مساع دولية ومحلية لتقليص النفوذ الإيراني في العراق

           

بغداد - عمر الجنابي - الخليج أونلاين:كشف مسؤول عراقي رفيع المستوى عن جهود تبذلها الولايات المتحدة الأمريكية ودول عربية مع الحكومة العراقية لتقليص النفوذ الإيراني في العراق؛ وذلك عن طريق زيادة عدد القوات الأمريكية، وعدم إشراك المليشيات الشيعية في معركة الموصل.

وقال المسؤول في حديث خاص لمراسل "الخليج أونلاين"، مفضلاً عدم الكشف عن اسمه: إن "زيارة وزير الدفاع الأمريكي آشتون كارتر الأخيرة لبغداد كانت تحمل الكثير من المفاجآت، أبرزها زيادة التواجد الأمريكي في العراق، وإصراره على عدم الحاجة للحشد الشعبي في معركة الموصل، وتأكيده على ضرورة تقليص الدور الإيراني في العراق".

وأضاف: إن "سعي أمريكا لتقليص النفوذ الإيراني في العراق سيكون من خلال سحب البساط من تحت أقدام الحشد الشعبي، وبناء القواعد العسكرية لقواتها في المناطق السنية، واستغلال التصعيد الشعبي والجماهيري الذي يقوده زعيم التيار الصدري مقتدى الصدر، والتحالف المدني وأنصاره، بعد تفهمهم اللعبة الإيرانية في العراق".

وبحسب الأرقام التي نشرها تقرير عراقي عن عدد الجنود الأمريكيين في العراق، وبعد عزم واشنطن إرسال 560 جندياً، سيصبح العدد الفعلي 4650 جندياً، مرجحاً أن تواصل واشنطن إرسال مزيد من الجنود إلى العراق، علماً بأن العدد الفعلي لجنودها المنتشرين في هذا البلد يزيد عما هو معلن.

وفي ظل سيطرة أكثر من 40 مليشيا شيعية موالية لإيران على كل مفاصل الدولة، ولا سيما المؤسسات الأمنية، شكك مراقبون بقدرة أمريكا على تقليص النفوذ الإيراني في العراق ما لم تندرج هذه المليشيات ضمن لوائح الإرهاب، وتحجيم دورها في العراق.

وقال الخبير الأمني خالد عبد الكريم، في حديث لـ"الخليج أونلاين": إن "أغلب المليشيات الشيعية المسلحة في العراق، والتي تكن بالولاء لإيران، هي مليشيات قوية، مستغلة نفوذها من شخصيات حكومية بارزة؛ مثل القيادي في الحشد الشعبي، والنائب في البرلمان العراقي، هادي العامري، ووزير الداخلية المستقيل محمد الغبان، وقيادات أمنية أخرى".

وأضاف: إن "أي جهود ومساع دولية وعربية أو محلية لتقليص النفوذ الإيراني في العراق ستبوء بالفشل؛ ما لم يتم تحجيم أذرع إيران السياسية والعسكرية في العراق، وإدراج مليشياتها ضمن لوائح الإرهاب".

والتفجيرات الأخيرة التي ضربت مدناً عراقية -رغم تبني تنظيم "الدولة" معظمها- زادت من حدة الخلافات بين المليشيات الموالية لإيران وأتباع التيار الصدري بزعامة مقتدى الصدر، وخلقت فجوة كبيرة بينهما.

وقال القيادي في التيار الصدري، مسلم العميري، في حديث لمراسل "الخليج أونلاين": إن "عدداً من المليشيات الوقحة تحاول جاهدة تحجيم دور التيار الصدري، وتقود مؤامرة ضد زعيم التيار مقتدى الصدر لإسقاطه؛ رداً على محاولة التيار تولي الملف الأمني للعاصمة بغداد، وإبعاد كافة المليشيات والفصائل المسلحة الأخرى".

وأضاف أن التيار الصدري تلقى عدداً من الدعوات من قبل قادة سياسيين وشيوخ عشائر سنة في مناطق مختلفة من العاصمة، ومنها مناطق حزام بغداد، لتولي سرايا السلام الملف الأمني؛ خوفاً من مخطط إيراني جديد أداته المليشيات الموالية لإيران لتهجير أهلها"، مشيراً إلى أن "اللعبة الإيرانية في العراق أصبحت مكشوفة للجميع".

وتابع: إنه "وبعد التفجيرات الأخيرة التي ضربت مدينتي الكرادة وبلد، والتي راح ضحيتها مئات العراقيين الأبرياء، طالب سكان هذه المناطق بإبعاد كافة المليشيات الموالية لإيران عن هذه المناطق بعد اتهامها بالتواطؤ مع منفذي التفجيرات"، لافتاً إلى أن "إبعاد المليشيات من مناطق شيعية يعد تمرداً على إيران، وبداية لنفاد نفوذها وقبضتها في العراق".

إيران ومن خلال مليشياتها في العراق التي تعتبر القوة المؤثرة في الأرض، لم تقف مكتوفة الأيدي أمام توسع النفوذ الأمريكي في العراق مجدداً، وخصوصاً أنه يشكل مصدر إزعاج للمصالح الإيرانية في العراق، حسبما يراه المحلل السياسي هاشم الزيدي.

وقال الزيدي في حديث لـ"الخليج أونلاين": إن "أغلب النخب السياسية والقادة العسكريين والشارع العراقي باتوا يرفضون هيمنة المليشيات على الشارع العراقي، بعد أن قطعت العراق إلى أوصال، وجعلت منه دويلات داخل دولة".

وأضاف: إن "الرفض الشعبي للوجود الإيراني في العراق بدأ من الجمهور الشيعي متمثلاً بأتباع التيار الصدر، وأنصار الصرخي، فضلاً عن الخلافات بين المراجع الدينية وإيران بشأن التغييرات الوزارية، والإصلاحات، والاحتجاجات الشعبية، التي بلغت ذروتها يوم الجمعة 15 يوليو/تموز؛ بخروج أتباع التيار الصدري، وبتنسيق مع أنصار التيار المدني".

وأشار إلى أن "إيران يبدو كأنها شعرت بالخطر الذي داهمها بعد توسع أمريكا بالعراق مجدداً، واتهامها من قبل قادة تعتقد أنهم موالون لها، لذا حركت مليشياتها المسلحة في العراق، واللعب على وتر الطائفية من جديد؛ من خلال قيامها بتفجيرات في مناطق شيعية، وأخرى سنية هنا وهناك"، مبيناً أن "الدور الديني في العراق بدأ ينتهي".

أطفال الگاردينيا

  

إذاعة وتلفزيون‏



الأبراج وتفسير الأحلام

المتواجدون حاليا

633 زائر، ولايوجد أعضاء داخل الموقع