تحذيرات من ارتفاع نسب التشوهات الخلقية

   

 37 موقعا ملوثا بالإشعاع في جنوب العراق تتسبب في 20 ألف إصابة بالسرطان سنويا

بغداد ـ محمد الهادي:أفصحت وزارة العلوم والتكنولوجيا عن وجود 37 موقعا يحتوي على ملوثات اشعاعية في محافظات الجنوب، فيما اتفقت مع وزارة البيئة على تشكيل لجنة لازالة الملوثات الاشعاعية ومعالجتها، في وقت اكد مختصون في الشأن الصحي ان اكثر من 20 الف اصابة بالسرطان تسجل في البلاد سنويا، بسبب هذه المواقع.

وقال وكيل الوزارة فؤاد الموسوي في تصريح خص به "العالم"، ان "وزارتي العلوم التكنولوجيا والبيئة شكلتا مؤخرا لجنة عليا للعمل كفريق واحد بالتعاون مع الادارات المحلية في المحافظات ومجالسها في سبيل انهاء التلوث الاشعاعي في المحافظات الجنوبية"، موضحا ان "المواقع الملوثة بالإشعاع بلغت 37 موقعا في اربع محافظات بواقع 23 موقعا في محافظة البصرة و7 مواقع في ذي قار و4 بميسان و3 في السماوة".
واضاف ، ان "تلك المواقع مؤشرة ومسيجة بشكل كامل وليس بالامكان التقرب منها من قبل المواطنين"، لافتا الى "ان بعضها عبارة عن موقع لدبابة مقصوفة باليورانيوم او رأس مدفعية".
وذكر ان "فرق الوزارة عالجت بالتعاون مع بعض الجهات معملي الحديد والصلب في محافظة البصرة مع عدد من مواقع الاسلحة في الناصرية"، مؤكدا ان "عملية المعالجة غير سهلة وتتطلب التزامات امنية ومالية من قبل المحافظات".
وتؤكد تقارير أن القوات الأميركية خلفت نحو خمسة آلاف طن من النفايات الخطرة في العراق، وقدرت وثيقة للبنتاجون هذه النفايات بخمسة آلاف طن أنتجتها القوات الأميركية إضافة إلى 14500 طن من الزيوت النفطية والتراب الملوث بالزيت تراكمت على مدى سنوات تواجدها في العراق.
من جانبه، اوضح المختص في الامراض السرطانية الدكتور كاظم العبادي في تعليق لـ"العالم" ان "الحروب التي مر بها العراق خلال السنوات السابقة وغياب الخطط الواضحة لمعالجة المواقع المشعة، اضافة الى الثلوث البيئي على نطاق واسع فاقم من مشكلة الامراض السرطانية في العراق وتحديدا في المناطق الواقعة في جنوب البلاد"، مبينا ان احصائيات رسمية تؤكد تسجيل اكثر من 20 الف حالة إصابة بالسرطان سنويا .
واضاف العبادي، انه "في سبعينيات القرن المنصرم كانت الاصابة بامراض السرطان تكاد تكون معدومة في العراق وذلك لان البيئة في ذلك الوقت كانت نظيفة وخالية من الملوثات، اما بعد الثمانينات فقد تعرض العراق الى تلوث كبير نتيجة الحروب والانفجارات والاسلحة التي استخدمتها القوات الأميركية، ما ولد نسبا مرتفعة في الامراض السرطانية وتحديدا سرطان الثدي و الرئة، اضافة الى انتشار التشوهات الخلقية".
ودعا الجهات المعنية الى "ابعاد التجمعات السكانية عن تلك المواقع الخطرة التي تعرضت إلى قصف بذخائر مصنعة من اليورانيوم المنضب، أو نقلت إليها أجزاء ملوثة من الآليات العسكرية".
وتقول منظمات دولية ان المئات من سكان البصرة والعمارة والديوانية جنوبا،  والانبار غربا يعانون من انتشار امراض السرطان التي تفتك بالعشرات سنويا منذ عام 1991 كما انها تسببت بنشوء جيل مشوه لا سيما في محافظة الانبار على مدى السنوات العشرة الاخيرة .
وكانت لجنة الصحة النيابية أفادت في وقت سابق بأن استخدام القوات الميركية لـ"اسلحة مشعة" في الحرب على العراق تسبب بانتشار الامراض السرطانية في المحافظات الجنوبية.
وقالت عضو اللجنة إقبال الغرابي في بيان ان "المواد الكيمياوية التي استخدمت من قبل القوات الاميركية ايضا تسببت هي الاخرى في انتشار تلك الامراض الفتاكة".
وقالت الغرابي، ان "هذه الاسلحـة ادت الى انتشار الامراض السرطانية بشكل غير طبيعي بين أبناء المحافظات الجنوبية وخاصة بين الأطفال لأنهم الأكثر عرضـة للاصابة".
وطالبت الغرابي الحكومة العراقية بـ"تقديم شكوى ضد القوات الاميركية الى المحكمة الدولية لتعويض الضحايا من جراء العمليات العسكرية في العراق وخرقها لحقوق الإنسان باستخدامها لهذه الأسلحة المحرمة دولياً"، على حد تعبيرها.
بدوه اكد وزير البيئة قتيبة الجبوري، ان ملف المواقع الملوثة بالاشعاع في جنوب العراق سينتهي نهاية العام الحالي، مبينا ان ملف التطهير وصل الى مراحل متقدمة.
وقال الجبوري في بيان إن "الفرق الفنية في مركز الوقاية من الاشعاع تعمل مع فرق وزارة العلوم والتكنلوجيا لازالة الملوثات الاشعاعية ومعالجتها باحدث التقنيات المعتمدة في الوكالة الدولية للطاقة الذرية".
واضاف الجبوري أن "الجهود المتواصلة لرفع هذه الملوثات سيتيح الانتهاء من ملف المواقع الملوثة في جنوب العراق نهاية هذا العام، ما يساعد على تحويلها الى مواقع صالحة للاستخدامات المدنية".
وتابع الجبوري أن "ملف التطهير وصل الى مراحل متقدمة بفضل التعاون مع وزارة العلوم والتكنلوجيا المسؤولة عن تفكيك ونقل المنشاءات الملوثة ووزارة البيئة الجهة الرقابية والمسؤولة عن سلامة الاجراءات المتبعة في تفكيك وتطهير المنشآت الملوثة بالاشعاع".
وأعلنت وزارة البيئة في شباط الماضي عن الانتهاء من إعداد الخرائط الخاصة بالمواقع الملوثة بالإشعاع في مناطق جنوب العراق، واعتبرت ذلك بأنه المرحلة قبل النهائية لغلق ملف المناطق الملوثة بالإشعاع بشكل نهائي خلال العام الحالي.

أطفال الگاردينيا

  

إذاعة وتلفزيون‏



الأبراج وتفسير الأحلام

المتواجدون حاليا

610 زائر، ولايوجد أعضاء داخل الموقع