بعد صور خامنئي.. تماثيل قادة الحرس الثوري الإيراني تغزو العراق

                        

بغداد - عمر الجنابي - الخليج أونلاين:ازدهر في العراق ولا سيما في العامين الأخيرين الذين أعقبا أحداث العاشر من يونيو/حزيران عام 2014، وسيطرة تنظيم الدولة على مساحات شاسعة من العراق، وما تلا ذلك من تمدد كبير وسيطرة محكمة للمليشيات، انتشارُ صور رجال دين ورموز إيرانيين في العراق ولا سيما المناطق الشيعية؛ وهو ما يرى فيه العراقيون احتلالاً من نوع آخر.

وفي إطار التدخلات الإيرانية في العراق، وبمساعدة أذرعها العسكرية والسياسية، عزمت فصائل شيعية منضوية تحت مظلة الحشد الشعبي على نصب تماثيل لقادة الحرس الثوري الذين قضوا في العراق، وفي المناطق التي قضوا فيها.

ومن بين أبرز القادة في الحرس الثوري الذي قضوا في العراق، والذين عزمت مليشيا الحشد وبإشراف حكومي على تشييد تمثال له، القيادي حميد تقوي، الذي تم افتتاحه السبت الماضي، والذي أقيم في مدينة عزيز بلد 60كم إلى الشمال من بغداد.

ويعد حميد تقوي أحد أبرز قادة الحرس الثوري الإيراني الذين قتلوا في العراق خلال المعارك ضد تنظيم داعش، وقتل في 28 ديسمبر/كانون الأول من عام 2014 في قاطع سامراء شمال بغداد.


ووفقاً لما أكدته مصادر عشائرية في مدينة بلد التابعة لمحافظة صلاح الدين، فإن حفلاً كبيراً شهدته منطقة عزيز بلد، حضره عدد من المسؤولين المحليين في محافظة صلاح الدين وقادة المليشيات وقادة في الحرس الثوري الإيراني، لافتتاح نصب تمثال القيادي حميد تقوي.

وقال الشيخ عدنان الرفيعي، في حديث لمراسل "الخليج أونلاين": "رغم الجهود المبذولة من قبل محافظ صلاح الدين، أحمد الجبوري؛ لإعادة النازحين من منطقة عزيز بلد إلى منازلهم، إلا أن جميع هذه الجهود ذهبت أدراج الرياح بسبب سيطرة المليشيات على المدينة، وإصرارهم على عدم عودة الأهالي"، لافتاً إلى أن "منطقة عزيز بلد تعرضت لتغيير ديموغرافي جذري".

وأضاف: إن "ما شهدته منطقة عزيز بلد من تغيير ديموغرافي ومنع سكانها الأصليين في المدينة من العودة، في وقت تشيّد فيها نصب وتماثيل لقادة إيرانيين كثيراً ما اتهموا بارتكابهم جرائم بحق المدنيين في المناطق التي حررت من سيطرة تنظيم داعش، هو احتلال جديد"، مشيراً إلى أن "المدينة خرجت من احتلال داعش ودخلت في احتلال إيراني جديد".

وفي غضون ذلك عبر مواطنون عراقيون عن استيائهم من تعاظم نفوذ المليشيات المدعومة من إيران على حساب العراقيين وحتى القوات الأمنية، متسائلين لماذا كل هذا الاهتمام والتخليد للقتلى الإيرانيين، والإهمال لضحايا الجيش العراقي وقادتهم؟!

وقال المواطن ثابت البلداوي في حديث لمراسل "الخليج أونلاين": إن "انتشار صور وتماثيل المراجع الدينية الإيرانية وقادة المليشيات في شوارع العراق، والتي بدأت تغزو المناطق السنية بكثافة، يعكس حجم التدخلات الإيرانية وسيطرتها على الشارع العراقي".

وتابع البلداوي حديثه مستغرباً قيام الحكومة العراقية بنصب تماثيل لقادة ورموز إيرانيين بدلاً من تشييد تماثيل تخليداً لقتلى الجيش العراقي، فضلاً عن إزالتها عشرات التماثيل التي نصبت إبان نظام الرئيس الراحل صدام، وتغييرها عدداً من أسماء الساحات والمناطق التي تحمل أسماء عربية.

من جانبه اعتبر القيادي في مليشيا العصائب، جواد السوداني، نصب تمثال للقيادي في الحرس الثوري حميد تقوي، الذي قضى في قاطع سامراء شمال بغداد، جزءاً من رد الدين له ولدمائه التي سالت في العراق.

وقال السوداني في حديث لمراسل "الخليج أونلاين": إن "إيران وقفت إلى جانب العراق في حربه لتنظيم داعش، وقدمت الدعم إلى العراق عسكرياً ومادياً"، مشيراً إلى أن "تشييد تمثال للقيادي في الحرس الثوري حميد تقوي جزء يسير من الدين الذي قدمه قادة ومستشارون إيرانيون في معركتنا ضد تنظيم داعش، والدفاع عن المقدسات".

وأضاف: إن "جميع المناطق المحررة ستشهد تشييد تماثيل تخليدية لكل من مزجت دمائه بأرض الوطن دفاعاً عن المقدسات".

  

إذاعة وتلفزيون‏



الأبراج وتفسير الأحلام

المتواجدون حاليا

538 زائر، ولايوجد أعضاء داخل الموقع