الغارديان: هكذا غير غزو العراق المنطقة والعالم إلى الأبد

   

ترجمة منال حميد - الخليج أونلاين:أعاد تقرير لجنة تشيلكوت البريطانية بشأن مشاركة لندن في غزو العراق، الذي صدر أمس، الجدل بشان احتلال العراق، وهو الجدل الذي لم ينته منذ العام 2003، وبقي يتجدد بتغير الظروف في المنطقة والعالم، حيث ترى صحيفة الغارديان في تقرير استقصائي موسع، أن عملية احتلال العراق عام 2003 غيرت ليس منطقة الشرق الأوسط وحسب وإنما العالم أيضاً.

وتستعرض الصحيفة جانباً من الأحداث الكبيرة التي مر بها العراق منذ 2003 حيث تشير إلى عملية تفجير النجف عقب أربعة أشهر من احتلال العراق، التي أودت بحياة محمد باقر الحكيم أحد رجال الشيعة الذي كان عائداً لتوه من إيران، عقب ذلك ظهور تنظيم القاعدة بقيادة الأردني أبو مصعب الزرقاوي الذي اتهم بتفجير قبة الإمام علي الهادي بسامراء شمال بغداد، وما أعقبه من ردة فعل شيعية قادت البلاد إلى أتون حرب طائفية.


وشهد الثلاثين من ديسمبر/كانون الأول عام 2006 إعدام الرئيس العراقي السابق صدام حسين من قبل الحكومة الشيعية في صبيحة يوم عيد الأضحى، وما أعقب ذلك من ردة فعل غاضبة لدى المحيط العربي السني والإسلامي، وهي كلها حوادث أشارت إلى أن احتلال العراق سيكون نقطة مفصلية في المنطقة والعالم.

وتقول الغادريان، إن انتشار الطائفية البغيضة، ونمو تنظيم القاعدة، ثم تنظيم الدولة، وتمكين إيران؛ كلها كانت عواقب غير مقصودة لعملية غزو العراق واحتلاله، مثلها مثل الحوادث الدامية التي ما يزال العراق يشهدها منذ 2003، وآخرها تفجير حي الكرادة في بغداد الذي ما زال يتصدر الأخبار.

المحللون والمؤرخون أيضاً كانوا متفقين على أن احتلال العراق أنتج كل هذه المشاكل، إلا أنه اتفاق بعد فوات الأوان، مع أن العديد حذروا من نتائج وخيمة لهذا الغزو، كما قال توني بلير رئيس الوزراء البريطاني إبان الغزو، للجنة تحقيق تشيلكوت، حيث أكد أن التحذيرات التي كانت ماثلة أمامنا قبل الغزو، هي: الصراع الداخلي في العراق، والسعي الإيراني لتوسيع مصالحها بالعراق، وعدم استقرار إقليمي، وظهور تنظيم القاعدة بالعراق، وكلها أمور تم تحديدها بوضوح قبل الغزو، كما قال بلير.

ولم يعد الأمر مقتصراً على العراق ومحيطه القريب، في مناقضة تداعيات الغزو، بل امتد ليشمل ما هو أوسع، كما تقول الغارديان، وتحديداً ما عرف بثورات الربيع العربي، وإلى أي حد كانت هناك علاقة بين غزو العراق وهذه الثورات التي اندلعت في 2011 وأطاحت بأربعة زعماء عرب.

وتتساءل الغارديان أيضاً عن العلاقة بين غزو العراق والأزمة الحالية في سوريا التي تعد الأكثر دموية مع تشريد 4 ملايين شخص.

وتنقل الصحيفة عن توني دودج من كلية لندن للاقتصاد قوله إن احتلال العراق كان تأثيره كارثياً، وشبح العراق هو الذي دفع الرئيس الأمريكي باراك أوباما إلى عدم التدخل علناً في سوريا.

ويوافقه إميل حكم، من معهد الدراسات الاستراتيجية، ويضيف: "العراق كان خطيئة، لقد تحول احتلال العراق إلى مأساة ضخمة، ومن ثم لا أحد يريد أن يكرر التجربة".

وقتها، وقبيل الغزو الأمريكي للعراق عام 2003، حذر عمرو موسى، أمين عام جامعة الدول العربية، من إقدام أمريكا على احتلال العراق، مؤكداً أن ذلك سيفتح أبواب جهنم، ليس حباً بصدام حسين، وانما بسبب الخشية مما سيجره احتلال العراق من تبعات على المنطقة.

الباحث السياسي الإماراتي عبد الخالق عبد الله حمَّل الولايات المتحدة وبريطانيا مسؤولية التطرف في المنطقة، متمثلة بالزرقاوي ومن بعده أبو بكر البغدادي زعيم تنظيم الدولة، مؤكداً أن العالم لم يكن يعرف هذا التطرف قبل العام 2003، مؤكداً أنه لو لم يكن هناك احتلال أمريكي للعراق عام 2003 لما كان هناك البغدادي.

النظام السوري الذي سهل إرسال الشباب السلفي إلى العراق لمقاتلة الأمريكيين، قام عام 2011 عقب اندلاع الثورة الشعبية ضده بالإفراج عن الآلاف من المتشددين، ودفعهم للاشتراك بتلك الثورة بغية عسكرتها وتحويلها إلى مسلحة.

أما إيران التي أدانت الغزو الأمريكي عام 2003، فاستغلت تداعياته، فهي- كما يقول سيما شين، المسؤول بجهاز الأمن الإسرائيلي (الموساد)- فازت مرتين؛ الأولى في أفغانستان، والثانية في العراق؛ "في اللحظة التي ذهب بها صدام حسين جاء الشيعة إلى الحكم، وهذا كان يمثل انتصاراً استراتيجياً لإيران".

أطفال الگاردينيا

  

إذاعة وتلفزيون‏



الأبراج وتفسير الأحلام

المتواجدون حاليا

1125 زائر، ولايوجد أعضاء داخل الموقع