التغلغل الإيراني يحول العراق إلى بلد منتج للمخدرات

                      

             مصدر: مختصون إيرانيون نقلوا زراعة المخدرات إلى العراق

بغداد - عمر الجنابي - الخليج أونلاين:في ظل غياب الدور الحكومي، وانتشار المليشيات المسلّحة الواسع، أخذت زراعة المخدرات تنتشر في بعض مناطق العراق، لا سيما الجنوبية منها، وسط تحذيرات من تحول العراق إلى أحد البلدان المصنّعة للمخدّرات.

ووفقاً لما أكدته مصادر محلّية مطلعة، فإن زراعة المخدرات بدأت تزدهر في مناطق جنوب العراق، وسط حماية ورعاية خاصة من قبل جهات حكومية ومليشياوية نافذة.

المصادر التي طلبت عدم الإفصاح عن هويتها، كشفت لـ "الخليج أونلاين" أن زراعة المخدرات في العراق بدأت تنتشر بشكل ملحوظ، لا سيما في المناطق الجنوبية، خاصة في محافظتي البصرة وذي قار، وسط غياب للرقابة الحكومية العراقية.

وأضافت أن "أغلب هذه المزارع أنشئت في مناطق زراعية نائية، حوّلتها شخصيات تابعة لأحزاب نافذة في السلطة، وبمساعدة مليشيات مسلّحة عبر الحكومة، إلى مناطق خاصة بزراعة النباتات التي تدخل في صناعة المخدرات".

وأشارت إلى أن "هذه المزارع تتمتع بحماية وعناية كاملة من قبل عناصر المليشيات".

وعزت المصادر سبب ازدهار زراعة المخدرات في مناطق جنوب العراق دون غيرها إلى موقعها الجغرافي، وقربها من إيران، وسيطرة المليشيات على تلك المناطق، وعلى المنافذ الحدودية، فضلاً عن الفوضى والانفلات الأمني الذي تعيشه البلاد، والتغلغل الإيراني الذي جعل العراق ساحة لعصابات وتجار المخدرات، وفق تأكيدها.

العراق بعد أن كان يعدّ من ضمن الدول التي تكاد تخلو من آفة المخدرات لعقود خلت، أصبح ملف المخدرات فيه، عقب الغزو الأمريكي عام 2003، لا سيما في السنوات الخمس الأخيرة، من أخطر الملفات التي أسهمت بشكل كبير بتدمير المجتمع.

وعن أنواع المخدرات التي انتشرت زراعتها في العراق، قال الخبير الزراعي، ستار النداوي، في حديث لمراسل "الخليج أونلاين"، إن "أبرز أنواع المخدرات التي بدأت تنتشر في العراق هي الخشخاش، وأزهار الداتورا، والحشيش، ونبات القنب".

وأشار إلى أن "أغلب الأشخاص الذين يعملون في هذا المجال حريصون على زراعة هذه الأزهار؛ لكونها لا تلفت الانتباه، ومشابهة لأزهار الزينة".

وأضاف: إن "هذه الأزهار أخذت تنتشر بكثافة في العراق، حتى إننا بدأنا نشاهدها في الحدائق، حيث يزرعها البعض في حدائق منازلهم بقصد تزيينها، دون علمهم أنها تحتوي على مواد مخدرة".

النائب في البرلمان العراقي، فائق الشيخ علي، كشف بدوره، في وقت سابق خلال مؤتمر صحفي له، عن انتشار زراعة (الحشيشة) في مزارع خاصة جنوب العراق، تعود إلى أحزاب "شيعية" ومليشيات مسلحة.

وفي هذا الصدد، قال النقيب في الشرطة العراقية، سعد الصالحي، في حديث لـ "الخليج أونلاين": إن "مفارز الشرطة العراقية لمكافحة المخدرات كشفت عدداً من الحقول والمزارع المختصة بزراعة المخدرات في بعض مناطق العراق، وإنها تمكنت من إحراق العديد منها، وإلقاء القبض على عدد كبير من التجار والمهربين الذين يعملون في تجارة المخدرات".

وأضاف: "ترد إلينا تقارير تفيد بوجود مزارع للمخدرات في بعض مناطق العراق، لا سيما المحافظات الجنوبية"، مؤكداً أن "هذه المناطق تخضع لسيطرة المليشيات".

وأشار إلى أن "الوصول إلى هذه المناطق في غاية الصعوبة، ما جعلها أرضاً خصبة لزراعة هذه المواد القاتلة".

ويؤكد الصالحي أن "خبراء إيرانيين في زراعة وتصنيع المواد المخدرة هم من نقلوا هذه التجارة إلى العراق، وهم من يشرف عليها في مزارع خاصة، يعتمدون على المليشيات في توفير الحماية لها".

ويرى مراقبون ومختصون أن العراق قد يتحول في المستقبل القريب من ممر ومحطة ترانزيت لاستيراد وتهريب المخدرات لدول مجاورة، إلى بلد مصنّع لها، محذّرين من استفحال ظاهرة تعاطي المخدرات بين أوساط الشباب العراقي.

أطفال الگاردينيا

  

إذاعة وتلفزيون‏



الأبراج وتفسير الأحلام

المتواجدون حاليا

732 زائر، ولايوجد أعضاء داخل الموقع