بوتين يبدأ ولايته الرابعة بمراسم «متواضعة»

              

نساء يشاركن في تدريبات لعرض «يوم النصر» في موسكو (رويترز)

الحياة:عكس ما درجت عليه العادة، وفي مراسم احتفال متواضعة، يبدأ الرئيس الروسي فلاديمير بوتين اليوم ولايته الرابعة والأخيرة، وفق دستور البلاد.

وتحدد الساعات الأولى بعد أداء بوتين القسم الدستوري، توجّهات السياسة الاقتصادية وطابع المرحلة المقبلة، فيما يكتنف غموض مصير الحكومة الحالية، برئاسة ديمتري مدفيديف الذي شغل المنصب في السنوات الست الأخيرة، في ظل أزمة اقتصادية عمّقتها العقوبات الغربية وتراجع أسعار النفط.

وأعلن الناطق باسم الكرملين ديمتري بيسكوف أن مراسم التنصيب ستكون عادية، ولن تشمل دخول موكب بوتين إلى الكرملين. وأضاف أن «الرئيس سيتوجّه من مكتبه في الكرملين إلى قصر الكرملين الكبير، ثم عبر قاعات الكرملين إلى موقع أداء القسم، ليخرج بعدها ويحضر عرضاً للحرس، وينتقل لاحقاً لأداء صلاة وجيزة في كنيسة الكرملين».

وكان بوتين أعلن بعد إعادة انتخابه بغالبية 77 في المئة من الناخبين، في الانتخابات التي نُظمت في 18 آذار (مارس) الماضي، أنه يفكر في مستقبل الحكومة. وقال بيسكوف قبل أيام إن «الخطوات الأولى لبوتين في السياسة الداخلية ستكون مرتبطة بتنفيذ توجّهات خطابه الأخير أمام الهيئة الاشتراعية (في 1 آذار)، وتشكيل الحكومة الجديدة، وفريق عمل جديد في الكرملين. وعلى رغم استخدام بوتين مصطلح «حكومة جديدة» أكثر من مرة، يصعب التكهن بمصير الحكومة الحالية ووزرائها.

واستناداً إلى الدستور الروسي، على الحكومة تقديم استقالتها أمام الرئيس بعد تنصيبه، لتتحوّل حكومة تصريف أعمال، بقيادة رئيس الوزراء أو أي شخص يكلّفه الرئيس، إلى حين مصادقة مجلس الدوما (البرلمان) على الحكومة الجديدة.

وفيما أن ترشّح مدفيديف للمنصب ليس مؤكداً، يبرز اسم أليكسي كودرين، وزير المال السابق صديق بوتين الذي أُقيل من منصبه عام 2011، إثر خلافات علنية مع مدفيديف بعد رفضه تخصيص مبالغ ضخمة لإعادة تسليح الجيش الروسي، ما دفع مدفيديف إلى إقالته في جلسة للحكومة حضرتها وسائل الإعلام.

ورفض كودرين التعليق على إمكان عودته إلى الحكومة. لكن مركز الدراسات الاستراتيجية الذي يقود كودرين فريق العمل فيه، أعدّ الخطة الاقتصادية لبوتين حتى العام 2024. وأكد كودرين لوكالة «تاس» قبل أيام أنه ناقش الخطة مع فرق من الحكومة وديوان الكرملين.

وفي مقال نشرته صحيفة «كوميرسانت»، عرض بوتين ملخصاً لخطته الاقتصادية، مشيراً الى أن مرحلتها الأولى تحتاج إلى عمل الحكومة لنحو سنتين. ومع استبعاد بوتين إطلاق سباق جديد للتسلّح مع الغرب، وتأكيده أن أسلحة عرضها في خطابه أمام الهيئة الاشتراعية، أُنجِزت أو هي في مراحل متقدّمة لإنجازها ولا تحتاج تمويلاً إضافياً، لم يعد مستبعداً ترشيح كودرين لقيادة الحكومة وتنفيذ خطط تستهدف تحسين النموّ الاقتصادي وتخفيف اعتماد الموازنة على واردات الطاقة والخامات، واتباع سياسة تخفّف من سيطرة الدولة على الاقتصاد، إضافة إلى منح القضاء مزيداً من الحريات والاستقلالية.

خارجياً، يوجّه التكليف المحتمل لكودرين رسائل طمأنة إلى الغرب. فالاقتصادي الإصلاحي ينظر بإيجابية إلى العلاقات مع بروكسيل وواشنطن، وكان من دعاة الامتناع عن الردّ على العقوبات الغربية، وتشجيع الاستثمارات المالية والتقنية للغرب، معتبراً أنها ضمانة لتحديث الاقتصاد الروسي.

وفيما يكتنف الغموض مصير مدفيديف، يتوقع خبراء خروج «ثعلب السياسة» الروسية سيرغي لافروف من منصبه. ولفتت تسريبات صحافية إلى أن لافروف طلب أكثر من مرة إعفاءه من منصبه، مشيرة الى أنه وافق على البقاء فيه إلى حين تنصيب بوتين. وبعد أكثر من 10 سنين على قيادته السياسة الخارجية لروسيا، يُرجّح أن ينتقل لافروف إلى منصب في مجلس الأمن القومي.

وأعلن الدوما أن الشخصية المكلفة تشكيل الحكومة ستبدأ اليوم مشاوراتها مع الكتل البرلمانية، مضيفاً أن الهيئة الاشتراعية ستبدأ غداً إجراءات المصادقة على الحكومة الجديدة. ويمنح الدستور البرلمان أسبوعاً للموافقة على تكليف رئيس جديد للحكومة، أو رفضه. وليس متوقعاً أن تبرز أي عراقيل تعطّل مصادقة النواب على أي اسم يقترحه بوتين.

الى ذلك، أُطلق المعارض الروسي أليكسي نافالني، بعد توقيفه خلال تظاهرات مناهضة لبوتين شهدتها روسيا السبت، شعارها «ليس قيصرنا». وسيمثل نافالني أمام محكمة، بتهمتَي تنظيم تظاهرة محظورة ومقاومة الشرطة، وعقوبة كلّ منهما السجن 15 يوماً. وكتب نافالني على موقع «تويتر»: «يبدو أن أمراً صدر بالامتناع عن سجني قبل التنصيب».

  

إذاعة وتلفزيون‏



الأبراج وتفسير الأحلام

المتواجدون حاليا

347 زائر، ولايوجد أعضاء داخل الموقع