نهاية عصر اللغة: فيسبوك يقرأ العقول

  

                     طرق باب المستحيل

بات فيسبوك قريبا جدا من معرفة أعمق الأفكار وأكثرها ظلمة. فقد أعلن أنه يعمل على تطوير تكنولوجيا تسمح للمستخدمين بالتواصل مع الآخرين عبر استخدام الأفكار ما ينبئ بنهاية اللغة قريبا.

العرب/كاليفورنيا - قالت شركة فيسبوك إن قسما سريا لديها في كاليفورنيا الأميركية يختبر تكنولوجيا قراءة العقل منذ أشهر عدّة. وذكرت أنها تعمل حاليا على تطوير برنامج تحكّم باسم “الكلمات الصامتة”.

وكشف مؤسس فيسبوك مارك زوكيربرغ الأربعاء العمل على نظام سيتيح للمستخدم الكتابة مباشرة من الدماغ، وستكون هذه الطريقة خمس مرات أسرع مما يمكن للشخص كتابته على هاتفه الآن.

وكان زوكيربرغ قد وصف في وقت سابق توارد الخواطر بأنه “أقصى تكنولوجيا الاتصالات”، لكن طموحات الشبكة الاجتماعية لم تكن واضحة حينذاك.

وقال “في يوم من الأيام، أعتقد أننا سوف نكون قادرين على إرسال أفكار غنية وكاملة، بعضنا إلى بعض مباشرة باستخدام التكنولوجيا”. وأضاف “سوف تكون قادرا على التفكير في شيء ما، وسيتمكن أصدقاؤك على الفور في التفكير فيه أيضا، إن أردت ذلك، ربما ستكون هذه أقصى آفاق تكنولوجيا الاتصالات”.

وقالت رئيسة قسم التقنيات التجريبية في الشركة، ريجينا دوغان، في مؤتمر فيسبوك السنوي للمطورين الأربعاء إن الموقع يعمل على “أنظمة التصوير العصبي البصري” التي بإمكانها أن تسمح للناس بكتابة الكلمات مباشرة من الدماغ بمعدل 100 كلمة في الدقيقة الواحدة. وأضافت أن “الأمر يبدو مستحيلا لكنه أقرب مما تعتقدون”.

وأكدت أن المشروع لا يهدف إلى قراءة كل الأفكار التي تخطر ببال المستخدم. وأشارت “كل شخص لديه الكثير من الأفكار (في دماغه) وله حرية اختيار بعض الأفكار التي يود مشاركتها والكشف عنها، نتحدث فقط عن ترجمة وكتابة هذه الكلمات”.

وأوضحت أن السماح للناس بنقل الأفكار بسرعة سيتيح لهم إرسال النصوص ورسائل البريد الإلكتروني بشكل خاص في لحظة، لكنها قالت إن المشروع لم يكن سوى البداية في جهود فيسبوك لقراءة الذهن. وألمحت رئيسة قسم التقنيات التجريبية “أننا سنكون قادرين في المستقبل على تبادل الأفكار مباشرة، وإزالة حواجز اللغات المختلفة”.

وقالت دوغان “قد يكون من الممكن يوما ما أن أفكر باللغة الصينية وتشعر أنت بما أفكر فيه فورا لكن باللغة الإسبانية”.

وقالت شركة فيسبوك في مدونتها إنها تنوي إنتاج المعدات والبرمجيات للوصول إلى هذا الهدف، وخصصت فريقا يتكون من 60 عالما وباحثا للعمل في هذا المشروع. وتعمل الشركة حاليا على تحويل هذه التكنولوجيا إلى تقنيات يمكن ارتداؤها وتصنيعها على نطاق واسع.

من جانبه، قال زوكيربرغ إن “هذه هي الخطوة الأولى فقط، فالتكنولوجيا في سبيلها لتصبح أكثر تقدما قبل أن نتمكن من تبادل الأفكار والمشاعر الحقيقية”.

وتتطلب التقنيات التي تسعى إليها فيسبوك وسائل أكثر تقدما من تلك الموجودة حاليا، فحتى نـتمكن من السيطرة على الدماغ البشري يجب أن تزرع رقاقات كـمبيوتر داخلـه.

وهناك بالفعل تقنيات خارجية للتحكم في الدماغ بالأسواق، ولكنها بسيطة جدا مقارنة بما تريده الشركة ومنها تقنية كهربية الدماغ، ويمكنها رصد النبضات الكهربائية لكن فقط لوظائف أساسية وبسيطة جدا مثل تحريك نقطة إلى أعلى أو إلى أسفل على الشاشة.

كانت شركة فيسبوك شهدت العام الماضي استحداث فرع جديد لها، وهو فرع المبنى 8 “Building 8” لأجل إعداد تكنولوجيات لقراءة أفكار الإنسان.

واشترطت فيسبوك أن يعمل في هذا الفرع مهندسون وعلماء بتخصصات معينة، وضمنها مهندس التفاعل بين الدماغ وجهاز الكمبيوتر، والعالم بدرجة الدكتوراه في مجال بيولوجيا الأعصاب، ومهندس تكنولوجيات تصوير الأعصاب.

وجاء في لائحة الوظائف التابعة لفرع “المبنى8” أن عمله يرمي إلى ابتكار منتوجات تكنولوجية جديدة من شأنها توحيد حضارات العالم بأسره. ويقول فيسبوك في وصفه للمبنى “يركز المبنى 8 على خلق منتجات الأجهزة الجديدة للتقدم بمهمتنا لربط العالم. إننا نجلب معا خبراء عالميين كي يطوروا منتجات تبدو مستحيلة، إذ أنها تعرّف بتصنيفات جديدة”.

كما جاء أيضا في تعريف المبنى “إننا نقود الإبداع في الواقع الافتراضي والواقع المعزز والذكاء الاصطناعي والاتصال والتطورات الهامة في المناحي الأخرى.. يتحرك فريقنا بسرعة وبطريقة هجومية، ووفقا لجدول ثابت”.

وورد أيضا ضمن الوصف “إننا نخلق على نطاق واسع أعمالا كبيرة وصغيرة وننفذ شراكات مع الجامعات من أجل هذا. كما أننا نضع أهدافا واضحة لشحن المنتجات على نطاق واسع”.

كما أعادت وسائل الإعلام إلى الأذهان ما قاله زوكيربرغ عام 2015 “سنستطيع أن تبادل الأفكار في يوم ما مباشرة باستخدام تكنولوجيات”.

يذكر أن شركة فيسبوك كانت قد استحدثت العام الماضي مختبرا إنتاجيا بعنوان “Area 404” من شأنه تصنيع نماذج للابتكارات التقنية الواعدة.

وقال ممثل الشركة ليندسي آموس في حديث أدلى به لوكالة “تاس” الروسية إن استحداث المختبر سيسمح بإعداد نماذج للأجهزة الواعدة ستستخدم في تطوير تقنيات فرع المبنى 8.

أطفال الگاردينيا

  

إذاعة وتلفزيون‏



الأبراج وتفسير الأحلام

المتواجدون حاليا

642 زائر، ولايوجد أعضاء داخل الموقع