قهوة" أم كلثوم" التاريخية في الأقصر.. ٨٠ عام من العراقة والأصالة

     


قهوة" أم كلثوم" التاريخية في الأقصر.. ٨٠ عام من العراقة والأصالة

   

    

**جمال الحضارة التراثية تختصر في ساعة الجلوس بالمقهي

**يوسف وقناوي: أحفاد الحاج قاسم وورثة أم كلثوم
**الشاي والسحلب والدوم: مذاق فريد بمقهى المدينة التاريخية مجاورة الفراعنة

أسماء خليفة- محمد فهمي- حسان سعيد:دكاكين ومنافذ قديمة أثرية بمساحات صغيرة تتخللها مقهى، من الوهلة الأولى تشعر وكأنك تسير في العصر الفاطمي، كل شىء داخل سوق الأقصر السياحي ومدينة الأقصر التاريخية يحكى ويوثق العصور والملوك الذين عاشوا داخل مصر القديمة،
ووسط كل هذه الحضارة، تجد مقهى" أم كلثوم"، التي تتواجد داخل أحد الأزقة بالسوق السياحي، وبالرغم من أن حولها العديد من المقاهي والمحلات المخصصة لتناول الطعام السياحي والشعبي، إلا أن" قهوة أم كلثوم" تبقى صاحبة الشهرة الواسعة والمكان المميز بمنطقة السوق السياحي.
فلقد اشتهرت المقاهي في مدينة الأقصر التاريخية بأسماء مُختلفة، وأصبحت ملتقى للسياح الأجانب والمصريين وأبناء المحافظة، بالإضافة إلى كونها مكاناً للتسلية وشرب القهوة والشاي والسحلب والدوم الطبيعي، وممارسة بعض الألعاب المسلية مثل الدومينو والطاولة والشطرنج وورق اللعب، ومشاهدة التلفاز لمتابعة المباريات العالمية والمحلية، ومناقشة الأمور الاجتماعية والثقافية وغيرها.
** صاحبة الـ80 سنة:
قوة الأربعينات تختصر جمال الحضارة التراثية، هكذا تكون مقهى أم كلثوم والتي أنشئت منذ 80 عام، وسميت بهذا الإسم لزيادة عشقهم للفنانة الراحلة أم كلثوم، فقهوة أم كلثوم تعتبر النسخة الغير مجزأة من قهوة الفيشاوي الشهيرة بحي الحسين بالقاهرة.
يقع مقهى أم كلثوم من الناحية الغربية لمعبد الأقصر الآثري، والناحية الغربية الجنوبية توجد ساحة ومسجد سيدي ابو الحجاج الشهير ومسجد أحمد النجم، ومن الغربية الشمالية تجد طريق الكباش المؤدي لمعابد الكرنك الفرعونية، ويحدهم من الغرب نهر النيل الخالد، بالإضافة إلى مجموعة من الفنادق السياحية بالأقصر.
يوجد بجوار المقهى أشهر محل كاسيت بالأقصر والتي يملكها خلاوي الأقصري المعروف بخفة دمه، والذي يشعل المكان بالأغاني التراثية القديمة والفلكور الشعبي، والطفل الذي يخلد الرموز الفرعونية على الميدليات، وأيضا الكتابة على الرمل.
**إقبال وزحام برمضان:
ولشدة الإقبال على المقهى من الأجانب والمصريين، يتوافد المحبين للتاريخ ليجلسون للإستمتاع لأغاني السيدة ام كلثوم عبدالحليم، ورغم أن كثيرًا من المقاهي قلدت" أم كلثوم" في تقديم نفس الخدمات، إلا أنها ظلت بسحر بريقها؛ حيث أن أي كرسي تجلس عليه يحكي أن أجيالًا ومشاهير وعظماء على مر التاريخ جلست على نفس الكرسي.
**قهوة أم كلثوم ورث الأحفاد :
قال الحج يوسف محمد قاسم، إن القهوة توارثها عن والده، ويشاركهم أخيه الحج قناوي، وان العمل يتاقسم بينهما وبين أبنائهم، فهم مشتركين في كل شيء حتى في إيجادهم للغات" الإنجليزية والفرنسية والإيطالية".
أكد يوسف إنهم مستمرين في المسيرة الوارثية لقهوتهم الشهيرة، حتى نجح متعاونين في وضعها من ضمن معالم الأقصر في الكتاب السياحي الذي أصدرته وزارة السياحة عن معالم مدينة الأقصر والذي يوزع في الأقصر والقاهرة.
كما صنفت" أم كلثوم"، أنها من أول الأماكن التي تم إضافتها في المزارات السياحية ضمن البرامج الخاصة بالزوار الأجانب أو العرب، وهى معروفة دولياً من خلال هذه الكتيبات، التى تساعد السائح على التعرف على أفضل الأماكن السياحية بمصر، فأكاد أجزم أنها أصبحت من أهم المزارات السياحية بالمدينة.
**للشاي بالنعناع مذاق خاص:
تشتهر" قهوة أم كلثوم، بأن الشاي بالنعناع له مذاق خاص بها، ورغم أن البعض يرى أن الشاي واحد في كل الأماكن، إلا أن هناك إجماعًا على أنه في ام كلثوم له مذاقه الخاص، ويبدو أن الجو الذي يهيئه لك المقهى بسحره هو سر إحساسك بهذا وسط الحجارة الفرعونية والتاريخية.
** رواد ام كلثوم من المشاهير:
صور كثيرة تحتفظ بمشاهير الفنانين والشخصيات البارزة فى المجتمع والوزراء والمسئولون وهم يجلسون على" قهوة ام كلثوم"، من أشهرهم رئيس مهرجان السينما، والدكتور زاهي حواس وزير الآثار السابق والعالم الآثري الذي لا تكتمل زيارته ورحلته الي الأقصر إلا بجلساته داخل مقهى أم كلثوم، والإستمتاع بالشاي بالنعناع المذاق المختلف والمتميز.
ومن النجوم أيضا الفنان محمود عبدالعزيز، والنجم خالد صالح، ورزان مغربي، وآثار الحكيم، وشيريهان، ورئيس الجامعة العربية الأسبق عمرو موسي، وشهدت القهوة تصوير فيلمين عالميين إحدهما هولدني، والآخر إنجليزي.
كما يقوم مهرجان السينما الإفريقية والسينما الأوروبية سنويا بعمل لافتات لقهوة ام كلثوم، هدية مقدمة من المهرجان للمقهى، بالإضافة إلى زيارة السينمائيين المشتركين بالمهرجان للمقهى والإستمتاع بالمكان حيث التميز والإبداع.
**التسمية والمقهي:
يقول قناوي قاسم، أنّ التسمية لم يكن هدفها تجارياً أو من أجل جلب الزبائن ولفت نظرهم، و"لكن، أردْتنا أن نخلِّد اسم" أم كلثوم"، لأنه يستحق فعلاً، مؤكدا أنه من أشدِّ المُعجبين بام كلثوم وبفنِّها، وحتّى الزبائن الذين يرتادون المقهى، هم من عُشَّاق أغاني الست، أمّا جدران المقهى، فقد تزيّنت بصور الست وآخرين، واليوم كاملا أغانيها تُسمَع طيلة الوقت داخل المقهى.
أضاف قناوي، نحن ندين بالفضل للست أم كلثوم، ومن الممكن أن أخطئ في إسمي ولكن لا يمكن أن أخطئ في أي أغنية من أغانيها، وهي لم تزر المقهى لأنها لم تأت إلى الأقصر على الإطلاق، موضحا أن أغلب السائحين الذين يأتون للمقهى من الأجانب.
** رش البخور:
قال الحج يوسف، إن البخور تمثل له عادة يومية لا يكل ولا يمل منها، فقبل آذان المغرب بدقائق يعكف على تجهيز البخور بالملح، وعندما يؤذن المغرب يطلق البخور في المقهى بأكمله، ويردد بإسم الله، فهي وراثة حقيقية عن والده، ويعيش الحج يوسف الحالة الروحانية في طلق البخور.
**عشق الأطفال للمقهى:
المقهى لا يختصر فقط على جلوس ومقصد الكبار، ولكنه مأوى لعشق الأطفال أيضا، مع توفير جميع أنواع العصائر الفريش من البرتقال والمانجو والبطيخ والفراولة مع الفيشار، ويشعر الأطفال بالتسلية والفرحة، بالرغم من عدم وجود وسائل ترفيهية، ويصممون على التقاط بعض الصور والفيديوهات.
**طاولة الأفواج السياحية في الإنتظار:
تقوم جميع الشركات السياحية داخل محافظة الاقصر، بوضع القهوة داخل البرامج الخاصة بالسياحة، والتنسيق مع الحج قناوي والحج يوسف، لحجز طاولة كبيرة لهذه الأفواج، وأحيانا تصل إلى 100 كرسي مع تجهيز الشاي بالنعناع التراثي والكركديه السخن والدافئ وعصير الدوم والشيشة، والتي يفوق مذاقها الخيال، والمدخنين حول مذاق الشيشة داخل قهوة إم كلثوم.
**شتاء دافى وصيف بارد:
البرد والحر لا يمنعا عشاق أم كلثوم من التوافد المستمر للمقهى من قبل الزبائن، فالمكان مغطى من السقف طيلة الشتاء ودافىء، وفي الصيف تزال الأغطية السقفية وترش المياه على الأرض المغطاء بالحجر الأسواني الأصلي الذي يرطب الجو، وتعمل المكيفات لترطيب الطقس على الجلوس والعشاق في رحاب مقهى ام كلثوم التاريخي.

المصدر:

http://www.luxornl.com/N11444

  

إذاعة وتلفزيون‏



الأبراج وتفسير الأحلام

المتواجدون حاليا

755 زائر، ولايوجد أعضاء داخل الموقع