حذار من كذبة ١ نيسان فانها بدعة سيئة ومؤذية

        

حذار من كذبة ١ نيسان فانها بدعة سيئة ومؤذية

  
             صديق الگاردينيا الدائم

كذبة نيسان (أبريل)، لا أحد حتى الآن يستطيع أن يقول متى وأين وكيف ولماذا ظهرت هذه البدعة التي تمارس عادة في الأول من نيسان من كل عام، وما تسببه من آثار نفسية واجتماعية على الفرد والجماعة؟ ومن المؤسف أنها أصبحت تقليدا يحتفل به بطريقة غير رسمية مع أول يوم في أبريل في معظم الدول العربية برغم ان لها مآس وطرائف يتناقلها الناس في كافة أنحاء العالم.
ومن المؤسف ان هناك صحفاً ووسائل اعلامية تمارس احيانا ترويج هذه الظاهرة، واتذكر كيف كانت صحيفة يومية رسمية في العراق قبل 2003 تمارس اسلوب كذبة اول نيسان في صفحتها الاولى بخبر مفبرك يثير الناس ويدهشهم بمعلومة كاذية !!!! ولكنها في داخل العدد او في اليوم التالي تعتذر الصحيفة ذاتها عن النشر وتبرر ذلك بانه (كذبة اول نيسان) ولا زلت اتذكر خبر على الصفحة الاولى مفاده (الرئيس بوش يأمر برفع الحصار عن العراق) في 1 نيسان عام 2002 ؟؟؟ ولكن الجريدة في الصفحة 16 منها اعتذرت للقارئ!!.
يقول البعض أن كذبة أبريل اعتادت عليها الشعوب منذ القدم، وشخصيا لا أؤيد هذه العادة السيئة وذلك أننا كمسلمين يجب علينا التحلي بالصدق وتجنب الكذب وعدم تشجيع تفشيه في المجتمع، لما له من تبعات سيئة على الجميع، والكذب يقلل من قيمة الشخص ومن احترامه لذاته واحترام الآخرين له، كما انه غالبا ما يتسبّب في الخصام بين الأصدقاء أو زملاء العمل بسبب ما يتضمنه من سخرية من بعضهم البعض. ولا شك في أن كذبة أبريل لها أضرار مادية ونفسية في بعض الحالات وقد تصيب البعض بالخوف والهلع خصوصا من يعانون من أمراض القلب والضغط والسكر، لذا من يريد ان يمارس المرح والترفيه فليمارسه بدون استخدام الكذب كوسيلة لذلك أو السخرية من الآخرين.
إن فكرة كذبة ابريل فكرة قديمة تقوم على الخداع ومحتوى الموضوع كله كذب في كذب، وبالتالي فإنها تعتبر في أذهان الناس شيئا جميلا وانه يوم سعيد وهذا بالطبع خطأ كبير أن نوصل للناس فكرة خاطئة نربطها في أذهانهم، وهذا غير مبرر للبعض باستخدام الكذب في أوقات معينة، أن شيوع الكذب بين الناس له اثار سلبية، حيث انه يفتح الباب أمام البعض ليتصور ذهنه بعض الأفكار الخاطئة بان هناك مجالا للكذب سواء من باب المداعبة أو الدعاية أو المصالحة.
ليس من المروءة أن ينجرف الإنسان الواعي الى تقليد مثل هذه العادات السيئة، فقد أكرمنا الله بدين إن قلت الصدق فيه أخذت عليه أجراً، وإن تركت الكذب مخافة الله أيضا نلت عليه الأجر، والله موجود في كل وقت يرانا ويسمع كلامنا، لذا ننصح الجميع بعدم الانجراف وراء مثل هذه الأمور السخيفة التي تضر كثيرا بالفرد والمجتمع.
وهذه الظاهرة لها آثارها خطيرة على المجتمع، فالدين الإسلامي حرم الكذب لما له من تبعات واثار سلبية تعمل على تفكيك المجتمع وتقويض أواصر الأخوة، وكذبة أبريل تعلم الناس الكذب وتجعل الكذب شيئا طبيعيا فيعتادون عليه ثم ينتشر في المجتمع انتشار النار في الهشيم، فيصبح المجتمع مجتمع شك وريبة يفتقر إلى المصداقية في القول والأفعال، فكل شخص يرى الناس بطبعه، فالشخص الذي اعتاد الكذب يرى أن المتحدث أمامه شخص كاذب فلا يثق فيه، وكذبة أبريل تعوّد الناس أن يكذبوا كل شهر، بل كل يوم، وهنا جاءت السنة النبوية موضحة خطر الكذب، فعندما سُئل الرسول صلى الله عليه وسلم هل يكون المؤمن جبانا قال نعم وهل يكون بخيلا قال نعم وهل يكون كاذبا قال لا، فالكذب مذموم حتى لو كان مزاحا وكذبة نيسان/ أبريل  وغيرها من الآفات الدخيلة على مجتمعنا يجب الحذر منها ومكافحتها حتى نكون مجتمعا صدوقا.
والكذب في تفسيره النفسي آلية من آليات الدفاع التي يلجأ إليها المرء وهو سلوك مكتسب قد يبدأ بسيطا ولكنه قد يتطور حتى يصبح مرضا نفسيا يسمى بـ "الكذب المرضي" والسؤال هو: لماذا يكذب الإنسان وكيف يمكن اكتشافه وهل يعرف الكذاب بأنه يكذب عندما لا يقول الصدق؟؟ هذه الأسئلة وغيرها يبحثها علم النفس الحديث بتعدد مجالاته ومدارسه واتجاهاته ضمن منظومة "سيكولوجية الكذب" وعلم النفس بفوائده وأدواته ومقاييسه يستطيع معرفة الشخص الكذاب ببساطة شديدة، فمن تلك العلامات عدم الاتزان في التفكير والتعبير وكثرة الحركة والارتباك وكثرة ترديد العبارات التي تدعو إلى تصديقه وغير ذلك من المظاهر السلوكية التي يعرفها المعالج أو الملاحظ النفسي الذي أصبح يُعمل به في معظم المحاكم الدولية. وكذبة ابريل ورغم كل مظاهر البراءة التي يحاول البعض التسويق لها إلا أنها في البداية والنهاية كذب ونفاق ولا تجتمع بأي شكل مع الصدق والإيمان وتذكيرنا بهذه الظاهرة إنما يأتي في سياق تحذيرنا من مزالقها التي قد تصل أحيانا إلى ارتكاب الجريمة قولا أو فعلا.
حينما تنتشر هذه الكذبة في أول أبريل وليلتها الكل يتجهز ولا مراعاة لأحد سواء كان مريضا وما إلى ذلك، فهناك اضطرابات شخصية وبعد الكذبة تأتي التبريرات وللأسف لا فائدة منها بعدما أصابت ما أصابت وتشكل توترا وصراعا بين أفراد المجتمع حيث لا يوجد في هذه الدنيا أبشع من الكذب، يحاسب عليه المرء في الدنيا والآخرة ويعطي صورة غير لائقة عن الشخص الذي يكذب، حيث تعرف أن صدق الصدق الأمانة واكذب الكذب الخيانة وأكثر الناس كذبا من يكثر الكلام عن نفسه ومن نتائجه أن يفقد الناس الثقة بالشخص الكاذب ويسقط من نظر نفسه قبل أن يسقط من نظر من حوله والوضع يتطلب عقد محاضرات مكثفة وندوات سواء في المدارس أو المساجد لترك هذه العادة السيئة والتوعية في الطابور الصباحي لكي تمحو من أذهان الطلاب والناس جميعا.
كذبة نيسان بلا شك هي بدعة وعادة دخيلة على مجتمعنا تؤدي الى تعود الناس على الكذب فهي ليس لها أي فائدة بل آثارها النفسية مدمرة على الفرد والمجتمع . فلنحذر جميعا من كذبة اول نيسان.
صديق الگاردينيا الدائم

أطفال الگاردينيا

  

إذاعة وتلفزيون‏



الأبراج وتفسير الأحلام

المتواجدون حاليا

640 زائر، ولايوجد أعضاء داخل الموقع