"العراق ٢٠١٧ " يطرد "داعش"... الحكاية من البداية إلى النهاية

          

العربي الجديد/بغداد ــ كرم سعدي:لعلّ أبرز ما حصل في العراق عام 2017، إضافة إلى الاستفتاء في إقليم كردستان، أنه طوى صفحة تنظيم "داعش" بإعلان رئيس الوزراء، حيدر العبادي، هذا الشهر، سيطرة قوات بلاده على جميع المناطق التي احتلها التنظيم منذ عدة سنوات، بعد معارك طاحنة تمتع العراق خلالها بدعم دولي واسع، واستمرت لثلاثة وأربعين شهرا. غير أنّ حكاية "داعش" لم تبدأ مع احتلاله لمناطق في العراق، بل قبل ذلك بسنوات.

كيف بدأ "داعش"؟

تعود جذور تنظيم "داعش" إلى جماعة "التوحيد والجهاد" التي أسسها الأردني أبو مصعب الزرقاوي في العراق عام 2003، عقب الغزو الأميركي، لتتحول بعد ستة أشهر إلى "قاعدة الجهاد في بلاد الرافدين" (شباط/فبراير 2004)، وتندمج مع "مجلس شورى المجاهدين" الذي ضم نحو 10 فصائل عراقية محلية لقتال الأميركان، إلا أن المجلس سرعان ما انهار بسبب خلافات منهجية وعقائدية بين فصائل المقاومة وتنظيم القاعدة، بزعامة أبو مصعب الزرقاوي، تحولت فيما بعد إلى اقتتال وعمليات تصفية متبادلة.

وفي عام 2006 بايع أحمد الخلايلة المعروف بأبو مصعب الزرقاوي، زعيم تنظيم القاعدة الأم، أسامة بن لادن، في تسجيل مصور له بصحراء الأنبار غرب العراق، ليكون الاسم الرسمي للتنظيم هو "تنظيم القاعدة بالعراق"، وفي نفس العام قتل الزرقاوي في غارة أميركية بمحافظة ديالى شرق العراق، ليحل مكانه الجهادي المصري أبو حمزة المهاجر كزعيم للتنظيم، والذي أعلن عقب مبايعته من قبل قيادات القاعدة الرئيسيين عن تشكيل "دولة العراق الإسلامية"، وتتألف من عدة فصائل من بينها القاعدة وجماعة الرايات السود وكتائب عمر وغيرها، إلا أن فصائل المقاومة الوطنية المناهضة للاحتلال الأميركي رفضت الدخول في التشكيل، وهو ما تسبب بعودة الاقتتال بين الجانبين.

تعرّف إلى حكاية "داعش" في العراق من البداية إلى النهاية في الـ "فيديو غراف" التالي:

 https://www.youtube.com/watch?v=5rxntt9Y608

وفي 19 أبريل/نيسان 2010 قتلت القوات الأميركية أبو عمر البغدادي وأبو حمزة المهاجر، وبعد أقل من أسبوع واحد أعلن عن اختيار أبو بكر البغدادي أميرا لدولة العراق الإسلامية، وتمكّن التنظيم من تحقيق تفوق كبير على باقي الفصائل المسلحة، ونجح في تنفيذ عمليات كبيرة بالعراق أسفرت عن خروج عدد من مدن البلاد عن سيطرة الجيش الأميركي.

بعد قيام الثورة السورية، انتقل البغدادي مع المئات من عناصره إلى سورية بطريقة ما زالت تثير الشكوك بتورط نظام الأسد بإدخالهم، حيث كانت الحدود العراقية السورية والمدن المجاورة كلها تخضع لسيطرة النظام السوري، وتمكن هناك من تطويع مئات المقاتلين المحليين السوريين، بعد بدء النظام استخدام آلة القمع العسكرية ضد المتظاهرين، وقبيل سيطرة التنظيم على مدينة الرقة السورية بالكامل، وفي عام 2013 أعلن عن "الدولة الإسلامية بالعراق والشام" قبل أن يتم نسخ الاسم في يونيو/حزيران 2014 لتتحول إلى "الخلافة الإسلامية"، وتم تنصيب أبو بكر البغدادي "خليفة للمسلمين"، كما تم إجبار السكان الموجودين في مناطق سيطرته بالعراق وسورية على مبايعته.

الاحتلال الأخير

وكانت "الفلوجة" (60 كلم غربي بغداد)، أول مدينة يحتلها التنظيم بالكامل في العراق، وفي 10 يونيو/ حزيران 2014 سيطر أيضاً على مدينة الموصل، شمالي العراق، وسرعان ما انتشر فارضا سيطرته على مناطق أخرى واسعة في البلاد. إذ تقدم عناصر التنظيم نحو محافظة كركوك (شمال) وأعلنوا في 12 يونيو، أي بعد يومين من السيطرة على الموصل، فرض سيطرتهم على كركوك، ثم محافظة صلاح الدين (شمال).

واستمر التنظيم بالتقدم باتجاه بغداد مع تقهقر خطوط القوات العراقية، لكنه توقف عن التقدم نحو بغداد لأسباب غير معروفة، وهو ما سمح للقوات العراقية بتكوين حزام صد في محيط بغداد الخارجي.


من هم قادة التنظيم؟

وفقاً للمعلومات المتحصلة سواء من إعلانات التنظيم نفسه أو تقارير دوائر الاستخبارات الغربية (باعتبار أن الإعلانات الحكومية العراقية والسورية تفتقر للمصداقية) فإن من إجمالي أعضاء مجلس الشورى في التنظيم، البالغ تعدادهم 44 قيادياً هم مسؤولو الولايات والقادة العسكريون والمنظرون الشرعيون، هناك 31 قيادياً ساهموا في إنشاء التنظيم وقيادته منذ البداية، قتل من هؤلاء المؤسسين حتى الآن 23 قياديا وهم:

1 فاضل الحيالي الملقب بأبو مسلم الخراساني
2 أبو عبد الرحمن البيلاوي
3 أبو مهند السويداوي والي الأنبار
4 رضوان حمدون أبو جرناس والي نينوى
5 الشيخ عبد الباسط الأنصاري
6 أبو زهراء المحمدي والي الفلوجة
7 أبو محمد العدناني المتحدث باسم التنظيم
8 نعمان منصور الزيدي الشهير بابي سليمان الناصر لدين الله
9 تارخان باتيراشفيلي الشهير بأبو عمر الشيشاني
10 مصطفى عبد الرحمن أبو علاء العفري
11 إياد بشار السامرائي الملقب أبو أنس
12 يونس سالم حسين الجبوري ويلقب أبو حمزة
13 أيوب شيحان الشمري
14 إبراهيم الطويل المتيوتي
15 حسن المصري الملقب بأبو الحارث
16 صلاح مصطفى قره باش
17 أبو علي الخليلي فلسطيني
18 فارس يونس الجرجري
19 حجي بكر سمير الخليفاوي
20 صادق جعفر المشهور باسم صلاح الدين
21 نبيل الجبوري المعروف باسم أبو سياف وقتل عام 2015 بإنزال جوي أميركي في دير الزور
22 فلاح الكردي أو أبو عمر السلفي
23 وسام نجم عبد زيد

أما أبرز القادة الحاليين المتبقين من الجيل المؤسس بحسب ما توصلت إليه "العربي الجديد"، فهم كل من:

1 إبراهيم عواد البدري زعيم التنظيم (عراقي)
2 أبو سليمان ناصر القائد العسكري العام الحالي (عراقي)
3 أبو علي الأنباري (عراقي)
4 شاكر وهيب (عراقي)
5 حسين بلال بوسنيتش (بوسني)
6 طارق بن الطاهر بن الفالح العوني الحرزي (تونسي)
7 أبو عبد الله الحربي (كويتي)
8 أبو عبد الرحمن الشامي وهو طاعن في السن ويعتقد أنه مفت في التنظيم

إلى أي حد وصلت قوة "داعش" البشرية؟

تم تقدير عدد مقاتلي تنظيم "داعش" بنحو 40 ألف مقاتل في العراق وسورية، وتمكن في أوج قوته من السيطرة على عشرات المدن الكبيرة والمتوسطة في العراق وسورية بلغ مجموع مساحتها معا نحو 310 آلاف كلم مربع، وهي مساحة تعادل حجم أربع دول عربية مجتمعة وأكبر من مساحة بريطانيا التي تبلغ نحو 242 ألف كلم مربع.

مع الانسحاب الكبير للقوات العراقية وتقدم "داعش" أفتى المرجع الديني الشيعي، علي السيستاني، في 13 يونيو/ حزيران 2016، بـ"الجهاد الكفائي" لمقاتلة التنظيم، الذي على أثره تأسست مليشيا "الحشد الشعبي"، وضمت جميع المليشيات في العراق حتى المتورطة بارتكاب جرائم ضد مدنيين بدوافع طائفية.

  

إذاعة وتلفزيون‏



الأبراج وتفسير الأحلام

المتواجدون حاليا

575 زائر، ولايوجد أعضاء داخل الموقع