الحرائق المجهولة.. هاجس يلاحق تجار الشورجة يومياً

         

المدى-بغداد/ عامر مؤيد:أكدت وزارة الداخلية العراقية، أمس الثلاثاء، استمرار التحقيقات الخاصة باسباب حريق سوق الشورجة التجاري في بغداد، وفيما كشفت عن تعرض عدد من منتسبي الدفاع المدني الى الإصابة نتيجة ضخامة النيران الناتجة عن إحتراق العطور، أوضحت مديرية الدفاع المدني إن وجود التجاوزات فضلاً عن استخدام بعض المحال مواد تغليف مساعدة على الحرائق أعاقت السيطرة على الحادث خلال ساعة حدوثه. 

ونشب حريق هائل، فجر السبت الماضي في أحد العمارات التجارية بسوق الشورجة في العاصمة العراقية بغداد، يأتي هذا الحريق بعد يوم واحد، من اندلاع حريق آخر في السوق ذاته.

واستمرت فرق الإطفاء بمساندة آليات الجيش العراقي بمحاولاتها لإطفاء الحريق لمدة تجاوزت الـ 3 أيام، مما أثر سلباً على الحركة التجارية في السوق الذي يعد مركزاً هاماً لاستيراد وتوزيع البضائع الى عموم المحافظات العراقية.
ويذكر مدير إعلام الدفاع المدني العقيد جودت عبد الرحمن في حديث لـ"المدى"، إنه"في يوم 23 من الشهر الحالي نشب حريق في مجمع القادسية الواقع بمنطقة الشورجة، والذي يتكون من خمسة طوابق".
وبين عبد الرحمن إن"الحريق أدى الى إلحاق الأذى بمبانٍ أخرى قريبة من مجمع القادسية وهي عمارة القشطيني"، مؤكداً على أن"معوقات كثيرة أثرت على عمل الدفاع المدني".
واشار عبد الرحمن الى"ما يقارب 27 فرقة تابعة للدفاع المدني والياتها كانت بالقرب من الحادث اضافة الى وجود اليات اخرى خاصة بالعمل".
وتابع إن"النتائج الاولية أشارت الى أن الحريق جاء بسبب نشوبه في عمارات مليئة بمخازن العطور والملابس ما جعل الحريق يزداد بكثافة"، مضيفاً إن"العمارات الأخرى التي نشب الحريق فيها في التي تلت الحادث الأول جاء لأنها أيضاً مليئة بمخازن الملابس".
وحول أسباب تأخر السيطرة على الحريق وإخماده خلال ساعات من حدوثه، أكد إن"هناك تجاوزات كثيرة في البنايات التي نشب بها الحريق، ما جعل إطفاء الحريق صعباً للغاية بشكل سريع، وإن اغلب البنايات فيها مخازن من"الساندويش بنل"موجودة بطريقة مخالفة لشروط السلامة، وهذا الأمر عرقل عمل الدفاع المدني في إخماد الحريق".
وأوضح إن"تقارب البنايات أيضاً واكتظاظ السوق هو الآخر أثر على حركة سيارات الدفاع المدني، مما زاد من صعوبة إدخال الاليات الضخمة المساندة لعمل عناصر الإطفاء".
من جانبه ذكر المتحدث باسم وزارة الداخلية سعد معن في حديث لـ"المدى"، إن"هناك لجنة تم تشكيلها من أجل معرفة أسباب الحادث حيث ضمت ضباطاً في الادلة الجنائية ولم تقم الى الآن بإعطاء السبب الرئيس للحريق".
وأكد معن"لا يمكن تحديد المسبب بالحريق سواء كان بفعل فاعل أو إثر تماس كهربائي حتى صدور النتائج من اللجنة التحقيقية الخاصة بهذا الأمر"، لافتاً الى أن"بعض منتسبي الدفاع المدني تعرضوا الى اصابات نتيجة دخولهم الى أماكن ازدادت فيها النيران".
ويذكر أحد تجار الشورجة إن الحريق الهائل تسبب بإيقاف التعاملات التجارية لمدة تجاوزت عن 3 أيام، مشيراً الى أن عدداً من موردي السلع لجأوا الى خزن موادهم في الشوارع العامة خشية إلتهامها من النيران المشتعلة في اكثر من بناية في السوق.
ويقول علي مؤيد أحد تجار السلع في الشورجة لـ"المدى"، إن"الحريق أوقف العمل في الشورجة التي تعد المركز الاقتصادي للعاصمة لأكثر من 3 أيام".
وأضاف مؤيد إن"المشكلة في استمرار الحريق هي ضيق البنايات حيث سيارات الاطفاء كانت تقف على مسافة بعيدة ومن خلالها يتم مد أنابيب الاطفاء".
وأشار الى أن"استمرار الحريق جعل الكثير من التجار يقومون برمي أغراض مخازنهم في الشارع بسبب خوفهم من بقاء الحريق لفترة طويلة".
ويقول خالد إبراهيم وهو تاجر آخر لـ"المدى"، إن"القوات الامنية المتمثلة بقوات الدفاع المدني أخمدت الحريق بعد يومين من نشوبه في عمارة القادسية في الشورجة".
واستدرك إبراهيم بالقول،"لكن في الصباح التالي تفاجأ الجميع بنشوب حريق آخر لم نعرف أسبابه في عمارة أخرى قريبة من مكان الحادث".
وتابع إبراهيم إنه"بسؤال أحد الضباط عن الأمر أكد انه لا يمكن نشوب حريق آخر إلا بفعل فاعل لكن لم يتم إعلان ذلك بسبب وجود لجنة تحقيقية خاصة بالأمر".
وسوق الشورجة يعد من المراكز التجارية المهمة للعاصمة العراقية بغداد وهو أبرز وأهم مرافق بغداد التجارية الزاخر بالحركة والنشاط منذ الصباح الباكر وحتى المساء، ومن أكثر الأسواق إتساعاً وأكثرها استقطاباً للمتبضعين.

  

إذاعة وتلفزيون‏



الأبراج وتفسير الأحلام

المتواجدون حاليا

708 زائر، ولايوجد أعضاء داخل الموقع