صادرات الأردن للعراق تواجه عقبات كبيرة في معبر طريبيل

         

                 ممر ضيق لطموحات تجارية كبيرة


قال مسؤولون أردنيون إن حركة الشاحنات عبر المنفذ الحدودي مع العراق لا تزال تواجه عقبات كبيرة. وأكدوا أن عدد الشاحنات التي عبرت خلال شهر كامل تقل كثيرا عما كان يعبر المنفذ خلال يوم واحد قبل إغلاق المعبر منتصف عام 2014.

عمان – كشف مسؤولون ومصدرون أردنيون أمس أن عبور الصادرات الأردنية إلى السوق العراقية لا يزال يواجه عقبات كبيرة رغم مرور شهر على افتتاح المنفذ البري الرئيسي بين البلدين للمرة الأولى بعد نحو ثلاث سنوات من إغلاق أضر بأحد أهم أسواق المنتجات الأردنية.

وقال وزير الصناعة والتجارة الأردني يعرب القضاة إن حركة التجارة بين البلدين تأثرت بسبب الإغلاق وتحول بعض المستوردين العراقيين إلى أسواق أخرى مجاورة.

وكان مسؤولون كبار من الأردن والعراق قد افتتحوا معبر طريبيل الرئيسي مطلع سبتمبر الماضي بعد انحسار سيطرة تنظيم داعش على غرب محافظة الأنبار العراقية، وعبروا حينها خلال مراسم عن آمال كبيرة بعهد تجاري جديد بين البلدين.

وأدى إغلاق المعبر منذ منتصف عام 2014 إلى مضاعفة تكلفة التصدير للسوق العراقية مع ارتفاع أسعار الشحن بعد اللجوء إلى عدة منافذ بديلة منها الأراضي السعودية والكويت والموانئ الإماراتية.

وتراجعت قيمة الصادرات الأردنية إلى العراق بنحو 62 بالمئة بعد إغـلاق المعبر لتصل إلى نحو 333 مليون دينار (470 مليون دولار).

وقال مسؤولون إن 250 شاحنة أردنية وصلت إلى منطقة التبادل التجاري على الحدود العراقية عبر المعبر منذ افتتاحه وذلك مقارنة مع نحو 400 شاحنة يوميا قبل الإغلاق.

ويعزو مصدرون بطء نمو حركة الصادرات العراقية إلى استمرار المخاوف الأمنية على الطريق الذي يمتد إلى بغداد والذي فرض إقامة منطقة تبادل على الحدود يجري فيها نقل البضائع الأردنية وبضائع النقل بالعبور (الترانزيت) من دول مجاورة على متن شاحنات عراقية.

ويؤكد المصدرون الأردنيون أن بعض المناطق في الطريق ما زالت عرضة للهجمات رغم استعادة القوات العراقية لمعظم محافظة الأنبار غرب العراق المحاذية للحدود مع الأردن.

ونسبت وكالة رويترز إلى وزير التجارة والصناعة الأردني قوله إن “التجهيزات في منطقة التبادل التجاري على حدود البلدين تستوعب نحو 500 شاحنة يوميا ما يمنح فرصة لارتفاع حجم الصادرات في المستقبل القريب”.

وأضاف القضاة أنه يأمل أن تزيد حركة تجارة الترانزيت من الأردن عبر المعبر الحدودي والتي بلغت حتى الآن 50 شاحنة غالبيتها من مصر والسعودية.

وكان قطاع الشحن البري الأردني يعول على إعادة افتتاح الطريق الواصل إلى العاصمة بغداد لتحريك أسطول الشاحنات الذي تضرر أيضا بإغلاق منفذ بري آخر للأردن مع سوريا على حدوده الشمالية.

وقال نقيب أصحاب الشاحنات الأردنية محمد الداوود إن “التصدير إلى السوق العراقية عبر منفذ طريبيل الحدودي دون المستوى المطلوب حتى الآن وأحد أهم العوائق هو الرسوم الجمركية التي فرضها العراق”.

وأكد مسؤولون أردنيون أن الجانب العراقي فرض رسوما جمركية بنسبة 30 بالمئة على جميع السلع التي تدخل أراضيه.

وأضاف رئيس غرفة صناعة الأردن عدنان أبوالراغب أن الصناعيين يعملون مع السلطات للضغط على الجانب العراقي لاستثنـاء المـنتجـات الأردنيـة مـن تلـك الرسـوم.

وأوضح أبوالراغب أن الجانب العراقي يطلب تحديد الطاقة الإنتاجية للمصانع الأردنية والالتزام بمراعاة توقيتات المحاصيل الزراعية في العراق وإجراءات أخرى لحماية منتجاتهم المحلية.

وقال رئيس جمعية المصدرين الأردنية عمر وشاح إن المشكلة التي ستواجه الصادرات الأردنية هي استعادة أسواق خسرتها لصالح إيران وتركيا بسبب ارتفاع تكاليف التصدير عبر المنافذ البديلة.

وأضاف أنه “يجب إرجاع العلاقات التجارية وإقناع المستوردين العراقيين بجودة المنتج الأردني”.

وقال إياد أبوحلتم رئيس جمعية مستثمري شرق عمان الصناعية إن إلغاء الرسوم الجمركية العراقية إذا تحقق فإنه يساعد الأردن على استعادة حصته في السوق العراقية.

وأضاف أن إعادة فتح معبر طريبيل سوف تساعد على خفض كلفة النقل بنسب تصل إلى 80 بالمئة، مقارنة بالنقل الجوي خلال فترة إغلاق المعبر.

وتشير إحصائيات رسمية إلى أن حجم الصادرات الأردنيـة إلـى العـراق خـلال النصف الأول من العام الحالي بلغت نحـو 227.5 مليون دولار ارتفاعـا من نحـو 161 مليـون دولار في الفترة المناظرة من العام الماضي.

وبلغ حجم واردات الأردن من العراق حتى نهاية يونيو الماضي ما يصل إلى نحو 840 ألف دولار، مقارنة مع نحو 2.3 مليون دولار خلال نفس الفترة من العام الماضي.

ويرى الداوود أن “عودة حركة الشاحنات إلى سابق عهدها، تحتاج إلى مرحلة انتقالية قد تصل إلى 6 أشهر خصوصا بالنسبة للصناعات الكبيرة. أما حاليا ستكون الحركة في الغالب للمنتجات الخفيفة مثل الخضار والفواكه”.

وتعد مهنة النقل عبر الشاحنات رائجة في كل من الأردن والعراق، بحكم الحدود البرية التي تربطهما معا ومع السعودية وسوريا، إلا أنها تراجعت بعد أحداث الثورة في سوريا وغلق معبر طريبيل.

أطفال الگاردينيا

  

إذاعة وتلفزيون‏



الأبراج وتفسير الأحلام

المتواجدون حاليا

759 زائر، ولايوجد أعضاء داخل الموقع