دعوات لمحاكمة نائب إيراني اعترف بقتل أسرى عراقيين

      

اعتراف النائب في البرلمان الإيراني نادر قاضي بقتل 700 أسير عراقي أثناء الحرب بين البلدين أثار موجة غضب عارمة في الشارع العراقي.

  

وقد تباهى النائب نادر قاضي في تصريحات بثتها وسائل إعلام عراقية وعربية بأنه قتل 700 أسير عراقي خدمة للإسلام والثورة والمرشد.

وفي وقت لاذت فيه الحكومة العراقية بالصمت، أدان ائتلاف "متحدون" للإصلاح السني هذه التصريحات، واعتبرها استهانة بدماء العراقيين واحتقارا لهم، وأعلن عزمه رفع قضية ضد النائب المذكور بتهمة الإبادة الجماعية، خاصة أنه ليس مواطنا إيرانيا عاديا بل هو عضو في مجلس الشورى.

لكن الائتلاف لم يبدأ حتى الآن إجراءات رفع الدعوى، كما يقول النائب عنه أحمد المساري، الذي يضيف للجزيرة نت أن من الضروري المضي في هذه القضية، لأن ما جرى هو جريمة حرب وانتهاك صارخ لحقوق الإنسان.

أما رئيس لجنة حقوق الإنسان في البرلمان العراقي أرشد الصالحي فقال إن اللجنة مشغولة بملف مدينة تازة التابعة لمحافظة كركوك والتي قصفها تنظيم الدولة مؤخرا، وليست لديهم معلومات كافية عن التصريحات المذكورة. وقال إنه لا بد من اجتماع أعضاء اللجنة لاتخاذ الموقف المناسب.

تناقض الموقفين
ويبدو التناقض بين الموقفين الرسمي والشعبي حيال القضية واضحا، ويعكس انقساما مجتمعيا حادا وزيادة للاستقطاب الطائفي في البلاد.

وقد أعلنت منظمات حقوقية عراقية أنها بصدد رفع دعوى لتقديم النائب للمحاكمة أمام القضاء الدولي، كما يقول مدير مركز بغداد لحقوق الإنسان مهند العيساوي.

واعتبر العيساوي تصريحات النائب الإيراني اعترافا صريحا بارتكابه جرائم حرب من الناحية القانونية، وأنه تنبغي محاكمته وفقا لأحكام القانون الدولي.

ويضيف العيساوي أن الأسرى العراقيين تعرضوا لجرائم وانتهاكات خطيرة في الحرب العراقية الايرانية. وتوجد حتى الآن أعداد كبيرة من المفقودين والأسرى لم تعرف عائلاتهم شيئا عن مصيرهم، على حد قوله.


وأكد العيساوي أنهم في المركز يعدون لملف عن "جرائم الحرب" التي ارتكبها النظام الإيراني بحق الأسرى العراقيين ومصير المفقودين منهم، "سيقدم قريبا إلى المحاكم الدولية وستكون هذه التصريحات ضمن الملف".

سجل الإهانات
ويرى البعض أن اعتراف المسؤول الإيراني ليس استثناء، بل يعكس سياسة إيرانية متبعة تجاه العراق منذ الغزو الأميركي للبلاد عام 2003 في ظل ما يسميه الكاتب ماهر الحمداني سجل الإهانات الإيرانية للعراق.

ويعدد من هذه الإهانات صور الجنرال قاسم سليماني يتجول في جبهات القتال في العراق ورؤية حشود إيرانية ضخمة تقتحم المنفذ الحدودي في "زرباطية" عنوة ودون تأشيرة دخول، واحتلال بئر الفكة النفطي دن رد من ساسة العر اق، على حد قوله.

ويضيف الحمداني للجزيرة نت أن آخر من يمكن التعويل عليه للتحرك ضد هذا النائب هو الأحزاب الشيعية، كونها "تستمد قوتها ووجودها من رضا طهران عنها".

أما عن أهمية الدعوى فيرى الحمداني أنها إن رفعت فسيرتبط زخمها بمدى رغبة القوى الدولية في الاستفادة من هذه الورقة للضغط على إيران في هذه المرحلة.

وبما أن الغرب يريد فتح صفحة جديدة مع طهران، فإنه من المستبعد أن تجد هذه الدعوى الصدى المطلوب، وفق الحمداني

  

إذاعة وتلفزيون‏



الأبراج وتفسير الأحلام

المتواجدون حاليا

709 زائر، ولايوجد أعضاء داخل الموقع