"الإيدز".. ماكنة موت جديدة تحصد أرواح العراقيين

         

           تصاعد الإصابات بمرض نقص المناعة المكتسبة

بغداد - محمد البغدادي - الخليج أونلاين:ماكنة موت جديدة تضاف إلى قائمة ماكنات القتل في العراق ألا وهي مرض نقص المناعة المكتسبة "الإيدز"، الذي أصبح مصدر خوف للعراقيين، بعد إعلان دائرة صحة بغداد عن تسجيل 15 إصابة بالمرض مؤخراً، في بغداد وحدها، محذرة من سرعة انتشاره بسبب افتقار المجتمع لثقافة الوقاية منه.

وكانت تقارير غير رسمية في العراق لإحدى المنظمات المحلية، قد كشفت عن نحو 200 إصابة بالإيدز في بغداد، في حين ذكرت منظمة تابعة للأمم المتحدة، أن العدد التقريبي هو 480 شخصاً توفي نصفهم.

وقال العميد خالد المحنه، مدير قسم الشرطة المجتمعية في وزارة الداخلية ببغداد: "رصدت وزارة الداخلية أماكن انتشار المرض وكانت تحديداً في منطقة الطوايل، وهي منطقة يسكن فيها من يعرفون بالغجر، وأيضاً أماكن الدعارة في العاصمة العراقية بغداد"، بحسب قوله.

وأضاف لـ"الخليج أونلاين": إن "الأماكن الأخرى المرشحة هي مراكز المساج المنتشرة في مناطق بغداد، وهي واجهات لأماكن دعارة"، مؤكداً أن وزارة الدخلية أجرت إحصاء بجميع مراكز المساج وأعدت قاعدة بيانات؛ بغرض اتخاذ الإجراءات الصارمة تجاه تلك المراكز المشبوهة.

- مليشيات تتاجر بالجنس

مصدر أمني أكد لـ"الخليج أونلاين" أن "أماكن الدعارة في بغداد محمية من قبل مليشيات متنفذة في الحكومة العراقية، مقابل مبالغ مالية كبيرة تعطى من قبل أصحاب تلك المراكز إلى قادة تلك المليشيات".

وأضاف المصدر، الذي طلب عدم الكشف عن هويته لأسباب أمنية: "قبل فترة ليست ببعيدة حصلت اشتباكات عنيفة بين مليشيات تابعة لمنظومة الحشد الشعبي، استخدمت فيها مختلف الأسلحة الخفيفة والمتوسطة؛ وذلك بسبب تنازعهم على ملاهٍ ليلية ومراكز مساج في منطقة الكرادة، وسط العاصمة العراقية بغداد".

و"الحشد الشعبي" هو قوات عسكرية شبه رسمية، شُكلت في ظروف استثنائية استجابةً لفتوى المرجع الديني الشيعي علي السيستاني؛ لوقف تمدد تنظيم الدولة، بعد سيطرة الأخير على مساحات شاسعة شمالي العراق وغربيه، صيف عام 2014، وشُكِّل من عدة مليشيات شيعية، وأخرى مسيحية، وعادة ما اتُّهمت من قِبل منظمات دولية بارتكابها جرائم حرب بحق المدنيين.

من جهته يقول فاروق النعيمي، إمام وخطيب أحد مساجد بغداد: إن "التفكك والانفتاح على الثقافة الغربية بلا ضوابط، وضعف دور الدولة بشكل أساسي، فضلاً عن غياب البرامج الاجتماعية والثقافية والرياضية التي تعنى بها بعض وزارات الدولة، من الأسباب التي أدت إلى ظهور مرض الإيدز في العراق".

وأضاف النعيمي لـ"الخليج أونلاين": إن "تغييب الوازع الديني الذي يمنع انتشار مثل هذه الحالة؛ بسبب تغييب دور رجال الدين الحقيقي عن الحياة العامة، مقصود من قبل مليشيات تتاجر بالجنس كمصدر لتمويل عملياتها، وكمنفعة شخصية تعود بالأرباح على قادة تلك المليشيات".

ويقول حسين الياسري، حلاق رجالي، لمراسل "الخليج أونلاين: "هناك تخوف كبير لدى الزبائن من أدوات الحلاقة؛ بسبب انتشار مرض الإيدز في بغداد ممَّا جعلني استخدام الأدوات لمرة واحدة لكل زبون؛ حفاظاً على سلامته من انتقال المرض"، مستطرداً بالقول: "تعاني محلات الحلاقة الرجالية من قلة أعداد الزبائن؛ وذلك بسبب تخوف العراقيين من مرض الإيدز".

- دعوة إلى الهدوء

بدوره قال مدير عام صحة بغداد الرصافة، إحسان جعفر، في بيان تلقى "الخليج أونلاين"، نسخة منه: إن "عدد الإصابات يساوي أقل من 1% من عموم السكان، وقد شهدت السنوات الماضية تزايداً في أعداد الإصابات المكتشفة بين العراقيين، ولكن هذا التزايد لم يصل درجة مرعبة، وفي نفس الوقت فإننا لم نهمل اتخاذ الإجراءات اللازمة للسيطرة على تزايد أعداد الحالات المصابة، حيث قمنا بمفاتحة الجهات الدينية ممثلة بالوقف الشيعي والوقف السني، لتفعيل دور رجال الدين في تعزيز الوعي الصحي للمواطنين".

وأضاف جعفر أن الوزارة "فاتحت دائرة المنظمات غير الحكومية في الأمانة العامة لمجلس الوزراء، لتفعيل التعاون مع منظمات المجتمع المدني في مجال الوصول إلى مجاميع الخطر الأعلى للإصابة بالإيدز، كما أن هناك استراتيجية وطنية للإيدز تتضمن أدواراً مختلفة لكثير من الوزارات والجهات الحكومية وغير الحكومية في مجال التصدي للإيدز".

وتابع حديثه قائلاً: "لقد تم تسجيل نحو 31 إصابة جديدة منذ بداية 2017 ولغاية نهاية الربع الثاني لعام 2017، كما بلغ عدد المصابين الأحياء المكتشفين خلال 2017 وما قبلها نحو 185 مصاباً"، داعياً العراقيين للهدوء وعدم الفزع، والابتعاد عن السلوك الخاطئ والمواظبة على الفحص للتأكد من سلامتهم من الإيدز، دون الحاجة لذكر الاسم أو العنوان.

  

إذاعة وتلفزيون‏



الأبراج وتفسير الأحلام

المتواجدون حاليا

510 زائر، ولايوجد أعضاء داخل الموقع