أمسية للدكتور شاكر الجنابي* للحديث عن كتابه (مقتطفات من الذاكرة)

           

أمسية للدكتور شاكر الجنابي* للحديث عن كتابه (مقتطفات من الذاكرة)

  

أقامت مكتبة الحكمة في العاصمة الأمريكية واشنطن، وضمن برنامجها الثقافي "صدر حديثا" أمسية للدكتور شاكر الجنابي* للحديث عن كتابه (مقتطفات من الذاكرة) مساء السبت 14 نيسان - أبريل 2018.


حضر الأمسية نخبة من الجالية العربية، وضيوف من ولايات نيويورك ونيوجرسي وميشغن بالإضافة إلى الاستاذ يوسف الكاتب الذي أشرف على تحرير الكتاب لغويا وأدبيا.
افتتح الأمسية السيد ضياء السعداوي صاحب مكتبة الحكمة، وأرتأت هيئة تحرير الموقع نشر كلمة السيد السعداوي لما تضمنته من مضامين فكرية وانسانية.

السلام عليكم أيها الأخوة والأخوات الأعزاء

نلتقي اليوم من جديد في مكتبة الحكمة مع الدكتور شاكر الجنابي، وهو رجل أشاطره وغيري في حمل الهم العراقي وبوشائج أخرى وبرغم أنه سبقني بذلك بعشرات السنين ودفع ثمنآ غاليآ لم أدفعه وربما الكثيرين غيري. لقد تحمل هذا الرجل الكثير من معاناة ومصاعب الحياة بكفاح وجلادة، وسياسيآ دفع ثمنآ باهظآ من السجن والتعذيب غير الإنساني لا لشي سوى أنه رجل تحمل المسؤولية مع الشفافية ونقاء السيرة والسريرة.

لقد كان صادقآ مع نفسه والآخرين، ويعد من المحافظين على مبادئهم ونهجهم في الحياة .... ذو المنطق العقلي والخلق الكريم والعصامية وروح الكفاح وعدم اليأس من تغيير واقعه ومحيطه من حال إلى حال أفضل، وذلك لأنه نموذج مثالي لما يجب أن يكون عليه العراقي بشكل عام وأبن طبقته وشريحة كبيرة من المجتمع العراقي والتي هي الطبقة الفلاحية المزارعة والكادحة بشكل خاص... وهو الذي نأى بنفسه ولم يسقط كما سقط غيره، وهم بنسب ليست قليلة مع عدم التعميم، سواء بفقدان الأمل بمستقبل أفضل أو من خلال الأيمان والعمل الصالح الدؤوب بالكفاح والعلم والخلق والقيم. إذ نرى اليوم ومع الأسف أن نسبة كبيرة، مع عدم التعميم أيضا، سقطت منذ اقرار قانون الأصلاح الزراعي بعد عام 1958، الذي تم من خلاله ليس فقط أستحلال الحرام وفق عُرف الحلال ما حل باليد في قبول أغتصاب وسرقة حقوق الآخرين، بل الرغبة بالأنتقام من الضحية بأبشع وجه وبالتالي التخلي عن القيم والأخلاق والمثل والأدمان علي ذلك بفقدان النزاهه والعدالة التي كانت ولاتزال من أهم أسباب الأنهيار الحاصل في المجتمع العراقي.

أما الحالات السلبية البائسة التي نعاني منها اليوم ما هي إلا ثمار معطوبة لشجرة خبيثة قد زُرعت في الأمس، وعلى الرغم من حصول الكثيرين منهم على الفرص بتولي مواقع متقدمة في السلطة والجيش والسياسة والمجتمع والأعلام دون أن يحررهم ذلك من عقدة هُم من أسروا أنفسهم فيها وهي عقد الماضي والأمس. نعم الدكتور شاكر هو النموذج المثالي الذي يجب أن يكون عليه المواطن الشريف من الثقة بالنفس والأخلاص وحب للعراق وشعبه والأمل بكونه وطن ودولة حضارة يجب أن ينعم بالقانون والعدل والحق لجميع المواطنين. وعلى الرغم من عدم التطابق في بعض المواقف الفكرية والسياسية كوجهات نظر لقراءة بعض المشاهد أحيانآ لكننا نؤكد ونصّر بأن العراق الذي لديه أبناء ورجال مخلصين أبرار مثل الدكتور شاكر سوف لم ولن يُخذل أويموت ويخرج من دائرة التاريخ كما يتمني له أعداءه.

إن سقوط البعض في مستنقع الأرهاب والتطرف والتكفير أو الفساد المالي والأداري، وهي نسب تكبر وتصغر مع أو عدم الوعي والأيمان بالقيم والمُثل والثقة بالنفس واحترام التاريخ الذي ورثناه من حضارة السومريين والبابليين والآشوريين الذين بهم أنتقل الأنسان الى مرحلة التطور الآدمي باكتشاف الكتابة والنار والزراعة وأسس أول مستوطنة أسماها أوروك باللغة السومرية أصبحت تعرف بالوركاء فيما بعد، وتطورت مع كثرة عروق نهري دجلة والفرات إلى لفظة العراق. وكانت بابل وشريعة حمورابي أول دستور وقانون سن للبشرية للتعريف بحقوق وواجبات المواطن ومعاقبة المخالفين للنظم وللقانون، مروراً بخلافة الأمام علي وأختياره الكوفة عاصمة للعراق والدولة الأسلامية وبعدها الدولة العباسية وعاصمتها بغداد وعصرها الذهبي في فترة المأمون وتبنيه مدرسة العقل والعدل بفلسفة مدرسة الأعتزال وتأسيسه بيت الحكمة كأول مكتبة أسلامية عربية والتي كانت رائدة ليس فقط في نشر وأستنساخ الكتب بل في عملية الترجمة للغة العربية لكل الكتب والعلوم وتطويرها من كافة أرجاء الأمم والمعمورة في ذلك الزمان من دول الأغريق والرومان وصقلية وبلاد فارس والهند والصين ومن ثم أعادة نشرها وأيصالها الى كافة أمم الأرض في قفزة أشعاع حضاري للأنسان أينما كان فأستحق بحق أن يكون أول رجل عولمة في التاريخ وذلك لعدم وجود عقدة لديه بتلقي العلم من أي مصدر ونشر هذا العلم الى كل مكان فكانت بذلك البذرة التي تحولت بها أوروبا إلى عصر النهضة ووصلت الى ما وصلت اليه اليوم. في حين أننا نرى فيمن جاء بعد المأمون بتخليه عن هذه المثل والقيم تسبب بأن فقد العرب بذلك راية التقدم والريادة. ومنذ تأسيس الدولة العراقية هناك ومضات مشرقة لرجال وشخصيات وقادة فكر وأدباء وشعراء وعلماء، ولا تخلوا الصورة من نقاط مظلمة وحزينة أيضاً. وتعد هذه النقاط نسبة سلبية وفق العلم بأنها أشبه بالمكروبات والفيروسات التي تصيب الجسد ولابد من معالجتها بعدة طرق منها تقوية جهاز مناعة الجسد الطبيعية أو بمكافحتها بشكل مباشر لكي لا تنتشر وتصيب باقي الجسد بالعطل أو الموت.

نعم هذا كله نقرأه ونراه في كتاب الدكتور شاكر الذي وجدته من الكتب النادرة في صدقه وشفافيته في تسجيل صفحات متعددة ومهمة من تاريخ الدولة العراقية الحديثة والمجتمع خلال 80 سنة الماضية بتسجيل صادق وحقيقي لأدق التفاصيل التي لا تخلو من تشخيص الطبيب الحاذق للعطب والمرض والعلة والعلاج لهذه الآفة. نحن أيضآ أمام رجل نادر في هذه الأيام، رجل يعترف بهفواته وأخطائه مع ثقة بالنفس مشفوعة بالنية الحسنة السليمة والصدق. رجل بما يستحق من أمتياز بعلم وذكاء وخلق ونبل وعطاء وكرم للقريب والبعيد الأ انه لم يسقط كغيره في مرض الغرور والنرجسية، بل ربما لا يفهمه البعض أو يصدق حالته كيف يتعامل بنبل حتى مع جلاده ومع الذي عذبه في المعتقلات أو ممن أساء اليه. لقد كان مخلصاً لقسم أبي قراط مع كل من يحتاج إلى مساعدته الطبية، وهي حالة نادرة تجدها في صور وحالات مثل غاندي ومانديلا.

أخيرا، نحن أمام كتاب جدير بالقراءة والأستفادة منه، فيه الكثير من الدروس والعبر في الحاضر والمستقبل أشكر الدكتور شاكر على أثراءه المكتبة العربية عموما والعراقية على وجه الخصوص بهذا كتاب، وأهنئه ليس فقط بالنجاح في الحياة المهنية والعملية ومحبة أصدقائه وكل من تعامل معه، بل نجاحه الأسري بتربيته الفاضلة لأبنائه وبناته، فقد كان لهم القدوة الحسنة في النجاح والتألق، وهم طبيب الأسنان محمد والدكتورة النسائية أيمان والأستاذة المترجمة حنان وأحفاده الخمسة. وبأيمانه وتطبيقه فلسفة "خير الناس منَ نفع الناس"

     

في الختام أود أن أشكر جميع الحضور بالأخص الذين جاؤا من الولايات البعيدة وجلهم من الأساتذة والأطياء الأفاضل، ومنهم العالم الجليل الدكتور حكمت الشعرباف الذي نأمل منه أن يكرمنا من وقته بالمستقبل للأستفادة من غزير علمه وخبرته وهو المتألق في العلم والأدب، والدكتور حسن، وأخص بالشكر الأديب والمفكر العروبي الدكتور علاء الأعرجي على كلماته الرقيقة، ويحدونا أمل أن نستضيفه في المستقبل للحديث عن مسيرته المهنية والفكرية، وإثرائه المكتبة العربية بغزير علمه وفكره النير.. ونتقدم بالشكر كذلك للآخرين إذ لا يتسع الوقت لذكرهم جميعا، وأعتذر عن ذلك للجميع وفيما أذا أطلت عليكم. وشكرا

             

*الدكتور شاكر محمود الجنابي، ولد في ناحية الإسكندرية (لواء الحلة) 1928، تخرج من كلية الطب في بغداد 1956م، وكان قد عيّن طبيبا عسكريا في الجيش العراقي برتبة نقيب. خدم في الطبابة العسكرية بعدة مستشفيات كان آخرها آمر المستشفي العسكري في بعقوبة وفي انقلاب 8 شباط 1963، الذي اداره حزب البعث في العراق، إعتقل الجنابي وبعد الافراج عنه فصل من الجيش.

سافر الجنابي إلي بريطانيا لإكمال دراسته الطبية والإختصاص في الأمراض الصدرية والباطنية، ثم أكمل دراسته في الولايات المتحدة الأمريكية، وعاد إلى العراق سنة 1975 وتم تعيينه في مستشفي اليرموك طبيبا أخصائيا ورئيس قسم الباطنية.
سنة 1991، اعتقل مرة أخرى من قبل جهاز المخابرات العراقي بتهمة الإشتراك بمحاولة قلب نظام الحكم وخرج من المعتقل بأعجوبة. بعدها غادر العراق ليحط الرحال في مدينة نيويورك، وقد حصل علي فرصة عمل في مستشفي تعليمي في نيويورك. قرر الاستقالة من العمل في المستشفى ليعود إلى بلده العراق بعد 2003 لكنه سرعان ماقرر العودة إلى الولايات المتحدة بعد أن فشل في الوصول إلى ما كان يصبو إليه من العودة إلى أرض الوطن الأم. يقيم في مدينة نيويورك حاليا.


-------------
٢/ كلمة الدكتور حكمت الشعرباف طبيب القلب المشهور وعميد كلية طب بغداد سابقا :

(( رجل ...وكتاب ))
الحضور الكرام ..السلام عليكم
ان من دواعي الغبطه ان اكون جزءاََ من هذا التجمع العراقي الثقافي ، للاحتفاء برجل ، وبكتاب .
فاما الرجل فهو صديق الكل ، واخا للجميع .
هو الرجل العزيز على قلوبنا ، والحبيب الى نفوسنا ، أبو إيمان الدكتور شاكر الجنابي ..
الرجل الذي لو اردت تعريفه لمن لا يعرفه من اصدقائي لقلت ( انه اخي الذي لم تلده امي ) ..
تمتد معرفتي به الى نصف قرن ، منذ التقينا في حزيران عام ١٩٦٨ وفي مستشفى (پولي كلينك) التي كانت قائمه حينذاك في الشارع ٥١ غرب منهاتن .
. ومع الايام تعمقت صداقتنا واصبحت أخوه ولن تنفصم عراها
باذن الله ..
عرفت في الرجل طيب الخلق ، والوفاء ، وبذل المساعدة لمن يحتاجها .
فتراه يركب الطائره مسافرا من شرق الولايات لغربها لمواساة صديق او تفقد مريض .
وحين يقدم المساعده فلا يطمع بمديح او ثناء .
وكأن الشاعر عناه بقوله :
تراه اذا ما جئته متهللا وكانك تعطيه الذي انت سائله
ويمتاز وهو على مشارف التسعين من عمره المديد باستهانته بالشيخوخه وما يصاحبها وكانه يحقق ما قاله الشاعر الكبير الصافي النجفي :
عمري بروحي ، لا يعد سنيني
فلأسخرن غدا من التسعين
عمري الى السبعين يركض مسرعا
والروح ثابتة على العشرين

    

أما الكتاب ( مقتطفات من الذاكره ) فهو سجل امين صادق لصمود رجل عاكسته الحياة ولكنه لم ينهزم .
في الكتاب صور قلميه كتبها ببساطه وصراحه ، بل وبفخر واعتزاز .. ومنها سكنه بغرفه طينيه ببيت ريفي هو بيت خاله بالمسيب ، تشاركه سكناه هذا بقرة الخال .
وحكايات مؤثره اخرى .
وحين يبتسم له الحظ مره فيصبح طالبا في كلية الطب ،نجده يسكن وبالمجان في زاويه بجامع المصلوب باحدى محلات الرصافه القديمه .
فتحيه لمبادرة الاستاذ ضياء الجميله وتحية حب لاخي الكبير شاكر . اطال الله عمره ومتعنا بوجوده معنا . والسلام عليكم .
الدكتور حكمت الشعرباف

---------------
٣/ أ // كلمة الدكتور يوسف منصور الكاتب ( القادم من كندا)
الكلمه مؤثره وممتعه وبها بعض النكات والمداعبات التي حصلت للدكتور شاكر وزميل دراسته بالمتوسطه الدكتور يوسف الكاتب ، وعن تنقيحه اللغوي للكتاب .
٣/ ب // وكذلك القى زميله وصديقه الدكتور عادل حمادي
كلمه ممتعه عن ذكرياته مع الدكتور شاكر .

---------------------------------------
٤/ ابيات شعريه مرسله من زميله الدكتور الاديب الشاعر
صباح جمال الدين .
كم سعيد اني اراك سعيدا لستَ بالمشتكي ولستَ قعيدا
انا ادعو من الفؤاد الهي ان ارى شاكراًيفوق الحديدا
قوةً فكرةً طعاماً وسعياً فهو رمز للصامدين عقودا
طيبة فيك لم نراها بفرد انت طيب العراق تبقَ فريدا

   

أطفال الگاردينيا

  

إذاعة وتلفزيون‏



الأبراج وتفسير الأحلام

المتواجدون حاليا

726 زائر، ولايوجد أعضاء داخل الموقع