أوباما يلمع إنجازاته وينأى عن إخفاقاته في خطاب الوداع

 

         

                                  وداع مؤثر

ألقى الرئيس الأميركي باراك أوباما، خطابه الأخير بمدينة شيكاغو التي بدأ فيها نشاطه السياسي، وذلك قبل أيام من موعد تسليمه مقاليد السلطة في البيت الأبيض لخلفه دونالد ترامب، مطلقا جملة من التحذيرات حول مستقبل الديمقراطية في الولايات المتحدة ومطالبا الأقليات بفهم هواجس “الرجل الأبيض”. وشدد الرئيس الأميركي الرابع والأربعون في خطاب الوداع على أنه نهض بالبلاد إلى مستويات أفضل مما كانت عليه سابقا، وخاصة على الصعيد الاقتصادي.

العرب/شيكاغو (الولايات المتحدة) - توجه الرئيس الأميركي باراك أوباما للمرة الأخيرة الثلاثاء، إلى الولايات المتحدة والعالم في خطاب مؤثر دعا فيه إلى التيقظ، في مسعى لتلميع إرثه وتشجيع أنصاره وحث إدارة الرئيس المنتخب دونالد ترامب على الإبقاء على بعض الإنجازات التي تحمل توقيع أوباما.

وهتف الرئيس الـ44 للولايات المتحدة الذي سيسلم منصبه الأسبوع المقبل إلى قطب الأعمال دونالد ترامب، “نعم استطعنا”، في إشارة إلى شعار حملته الانتخابية الشهير “نعم نستطيع"، محذّرا من أن “الديمقراطية يمكن أن تتراجع إذا استسلمنا للخوف”.

وقال الرئيس الأميركي إنه حقق نجاحات في العديد من المجالات خلال فترة رئاسته للبلاد، مشيرا إلى أن الولايات المتحدة “باتت أفضل مما كانت عليه” عندما تولى السلطة (عام 2009).

ودعا أوباما (55 عاما)، الذي غزا الشيب شعره وخسر من وزنه بعد ثماني سنوات على رأس القوة العظمى في العالم، الشعب الأميركي إلى الوحدة محذرا من أن العنصرية لا تزال “مسألة خلافية” في الولايات المتحدة.

وذكر أوباما في خطابه ثلاثة تهديدات للديمقراطية في الولايات المتحدة: انعدام التكافؤ الاقتصادي، الانقسامات العرقية، وانسحاب بعض قطاعات المجتمع إلى داخل ما أسماه “فقاعاتهم”، حيث تكون الآراء غير مبنية على “خط مشترك من الحقائق”.

وأكد باراك أوباما، أمام نحو عشرين ألف شخص تجمعوا في مدينة في شيكاغو التي شهدت انطلاقته السياسية اللامعة والتي احتفل فيها قبل ثماني سنوات بانتخابه رئيسا للبلاد، على “قدرة الأميركيين العاديين على إحداث تغيير”، فيما حاول طمأنة مؤيديه الذين لا يزالون تحت تأثير الانتخاب غير المتوقع لترامب، من خلال إشادته بالتقدم الذي حققه وبثقته القوية في قدرة الشعب الأميركي على التقدم.

ومع أنه لم يأت أبدا على ذكر الرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترامب بالاسم، إلا أن باراك أوباما وجه إليه بعض التحذيرات.

+وأوضح أوباما خلال كلمته الأخيرة أن مواقفه لم تتغير، وقال إن جهوده لإنهاء اللجوء إلى التعذيب وإغلاق سجن غوانتانامو في كوبا كانت جزءا من تحرك أوسع لدعم القيم الأميركية.

وقال “لذا أرفض التمييز ضد الأميركيين المسلمين”، في إشارة واضحة إلى ترامب لقيت تصفيقا قويا بين الحضور. وأضاف أن إجراء جريئا صار ضروريا لمواجهة الاحتباس الحراري، مضيفا أن “العلم والمنطق” مهمان.

وقال في تحد قاصدا ترامب “إذا صاغ أي شخص خطة أفضل بوضوح من التحسينات التي أدخلناها على نظامنا للرعاية الصحية وتغطي مثل هذا العدد من الناس بتكلفة أقل فسوف أعلن تأييدي لتلك الخطة”. وحث ترامب الكونغرس الذي يسيطر عليه جمهوريون على إلغاء القانون على الفور.

وفي إشارة غير مباشرة إلى العمل السياسي الذي ينبغي على الحزب الديمقراطي القيام به بعد هزيمة هيلاري كلينتون، حث باراك أوباما على العمل على ارساء العدالة ليس فقط من أجل الأقليات، لكن أيضا من أجل “الرجل الأبيض متوسط العمر الذي يبدو أنه حصل على مزايا لكنه يرى عالمه تغير بسبب التغير الاقتصادي والثقافي والتكنولوجي“.

وكان واضحا تغييب باراك أوباما للأزمات الدولية الرئيسية في خطابه، وبخلاف حديثه عن مقتل أسامة بن لادن، اكتفى الرئيس الأميركي بتذكير مقتضب بالاتفاق النووي مع إيران، والحرب على تنظيم الدولة الإسلامية (داعش)، وتجديد العلاقات مع كوبا، في ما يخص سياسته الخارجية.

وفي حديثه المقتضب عن الاستيطان في الضفة الغربية، قال إنها سياسة تعرقل حل الدولتين، كما عبر بنظرات استخفاف عن الإهانات التي وجهها له رئيس الوزراء الاسرائيلي بنيامين نتنياهو. وفي المقابل صرح أوباما بدعمه لإسرائيل، مؤكدا أنه "كان صديقا لها في البيت الأبيض مدة 8 سنوات".

وشدد الرئيس الأميركي على أهمية المشاركة السياسية لإحداث تغيير مطلوب، فيما اعتبر تعقيبا غير مباشر على فوز ترامب، مشيرا إلى نيته مواصلة نشاطه السياسي من موقعه الجديد بعد مغادرة البيت الأبيض.

أطفال الگاردينيا

  

إذاعة وتلفزيون‏



الأبراج وتفسير الأحلام

المتواجدون حاليا

796 زائر، ولايوجد أعضاء داخل الموقع