"جماعات مسلحة" تحمي المتجاوزين على ارصفة بغداد والامانة تشرعنها مقابل رسوم مالية

  

المدى برس/ بغداد:لم يجد المتجاوزون على ارصفة وشوارع بغداد غير صور رجال الدين والجماعات المسلحة لحمايتهم من مخالفة القانون، ففي وقت يبرر فيه المتجاوزون ذلك باعالة أنفسهم وعوائلهم بعد أن "أهملتهم" الحكومة، تسعى أمانة بغداد لتنظيمها مقابل رسوم مالية، وسط انتقادات لإجراءاتها ومطالبات بالتعاون مع الأجهزة الأمنية للقضاء على تلك الظاهرة.

وتشهد غالبية شوارع العاصمة بغداد وخاصة في المناطق الشعبية ذات الكثافة السكانية الكبيرة انتشارا ملحوظا للمتجاوزين على الارصفة، حيث وصلت في بعض الاحياء الى انشاء مطاعم ومقاهى شعبية، اضافة الى اكشاك بيع الملابس والمواد الغذائية.

متجاوزن: مستعدون للقتال دفاعاً عن ارزاق عوائلنا

ويقول حيدر ماجد وهو صاحب كشك مساحته لا تتجاوز الخمسة أمتار لبيع الأكلات الشعبية مقابل سوق الأولى في مدينة الصدر، شرقي بغداد، في حديث إلى (المدى برس)، إن "البطالة وعدم توفر فرص عمل اضطرتني لإقامة الكشك"، مبديا  استعداده "لازالة الكشك عندما توفر له الحكومة فرصة عمل".

ويؤكد ماجد، أن "الكشك بات حياتي ومصدر رزقي وأنا على استعداد للدفاع عنه بكل ما أوتيت من قوة حتى لو اضطرني ذلك الدخول في مواجهة مسلحة مع أي قوة ترغمني على غلقه"، معربا عن استغرابه من "ترك الحكومة الفاسدين وسراق المال العام وإهمالها الفقراء والسعي وراء الذين يعملون لتأمين قوت يومهم وإعالة عوائلهم".

من جانبه يقول محمد علي الذي يمتلك كشكا صغيرا اقامته امانة بغداد في منطقة الشورجة، وسط بغداد، مقابل مبالغ مالية رمزية في حديث إلى (المدى برس)، إن "قيام أمانة بغداد بتنظيم عمل للأكشاك وأخذ جباية مالية عنها أفضل حل لمشكلتها".

ويضيف علي، أن "تنظيم عمل الباعة في سوق الشورجة حل مشكلة التجاوز بصورة حضارية"، داعيا امانة بغداد إلى "تعميم التجربة على بقية أسواق بغداد ومناطقها لمعالجة مشكلة التجاوزات".

صور رجال الدين والجماعات المسلحة توفر الحماية للمتجاوزين والامانة متهمة

ويقول المواطن محمد كريم، في حديث إلى (المدى برس)، إن "بغداد باتت مشوهة ولا تصلح لأن تكون عاصمة للعراق"، متسائلا "كيف يمكن أن تكون عاصمة لا يوجد فيها رصيف يمكن السير عليه بحرية نتيجة تجاوز الباعة ببسطاتهم وأكشاكهم".

ويضيف كريم، أن "أغلب المتجاوزين على الأرصفة يعلقون صورا لمراجع أو رموز دينية ويستعينون بجهات مسلحة لحماية أنفسهم من أمانة بغداد أو الأجهزة الأمنية".

بدوره يقول عضو مجلس محافظة بغداد غالب الزاملي، في حديث إلى (المدى برس)، إن "القانون ينبغي أن يطبق لرفع التجاوزات على الأرصفة والأماكن العامة بدون استثناءات"، عادا، أن "التجاوزات تشكل خطراً على العاصمة وتشوه منظرها".

ويتهم الزاملي، أمانة بغداد بـ"التراخي مع المتجاوزين مما ادى استفحال تلك الظاهرة"، مطالبا بضرورة "تطبيق القانون بنحو حازم للحد من التجاوزات".

امانة بغداد: جباية الرسوم حل وسط ونسعى لتنظيم التجاوزات

ويقول مدير العلاقات والاعلام في أمانة بغداد حكيم عبد الزهرة، في حديث إلى (المدى برس)، إن "الأمانة مستمرة بعملية رفع التجاوزات بالتنسيق مع دوائر البلديات وقيادة عمليات بغداد"، مشيرا إلى أن "الأمانة تحاول جاهدة رفع التجاوزات الكثيرة على الأرصفة، لكنها تحتاج لجهد كبير".

ويؤكد عبد الزهرة، أن "الأمانة لجأت خلال الفترة الأخيرة إلى تنظيم التجاوزات على الأرصفة من خلال تحديد مواقع محددة لأصحاب الاكشاك والبسطات ومنعهم من استغلال الشوارع والارصفة بشكل بالكامل"، لافتا الى، أن "الأمانة تجبي رسوما مالية من المتجاوزين لإشغالهم الأماكن العامة فضلاً عن أجور خدمات كحل وسط، لتعظيم مواردها واستجابة للمناشدات الإنسانية سواء منهم أم من باقي المواطنين".

ويوضح عبد الزهرة، أن "أمانة بغداد بدأت بفرض غرامات مالية تصل إلى مليون دينار، على المتجاوزين لاسيما من أصحاب المحال الذين يتمددون على الأرصفة، كوسيلة ضغط للحد من هذه الظاهرة السلبية"، مقرا بـ"وجود ضغوط وتدخلات من بعض الجهات تعرقل عمل الأمانة الرامية لرفع التجاوزات".

ويضيف عبد الزهرة، أن "الأمانة وضعت أكشاكاً جديدة وجميلة في سوق الشورجة تمتد من ساحة الوثبة إلى تقاطع الرصافي، وأجرتها للمواطنين"، معربا عن امله بأن "يعمم هذا الإجراء في مناطق أخرى من بغداد".

  

إذاعة وتلفزيون‏



الأبراج وتفسير الأحلام

المتواجدون حاليا

639 زائر، ولايوجد أعضاء داخل الموقع