لعبة 'بوكيمون غو' تزج بعشاقها في مخاطر 'حلوة'

  

اقتحمت لعبة “بوكيمون غو” عالمنا الافتراضي والواقعي في نفس الوقت خلال شهر يوليو، متسببة في ضجة كبيرة، بدءا ببحث اللاعبين عن بوكيمونات ضمن أماكن غير متوقعة مثل غرف المستشفيات، وإيجاد فتاة لجثة أثناء بحثها عن أحد البوكيمونات في غابة، واستعانة لصوص مسلحين باللعبة من أجل إغواء ضحايا يبحثون عن البوكيمونات، مع استمرار ظهور قصص مشابهة كل يوم، ما يدفعنا إلى التساؤل إن كانت اللعبة تستحق فعلا المخاطرة.

العرب:لا نتعجب اليوم إذا رأينا شابا أو فتاة أو طفلا تائها يخاتل شيئا غير مرئي لنا، ولا نستغرب إذا اصطدم أحدهم بغيره أو بشجرة أو بسيارة أو بعمود إنارة في الشوارع لأن ببساطة هؤلاء يبحثون عن بوكيمون، إنه صيدهم الثمين في اللعبة التي طرحتها شركة نيتندو للألعاب الإلكترونية، والتي تجني من ورائها المليارات من الدولارات في حين يجني عشاق “بوكمون غو” المخاطر.

انتشرت لعبة بوكيمون غو بسرعة شديدة لأنها تعتمد على تقنيات يمتلكها الكثير من الشبان ويألفونها بالفعل، وهي هواتفهم الذكية ونظام التموضع العالمي “جي بي إس”.

وتتوفر اللعبة على نظامي أندرويد و”آي أو أس” وببساطة، فإن لعبة بوكيمون غو هي لعبة تستخدم ميزة الـ”جي بي أس” والوقت في هاتف المستخدم من أجل تحديد مكان وزمان تواجد المستخدم في اللعبة من أجل جعل البوكيمونات تظهر في مكان قريب منه ضمن هاتفه، ليتمكن من إمساكها من خلال كرات خاصة.

ومع تنقل المستخدم في العالم الواقعي، تظهر أنواع مختلفة من البوكيمونات اعتمادا على مكان تواجده والوقت الذي يتواجد فيه هناك، وهو تنقل واقعي، أي أن اللاعب يخرج فعلا من البيت ويبدأ بالبحث الحقيقي في الأرجاء عن البوكيمونات عبر هاتفهه الذكي، فالأمر بمثابة مزج بين العالم الواقعي والافتراضي، وكلما اصطاد المستخدم لهذه اللعبة عددا أكبر من البوكيمونات كلما زاد مستواه في اللعبة ويتحصل على مميزات جديدة.

إحدى ميزات اللعبة هي اندماجها بشكل كبير في العالم الحقيقي، حيث تساعد المستخدم على اكتشاف المكان المحيط به بشكل رائع، فعلى سبيل المثال، إذا كان المستخدم في منتزه ما، ستظهر اللعبة غالبا عناصر طبيعية أقرب إلى طبيعة المكان مثل العشب الكثير مع اعتماد ظهور نوعية البوكيمون على محيط المستخدم، كأن تظهر بوكيمونات من فئة الحشرات، وتظهر بوكيمونات برمائية عند التواجد قرب بحيرة أو شاطئ ما، ويتم إظهار البوكيمونات الأشباح عند البحث عن البوكيمونات ليلا.

وتحتوي اللعبة على “بوكي ستوبس”، وهي أماكن بارزة في العالم الحقيقي محددة ضمن خارطة اللعبة الداخلية، حيث يمكن للمستخدم التوجه إلى هذه الأماكن من أجل الحصول على عناصر خاصة باللعبة مثل كرات “البوكي” والبيض الذي يمكن أن يفقس مع مرور الوقت ويتحول إلى بوكيمون كامل، كما يمكن تنصيب عناصر خاصة ضمن هذه الأماكن ما يجعلها تشع باللون الوردي على الخارطة، حتى يجذب اللاعبون المتواجدون بالقرب من هذه الأماكن بوكيمونات إضافية.

وتشهد لعبة بوكيمون غو غياب القتالات التقليدية، حيث لم تعد القتالات استراتيجية من خلال تحديد المستخدم لهجمات البوكيمونات التي يود أن تنفذها بوكيموناته، وبدلا من ذلك، يتم تحديد الفائز غالبا من خلال قوة البوكيمون، وهي إحصائيات تظهر إلى جانب البوكيمون، وما على المستخدم سوى النقر على الشاشة من أجل جعل البوكيمون يهاجم العدو مع السحب لتفادي الهجمات. وعليه، سيكون على المستخدم تقوية البوكيمونات التي يمتلكها وتطويرها –مرحلة التطور هي تغير شكل البوكيمون إلى شكل آخر وقوة أكبر- من خلال عناصر خاصة يمكن للمستخدم الحصول عليها عبر جمع البوكيمونات وقتال زعماء الصالات.

ولا تحتوي لعبة بوكيمون غو حاليا على إمكانية اللاعبين المتعددين، أي أن المستخدم لن يستطيع خوض قتال مع أصدقائه من العالم الحقيقي أو تبادل البوكيمونات معهم، لكن إمكانية توفر هذه الميزة مستقبلا غير مستبعدة بالنظر إلى ظهورها ضمن الفيديو الترويجي للعبة. وربما يشكل غياب ميزة اللاعبين المتعددين وعدم توفير استراتيجيات قتال حماسية، خيبة أمل لمحبي سلسلة بوكيمون الكرتونية القديمة.

أخطار وحوادث يومية

رغم التسلية المشوقة التي تحصلت عليها لعبة بوكيمون غو، ورغم أهميتها للياقة البدنية لما يقوم المستخدم بالتنقل في اللعبة عن طريق المشي والتحرك، بحيث يمكن التجول في جميع أنحاء المدينة ومراكز التسوق ومكان العمل حتى يجد اللاعب البوكيمون ليحاول بعد ذلك اصطياده، إلا أن الجانب المعتم من اللعبة ظهر بعد انطلاق استخدامها في شتى أرجاء العالم وبدأت الحوادث في الانتشار بشكل سريع.
ومنذ انطلاقها اتهم شاب بالتسبب فى واحد من أسوأ حوادث الطرق بعد التوقف في منتصف الطريق السريع للقبض على بيكاتشو إحدى شخصيات البوكيمون، وأصيب شاب في نيويورك، أثناء استقلاله لوح تزلج وهو يحدق في هاتفه من أجل العثور على شخصيات البوكيمون، وعثرت فتاة على جثة أثناء البحث عن شخصيات اللعبة فى حديقة بالقرب من نهر مما سبب لها حالة انهيار، كما تعرضت فتاة من بنسلفانيا لإصابات عديدة في وجهها وجسدها، بعدما عبرت تقاطع طريق لالتقاط البوكيمون.

وتتوالى الأحداث التي أصبحت يومية منذ انطلاق اللعبة فقد اصطدم سائق بشجرة أثناء لعبة بوكيمون غو، إذ أكد أن اللعبة تسببت في تشتيت تركيزه ودفعته إلى الخروج عن الطريق. وتصارع في منتصف شهر يوليو العشرات من اللاعبين داخل منتزه بمدينة سانت مونيكا بولاية كاليفورنيا للحصول على البوكيمون النادر.

وتعرض رجلان في الولايات المتحدة الأميركية لإصابات بالغة أثناء لعب بوكيمون غو على هاتفهما ولم يلاحظا أن أمامهما منحدرا ارتفاعه 22 مترا بالقرب من الشاطئ، فانزلقا.

وقبل أيام تعرضت مجموعة من الشباب الألمان لحادث بعد القفز من السيارة لالتقاط شخصيات البوكيمون، كما أطلق رجل النيران على شابين دخلا إلى حديقة منزله للبحث عن البوكيمون.

وتتواصل الحوادث مع تواصل نجاح اللعبة وانتشارها السريع في صفوف الشباب وحتى الكهول في أنحاء العالم.

ويحذر الخبراء من إدمان البوكيمون غو لأنها تسبب الإجهاد الذهني والبدني، نظرا لحالة الشد والانتباه التي تسيطر على اللاعبين.

وقالت الشرطة وتقارير إعلامية أميركية إن أربعة مراهقين استخدموا لعبة بوكيمون غو لاستدراج أكثر من عشر ضحايا وسرقتهم تحت تهديد السلاح.

وقالت شرطة ضاحية أوفالون في سانت لويس بولاية ميزوري في بيان، إنها ألقت القبض على المراهقين الأربعة بعد اتصال ضحية بالشرطة.

وقالت الشرطة إن شابا يبلغ من العمر 17 عاما هدد ضحيته بمسدس وطلب منه محفظته وأمواله، وإن شابا آخر عمره 18 عاما كان يقود سيارة بي.إم.دبليو استخدمت في ارتكاب الجريمة بينما كان شاب ثالث عمره 18 عاما موجودا وقت السرقة.

وقال شرطي من أوفالون في بيان “باستخدام خاصية الموقع الجغرافي في تطبيق لعبة بوكيمون غو، تمكن اللصوص من توقع الأماكن التي يتجه لها المستخدمون الشاردون ومدى عزلة هؤلاء المستخدمين”. وبلغ عدد الضحايا في الولايات المتحدة الأميركية 12 تقريبا بحسب صحيفة “سانت لويس بوست ديسباتش”.

تحذيرات رسمية

يمكن لشركة نيتندو المنتجة للعبة بوكيمون غو معرفة أدق تفاصيل الأماكن دون دفع أي ثمن مقابل المعلومات، ففكرتها في هذه اللعبة الجديدة أبعد بكثير مما قد يكون في الواقع، فلو أرادت الشركة معرفة معلومة عن مكان حساس في مدينة معينة في أي دولة من دول العالم، فبإمكانها ذلك دون أن ترسل جاسوسا يصور، فالمستخدم للعبة بوكيمون غو سيقوم بخدمتها مجانا، حيث يقوم بالعمل الذي تريده فتقوم من خلال توجيهه يمينا ويسارا للمكان الذي تريد معرفته عن طريق الخارطة، فإذا أرادت معرفة مكان معين تقوم بإرسال بوكيمون إلى هذا المكان واللاعب سيقوم بكل بساطة بالتوجه إليه بكل عفوية ويقوم بتصويره، لقد تبين أنها قادرة على معرفة خرائط الدول والمواقع الحساسة عن طريق الأقمار الصناعية لا غير، الآن هي قادرة على رؤيتها من كل الزوايا.

وتفاديا لهذه المخاطر التجسسية أعلنت العديد من الدول مخاوفها مما قد يؤول إليه الوضع إذا ما وقع استعمال لعبة بوكيمون غو في مهام استخباراتية.

التحذير من لعبة بوكيمون غو خرج عن النطاق الشعبي أو الساخر على مواقع التواصل الاجتماعي ليصل إلى السلطات الرسمية، وأطلقت العديد من الدول العربية تحذيراتها بشأن هذه اللعبة، والتي اعتبرها البعض لعبة تجسسية مشكوكا في أمرها، بالإضافة إلى ما تسببه من مخاطر، واختراق لخصوصيات الغير والذي قد يقع تحت طائلة قانون العقوبات ببعض الدول.

ونقلت وكالات الأنباء عن وزير الداخلية الكويتي طلبه من المستخدمين مقاومة الرغبة بتوجيه كاميرا الهاتف الذكي إلى البوكيمون الذي قد يظهر أمام القصر الأميري، والمساجد، والمنشآت النفطية والقواعد العسكرية.
    
وأوضح وكيل وزارة الداخلية الكويتي سليمان الفهد أن خطر هذه اللعبة يدور حول تصوير المستخدم أماكن قريبة منه عبر هاتفه الذكي الذي يقوم بنقل هذه الصور إلى جهات خارجية.

وأضاف الفهد أن الوزارة طلبت من رجال الشرطة عدم التسامح لأي شخص بالاقتراب من المواقع المحظورة، سواء كان ذلك عمدا أم دون قصد أثناء البحث عن البوكيمونات.

وفي الإمارات حذرت الهيئة العامة لتنظيم قطاع الاتصالات مستخدمي الهواتف الذكية من استخدام المجرمين لألعاب الموبايل التي تعتمد على مشاركة الموقع الجغرافي مثل بوكيمون غو لاختراق خصوصية المستخدمين، أو مراقبتهم في أماكن نائية للاعتداء عليهم وسلبهم أشيائهم.

وقال متحدث باسم مجلس الوزراء المصري إن السلطات تحقق حول اللعبة وتسعى لتخفيف المخاطر المصاحبة لمثل هذه الألعاب.

ودعت هيئة الاتصالات في السعودية مستخدمي الأجهزة الذكية إلى أخذ الحيطة والحذر من الألعاب والتطبيقات الإلكترونية التي تستخدم تقنية تحديد المواقع الجغرافية، أو تقوم باستخدام الكاميرات الموجودة في في الجهاز مثل بوكيمون غو.

وحذرت الهيئة من تهديد مثل هذه الألعاب لبيانات المستخدمين وخصوصياتهم وإمكانية إساءة استخدام هذه المعلومات وتوظيفها في ما لا يخدم مصالح المستخدمين. كما تدعو الى احترام خصوصية الآخرين عند استخدام تلك الألعاب والحذر من استخدامها في الأماكن ذات الخصوصية.

ومع أن لعبة بوكيمون غو لم تنطلق رسميا في المنطقة العربية، إلا أن المستخدمين لا يمكنهم الانتظار لتجربتها وذلك عبر تحميلها باستخدام طرق ملتوية مثل تغيير المتجر أو تحميلها كملف خارجي.

  

إذاعة وتلفزيون‏



الأبراج وتفسير الأحلام

المتواجدون حاليا

1080 زائر، ولايوجد أعضاء داخل الموقع