«دويتشه فيليه» تزدهر عربياً بإهداءالبرامج والإنتاج المشترك

                  

لندن/الحياة:تخط مؤسسة «دويتشه فيليه» (DW) الألمانية طريقها الخاص إلى الجمهور العربي بأساليب عديدة لا يطرقها كثير من الفضائيات الأجنبية الموجهة إليه. فهي لا تكتفي ببثها اليومي على شاشتها الخاصة ولا بموقعها الإلكتروني المخصص للمستخدم العربي، بل نراها ترتبط بمجموعة من الفضائيات العربية باتفاقات شراكة لبث برامجها المنتقاة بعناية.

الأمثلة على ذلك كثيرة ومنها برنامج «يوروماكس» الذي ينتج بالاشتراك مع قناة «رؤية الأردنية»، والبرنامج لا يعتبر أفضل البرامج التي تنتجها القناة الألمانية التي ترفع شعاراً يقول: «ننتج للعقول» (Made for minds)، لكنه يقدم ما لا تقدمه الشاشات العربية على إطلاقها، حيث يرينا ألمانيا وعموم الدول الأوروبية بعيداً من الثنائيات التي غالباً ما نتناول فيها الغرب مثل: شرق وغرب، إسلام ومسيحية، وهو برنامج يقدم مساحة اهتمام إعلامية لا يطالها الاهتمام الإعلامي التلفزيوني العربي غالباً.

«يورو ماكس» برنامج أسبوعي يقدم تقارير حول الحياة والمجتمع في أوروبا ويقدم للجمهور في كل أنحاء العالم صورة عن أسلوب الحياة في أوروبا بشكالها الاجتماعية والثقافية والفنية كافة. وعبر شبكة من المراسلين، تتابع «يوروماكس» النشاطات الفنية والثقافية والاجتماعية في أوروبا وتلتقي الشخصيات العامة في مجالات الموسيقى والفن والموضة.

أكثر ما يوفره هذا البرنامج الألماني هو تقديمه تقارير وقصصاً لا تطالها الكاميرا العربية، فهو يطرق باب العمارة الحديثة والمتاحف والفنون والصناعات ويحوّلها موضوعات وتقارير متلفزة وقصصاً صحافية يمكن للشاشات العربية أن تحاكيها إن رغبت في ذلك. ويمكن الجزم بأن هذه الموضوعات ما زال تناولها خجلاً على الشاشات العربية أو أن بعض المراسلين لا يعتبرها موضوعات يمكن أن تهم الجمهور.

أما برنامج «صنع في ألمانيا» الذي يبث على أكثر من قناة ومنها قناة «الفلسطينية»، فإنه أشبه بالمجلة التي تهتم بعوالم المال والاقتصاد، وتتيح للجمهور رؤية أوضاع الأسواق العالمية، وعمل أصحاب الشركات وآخر التطورات الاقتصادية.

وتستضيف المجلة مديري مؤسسات اقتصادية ناجحة وخبراء مميزين في عالم الاقتصاد خلال نصف ساعة هي وقت البرنامج الذي تقدّمه الإعلامية سماح الطويل.

أما البرنامج الحواري الشبابي المثير للجدل فهو «شباب توك» الذي ينتج ويبث على أكثر من قناة عربية مثل «الحياة» المصرية و«الجديد» اللبنانية، فهو يهتم بقضايا الشباب في العالم العربي، ويناقش فيه مقدم البرنامج جعفر عبد الكريم مواضيع مختلفة، ويعالج التابوهات والقضايا الخارجة عن المألوف مثل الطائفية والعنصرية والمثلية والجنس وأزمات الهوية... إلخ من القضايا الشائكة عربياً.

تحقق «دويتشه فيليه» عبر هذا الفعل الذكي وغير الجديد في عالم الإعلام، إمكانية الوصول إلى الجمهور المستهدف، بالتالي جدوى الإنتاج التلفزيوني، لكن الفارق أن المؤسسة الألمانية تكرسه نهجاً أصيلاً، وترى فيه طريقاً رحبة للوصول إلى جمهور متخم بالقنوات، وهو يحقق الفائدة للقناة ذاتها وكذا القنوات الشريكة عبر تبادل المنفعة التي تكون حالة من الغنى للمشاهدين التقليديين المخلصين لبعض الشاشات التي لا يبرحونها، كما أنه يجعل هذه الشاشات تحاكي البرامج الألمانية شكلاً ومضموناً أيضاً.

بقي أن نقول إن هذا التشارك الإنتاجي، يشعرنا أحياناً بأنه يحمل روح الإهداء أكثر من فكرة الإنتاج المشترك الفعلي، فيقتصر دور القنوات المستضيفة على بث البرنامج المستضاف، ومع ذلك نرى في ذلك خدمة كبيرة للمشاهدين وللقنوات والعاملين فيها، في حين أن تاريخ العلاقات العربية- الألمانية غير حافل بالصراعات والاحتلالات وسوء الفهم.

  

إذاعة وتلفزيون‏



الأبراج وتفسير الأحلام

المتواجدون حاليا

758 زائر، ولايوجد أعضاء داخل الموقع