واشنطن بوست: "استهتار" أمريكي بأرواح المدنيين في العراق وسوريا

                   

الخليج أونلاين:قالت صحيفة الواشنطن بوست الأمريكية، إن غارات واشنطن على معاقل تنظيم الدولة في العراق وسوريا، باتت تثير الرعب في صفوف السكان المدنيين، خاصة في ظل استهتار أمريكي بأرواح المدنيين؛ الأمر الذي أدى إلى ارتفاع أعداد الضحايا.

كما أن هذا الارتفاع المطرد للضحايا المدنيين يعمل عدم الثقة بالولايات المتحدة وشركائها؛ لكونهم لا يولون اهتماماً أكبر للمدنيين وأرواحهم، بحسب الصحيفة.

الموصل (شمالي العراق)، شهدت واحدة من أسوأ المجازر التي راح ضحيتها عشرات المدنيين جراء قصف لطائرات التحالف الدولي بقيادة الولايات المتحدة الأمريكية، في وقت يحاول العشرات من أهالي مدينة الرقة السورية النزوح قبل موعد بدء الهجوم لاستعادة المدينة من قبضة تنظيم الدولة.

وطوال الحملة الانتخابية، تعهد الرئيس الحالي دونالد ترامب، باستهداف مقاتلي تنظيم الدولة بشكل أكبر وأكثر قوة، منتقداً الحملة الجوية الأمريكية على معاقل التنظيم، معتبراً أنها "لطيفة"، كما طالب بإعادة تقييم قواعد الاشتباك في ساحات القتال.

ورغم أن واشنطن نفت أن يكون هناك أي تغيير قد طرأ على قواعد الاشتباك، فإن الأرقام التي جمعتها منظمات الرصد والمقابلات ترسم صورة "دموية"، حيث تجاوز عدد الضحايا خلال شهر مارس/آذار كل الأرقام السابقة التي سجلت للضحايا المدنيين جراء الغارات الأمريكية.

وكان أسوأ هجوم نفذته طائرات يُعتقد أنها تابعة للتحالف الدولي بقيادة الولايات المتحدة، في الموصل العراقية، منتصف الشهر الحالي، حيث لا تزال فرق الإنقاذ تقوم بعمليات الحفر لانتشال مزيد من الضحايا تحت أنقاض المنازل.

مسؤولون عراقيون وسكان محليون قالوا إن أكثر من 200 شخص قُتلوا جراء الضربات التي تقودها الولايات المتحدة، حيث تم انتشال أكثر من 100 جثة من مبنى واحد، دون أن تتوافر حتى وسائل لنقل جثث الضحايا إلى خارج الحي المنكوب، الأمر الذي اضطر الأهالي إلى نقل جثث ضحاياهم على عربات خشبية.

الحادثة التي وقعت في الموصل، هي واحدة من بين الحوادث العديدة التي شهدها العراق وسوريا خلال الأسابيع الأخيرة، والتي أثارت مخاوف من أن الولايات المتحدة قد "استهترت" بالقواعد التي تقضي بحماية أرواح المدنيين، وهو ما أدى إلى ارتفاع مطرد في أعداد الضحايا المدنيين وعدم الثقة بالحملة التي تدعمها أمريكا، بحسب الصحيفة.

من جهتها، نقلت الصحيفة عن حسام عيسى، مؤسس حملة "الرقة تُذبح بصمت"، والذي يرصد العنف الجاري في المدينة الواقعة تحت سيطرة تنظيم الدولة شمال شرقي سوريا، أن الناس كانوا يشعرون بالأمان عندما تحلق الطائرات الأمريكية في سماء المدينة؛ لأنهم كانوا يعتقدون أنها لن تستهدف المدنيين، "كانوا فقط يخافون من الطائرات الروسية وطائرات النظام، لكنهم الآن يخافون الضربات الجوية الأمريكية، فهي أيضاً تستهدف كل مكان".

وشهد شهر مارس/آذار، ارتفاعاً في وتيرة الغارات الأمريكية على مواقع في سوريا يُعتقد أنها تابعة لتنظيم الدولة أو القاعدة؛ ما أدى إلى سقوط العشرات من الضحايا المدنيين، من بينها حادثة استهداف مسجد ومدرسة مجاورة لإيواء النازحين بالرقة، التي أدت إلى مقتل قرابة 30 مدنياً.

ووفقاً لمنظمة "أيروارز" الحقوقية، التي تتخذ من لندن مقراً لها، وتتابع أعداد الضحايا المدنيين جراء الغارات الجوية، فإن من أصل 1257 حالة وفاة جراء الضربات الجوية التي يقودها التحالف الدولي، تبين أن هناك فقط 337 حالة سجلت على أنها حالات وفاة موثقة جراء الغارات الجوية، دون أن يعني ذلك أن الأرقام الأخرى غير صحيحة، ولكن فقط لأن المنظمة تضع عدة شروط لتوثيق حالات الوفاة جراء الغارات الجوية.

المنظمة قالت في بيان لها الأسبوع الماضي، إنها توقفت عن مراقبة ضحايا الغارات الروسية؛ للتفرغ لمراقبة الاتهامات للطائرات الأمريكية بأنها تتسبب في مقتل مدنيين، مؤكدة أن الشهرين الأولين من هذا العام جرى تسجيل ارتفاع في ضحايا المدنيين جراء الغارات الأمريكية أكثر من الغارات الروسية.

في العراق وسوريا، يقول نشطاء وسكان مدنيون، إن هناك تحولاً ملحوظاً في أنواع الأهداف التي تعرضت للقصف الأمريكي، فقد شهدت الأسابيع الماضية استهداف بنى تحتية كالمستشفيات والمدارس، في وقت تقول واشنطن إن مقاتلي التنظيم يستخدمون هذه الأبنية بشكل متزايد كقواعد للهجوم، علماً أنه وبموجب قواعد الاشتباك الأمريكية، لا يمكن قصف مثل هذه الأماكن، بحسب ما تُشير إليه الصحيفة.

  

إذاعة وتلفزيون‏



الأبراج وتفسير الأحلام

المتواجدون حاليا

652 زائر، ولايوجد أعضاء داخل الموقع