".

ويضيف الجبوري في معرض وصف قصره " الآن أخذكم إلى المنزل الذي أعيش فيه مع أسرتي في شارع السفراء بدمشق، والذي يتربع على عشرة آلاف متر مربع، ويتكون من أربعة أدوار تختلف عن بعضها من حيث الطراز والاستعمال" مشيرا إلى أن " القصر يضم مسبحين، وبحيرة لأسماك الزينة، وحدائق غنّاء".

ويقيم الجبوري الذي فشل في الفوز بمقعد، في الانتخابات التشريعية العراقية الأخيرة، في العاصمة السورية دمشق منذ سنوات ويتنقل بينها وبين بغداد.

إيذاء الفقراء والفجوة

وقال ناشطون عراقيون عبر وسائل التواصل الاجتماعي، إن حديث الجبوري عن حياة الترف التي يعيشها، يؤذي فقراء العراق الذين قال النائب مرارا، إنه يدافع عنهم عبر عضويته في البرلمان.

ومنذ سنوات تتحدث تقارير دولية ووسائل إعلام عراقية، عن حجم كبير للفساد في العراق ، يقوده سياسيون،تشير تقارير إعلامية عراقية، إلى أنهم كونوا ثروات طائلة عبر اختلاسات وتبديد للأموال العامة.

ووفقا لمنظمة الشفافية الدولية فإن العراق يعد من الدول الخمس الأكثر فسادا في العالم، وكان الجدل الأكبر بشأن الفساد في العراق، قد انصب على نواب الشعب، الذين يحصلون على امتيازات هائلة في وقت يئن فيه الشعب العراقي تحت وطأة الفقر والبطالة.

وكان نفس النائب العراقي مشعان الجبوري، قد أثار ضجة كبيرة، عندما قال في مقابلة تليفزيونية، إن عضو البرلمان يتسلم راتبا شهريا، يصل إلى 45 مليون دينار عراقي في الشهر، أي ما يعادل نحو 37 ألف دولار، مقارنة بنحو 200 دولار يتقاضها، أصغر موظف في العراق.

وقد رد البرلمان العراقي ساعتها على تصريحات الجبوري، ليصدر بيانا يكذب فيه ما قاله الجبوري، ويقول فيه إن أعلى معدل لرواتب النواب، لا يتجاوز 10 ملايين دينار شهريا، بعد أن كانت في السابق 12 مليونا و900 ألف دينار.

واقع متشابه

غير أن الحديث عن الفجوة الكبيرة في الواقع العراقي، بين مستوى معيشة السياسيين بكافة طوائفهم وبقية الشعب، هو حديث ينسحب على العديد من الدول العربية، سواء تلك التي تملك ثروة نفطية هائلة، أو حتى تلك التي تعاني من ظروف اقتصادية صعبة.

ويبدو التناقض واضحا بين حديث الساسة العرب الدائم، عن ضرورة الاصلاح الاقتصادي في بلدانهم، وتلك الصور التي تتكشف من وقت لآخر لنمط الحياة التي يعيشونها، والذي تعيشه أيضا دوائر من رجال الأعمال، والمتنفذين القريبة من السلطة، وهو تناقض يبدو صارخا ويجعل الكثيرين يتساءلون عن جدوى الدعوات للتقشف، التي لا تطال إلا الفقراء لتزيدهم فقرا على فقر.

ويعتبر كثير من المنتقدين للفساد المالي، الذي تمارسه طبقات سياسية في العالم العربي، أن هذه المؤسسات الحاكمة قامت بتجريف اقتصادات البلاد على مدى عقود كاملة، وهو ما أسهم بدوره، في عدم التمكن من القيام بأي نوع من التنمية الاقتصادية، نتيجة لعمليات النهب المتواصلة، وهو ما أدى بدوره إلى اقتصادات ضعيفة غير قادرة على توفير الوظائف أو الخدمات الأساسية للشعوب، وهو ما ينعكس بدوره مجددا على الطبقات الفقيرة.

إذا كنتم مواطنين عراقيين كيف رأيتم نشر النائب العراقي مشعان الجبوري لتلك الصور؟

وهل هناك تناقض بين حياة المسؤولين ونواب الشعب في العراق من جانب وحياة عامة الشعب من جانب آخر؟

إذا كنتم في بلدان عربية أخرى حدثونا عما إذا كانت فجوة بين مستوى حياتكم ومستوى حياة السياسيين والمسؤولين؟

ما هو السبيل لردم تلك الفجوة التي يتحدث عنها كثيرون؟

وكيف يمكن إصلاح الطبقة السياسية في العالم العربي وتحقيق مستويات عالية من الشفافية؟

  

إذاعة وتلفزيون‏



الأبراج وتفسير الأحلام

المتواجدون حاليا

680 زائر، ولايوجد أعضاء داخل الموقع