النازحين في استضافة كنيسة كركوك

      

     النازحين في استضافة كنيسة كركوك

   

كركوك/ ياسين الحديدي:بداية لابد من التذكير والتأكيد اننا العراقيون كشعب سواء كنا مسلموم ام مسيحيون ومن العرب والكرد والتركمان والكلد اشوريون في شمالنا وجنوبنا ووسطنا مجتمع تاريخي حضاري قديم تكمن قوتنا في تنوعنا  وهويتنا المشتركة هي العراقية والانتماء له الذي توارثنه من الاجداد ولا احد يستطيع ان يلغي هذه الهويه وان يمزق وحدتنا مهما كانت كانت القوة التي يمتلكها  وقائدنا الوحيد هو القانون والدولة الديمقراطية  وبدونه يموت العراقيون موت حضاري كتكتلات متناحرة ومتنازعة علي منطقة فراغ لن يملئ هذا الفراغ غير الجميع لا التقزيم ولا التعملق علي الاخرلانه علة العلل والرافد الوحيد لانهيار المجتمع المتوحد المتجانس المتفاعل تفاعلا روحيا وعقليا والصور والابداعات والمبادرات كثيرة من هذا الشعب المعطاء النابذ للطائفية والكافر بهاالتي اكتوي بنيرانها ولازال ولكنه صمد بوجها وتصدعت علي صخرة  وحدته رغم الضغط العنيف لان الترس المغلف به كان اقوي وارتد علي الظاغط لانه تمسك بتاريخه المجيد الزاهي فهب الخيرون من الشمال الي الجنوب من الشعب بمقاومة الاشرار والذين ارادوا لهم  الشر والسوء وفي كل يوم تشاهد وتسمع وتقرأ مبادرات طيبة واعمال رائعة تجسد الوحدة الوطنية من الجمع الخير ومن مختلف الاديان والقوميات واقرب مثل لنا هو استقبال العراقيون لاخوتهم النازحين والمهجرين من المحافظات التي تعرضت لارهاب الاسود الحاقد الكاره للقيم الفضيلة والانسانية وشردهم واخرجهم من ديارهم تاركين الدار والمال نتيجة العنف والبطش والقتل وتقييد حرية الفرد ومحاربةالمذاهب والقوميات والاديان الاخري التي لاتتوافق مع افكارهم السامة  واستقبلت من قبل ابناء المحافظات الشمالية والجنوبية بحفاوة بالغة بعد ان شدوا الرحال عليها وتم احتضانهم وايواهم بالتعاون مع الحكومات المحلية  رغم ضنك العيش وضعف الواردات واستمرت مواصلة الدعم لهم وكل حسب قدرته وشارك فيها الفقير والغني من العرب والكرد والتركمان والمسيحي والسني والشيعي ومن هذه الصورالحية احببت ان اكتب للقارئ العزيز عن هذه المبادرة الكريمة والناطقة عن التي اراد صاحبها ان يقول للعالم ان الاختلاف بالدين لن يكون مبرران يتخلي  الانسان عن انسانيته والقيم والمبادي لان الاديان خلقت لخدمة الانسان وان فقدها فقد استمراريته والغاية التي ارسلها الباري عز وجل الي البشرية لانتشالهم من الظلام الي النور واساسها حب الانسان لاخية الانسان وبحكم سكني ومجاورتي لكاتدرائية  القلب الاقدس فوجئت بزحام شديد يتوافد علي الكنيسة وليس كماتعودت علية في ايام معروفةمن الاسبوع للصلاة وقيام القداس ولا توجد كذلك مناسبة دينية بالاضافة الي الي الوجوة الجديدةوالازياء التي تدل علي صاحبها انه ليس من مدينة كركوك  وقادني حب الاستطلاع ودخلت الكنيسة وان من المشرفين عليها من يعرفني بحكم الجوار وان الكنيسة تقع في وسط سكن عشيرة الحددييين منذ اقامتهاوهناك علاقات وثيقة بين الطرفين وتزوار في المناسبات والاعياد للطرفيين  وكذلك من غير مناسبات وخاصة حضورمجالس الفاتحة للعشيرة وغيرها ووجود الكنيسة بين العشيرة فرض علينا الالتزام بحمايتها وحماية ابناءها  وسياراتهم من العبث بها بها ولم تتعرض الكنيسة القائمة منذ اكثر من ثلاثيين سنة الي أي اعتداء ومضايقة في المنطقة واعتبارها جزء من المنطقة رغم العنف الشديد والاعتداء علي الكنائس الذي مورس علي بعضها  وهناك زيارات مستمرة من قبل شيخ العشيرة اسماعيل الحديدي والمختار صاحب شحاذة الحديدي الي الدكتور يوسف والدكتو ساكو وهي زيارات متابدلة  كما يتم زيارة المنطقة في ديوان العشيرة الوفود الدينية من خارج القطر لقد سرحت في موضوع جانبي للضرورة وللتاكيد علي العلاقات السامية بين المسلم والمسيحي وكما يذكر السلبي المطلوب ابراز الايجابي وهو الكثير وعندما اصبحت في وسط القاعة وجلست بجوار اللجنة  علمت ان الدكتور مار يوسف توما رئيس اساقفة الكلدان في كركوك والسليمانية قد قام بمبادرة جديدة بالاضافة الي مبادراته السابقه باحتضان كافة المهجرين  المسيحين من الموصل ومحافظات اخري بايوائهم بالكنائس  وتخصيص رواتب لهم وتوفير مواد غذائية لهم وتسجيل الطلبة من ابناء المهجرينوالنازحين في المدارس ونقلهم بواسطة سيارات خاصة لذلك وتخصيص اطباء  لفحصهم اسبوعيا في مناطق سكنهم وهنا الكثير من هذه المبادرات والرجل لايحب اصلا الاعلان منها ويبعد  ولايحبذ نشرها في الاعلام وطبعا ان هذه الامور التي وردت تشمل كثير من عوائل المسلمين والاخيرة التي شملت اكثر من ثلاثة الاف مهجر ومسلم نازح تم استدعائهم بدعوة كريمة واستقبال رائع واحترام فذ من قبل اخوة من المسيحيين من ابناء المدينة وبعمل طوعي وباشراف مباشرمن الاخ عماد متي مسئول ملف المهجرين والطلبة في الكنيسة لتوزيع كوبون اخوة المحبة علي جميع النازحين في كركوك يومي 29-5-2016و30-5 بغض النظر عن الدين والمذهب والقومية بمبلغ 19000تسعة عشر الف ديار لكل فرد من افراد العائلة وفق البطاقة التمونية وتتسمر شهريا بعد تثبيت المعلومات عن النازح  وهي مبادرة بمناسبة شهر رمضان المبارك

 

وقد خصص مكتب لاستمرارية التوزيع  وكما اسلفت لم يتم استدعاء القنوات الفضائية والاعلام لحضور هذه المناسبة وهذا النهج له دلالات كبيرة واولها الحفاظ غلي عدم التباهي والتفاخر بها واستغلالها لاغراض شخصية ودعائية كما يفعل الاخرون بالتفنن بها وشراء الذمم انها خدمة الانسان لاخيه الانسان وبشكل يحفظ كرامة المستفيد   وانها رسالة انسانية للعدو قبل الصديق وان حب الوطن والمواطن  ورسالة ان القيم الخيرة متجذرة في نفوس العراقيين المسلم والمسيحي ولايمكن قلعها من النفوس  ولايسعنا في النهاية الا نسجل شكرنا وتقديرنا للمبادر راعي الكاتدرائية ومن معه التي تعزز الوحدة الوطنية وان قيمة الاحسان المادي ليس في كميته بل هو الصدق والوفاء من الاخ الي الاخ والارض والانسان وان الجميع سواسية وهو اساس رسالة الاديان السماوية جميعا

  

إذاعة وتلفزيون‏



الأبراج وتفسير الأحلام

المتواجدون حاليا

899 زائر، ولايوجد أعضاء داخل الموقع