العلاقات الخارجية في عهد الرئيس عبد الرحمن محمد عارف (نيسان ١٩٦٦ ـ تموز ١٩٦٨)

      

العلاقات الخارجية في عهد الرئيس عبد الرحمن محمد عارف (نيسان ١٩٦٦ ـ تموز ١٩٦٨)

         

   

     

اتبع الرئيس عبدالرحمن محمد عارف سياسة خارجية واضحة المعالم والرؤية.. ومتوازنة نابعة من المصلحة الوطنية العليا للشعب العراقي في الحرص على أمن  واستقرار العراق وسيادة العراق وعدم التدخل في شؤونه..
أولاً : علاقات العراق مع دول الجوار :
ـ كانت قائمة على حسن الجوار.. والمصالح العليا المشتركة :
ـ عدم المساس أو التفريط بالسيادة العراقية.. البرية.. أو البحرية.. أو الجوية ..
ـ تبني سياسة سلمية رصينة مع دول الجوار ..
ـ وبهذا الصدد زار الرئيس عبد الرحمن محمد عارف كلاً من تركيا، الأردن، السعودية، سوريا، إيران، والكويت، ومعظم الدول العربية والاسيوية.

  
1ـ العلاقات مع إيران :
ـ زار الرئيس عبد الرحمن عارف إيران إبان حكم الشاه  (14 آذار 1967) واستقبل في إيران استقبالاً كبيراً وحافلاً لم يحظ به أي زائر قبله ..  بل انه وتقديراً لهذه الزيارة الودية.. قامت إيران بإصدار طابع بريدي بتلك المناسبة يحمل صورة الرئيس (عبد الرحمن).. وهذا ما لم يحدث من قبل في إيران ولا بعد وهو ما يعكس الرغبة الصادقة في ذلك الوقت في أن تكون العلاقات هادئة ومتوازنة ..

  

الطابع التذكاري النادر الذي اصدرته ايران تخليدا لزيارة الرئيس العراقي عبدالرحمن محمد عارف اليها اذار 1967
ـ ركزً الرئيس عبد الرحمن عارف على أن تكون العلاقات بين البلدين مبنية ..
ـ على قواعد حسن الجوار وعدم التدخل في الشؤون الداخلية لكلا الدولتين ..
ـ لم تجر أية مساومات.. أو صفقات مشبوهة تمس بسيادة العراق  خصوصاً في موضوع الموانئ الإيرانية القائمة على ضفاف شط العرب العراقي من المنبع إلى المصب ..
ـ كان الرئيس عبد الرحمن حازماً في إبلاغ الشاه موقف العراق الرافض تماماً :
ـ للتدخل الإيراني في الشأن الداخلي العراقي ..وقال الرئيس عبد الرحمن عارف كلمته المدوية أمام شاه إيران وفي قصر الشاه :
(أن أرض العراق ومياهه وحدوده ليست عقاراً مسجلا باسمي.. ولا ملكا صرفاً لعائلتي.. ولا مقاطعة من مقاطعات أجدادي.. ولا حقلا زراعياً من حقول عشيرتي.. ولا إرثاً لأبناء قبيلتي.. ولا غنيمة من غنائم أهلي.. أنها ملك الشعب العراقي وحده.. ولا يمكن التفريط بها.. أو التنازل عنها.. أو بيعها.. أو تأجيرها.. أو التلاعب بخرائطها.. أو المقامرة بها أو المغامرة بها.. أو المساومة عليها.. أنها الواحة الفردوسية الرافدينية المقدسة.. التي اختارها الله جل شأنه مهبطاً لرسالاته السماوية.. ومثوى لأنبيائه.. وصومعة لأئمته.. ومنطلقاً لسلالاته البشرية.. هي الأرض التي حملت شعلة الإنسانية والتحضر وطافت بها في أرجاء المعمورة.. فلا أنا ولا غيري يمتلك حق التفريط بها وببحرها الإقليمي وممراتها الملاحية ومقترباتها المينائية) ..
ـ ظلت السيادة الملاحية الكاملة في شط العرب تحت إشراف وإدارة البحرية العراقية وكان المرشدون العراقيون يرشدون السفن الإيرانية والأجنبية المتوجهة إلى الموانئ الإيرانية في (خسرو آباد .. وعبادان .. وخرمشهر) وكان العلم العراقي هو العلم الوحيد الذي ترفعه السفن فوق صواريها إثناء تحركها في أي مقطع من مقاطع الممرات الملاحية لشط العرب

           

الرئيس عبد الرحمن عارف مع امير دولة الكويت الشيخ صباح السالم الصباح خلال زيارته لبغداد في ١٩٦٨/٦/١٥
2ـ العلاقات مع الكويت :
ـ شهدت العلاقات العراقية - الكويتية في عهد الرئيس عبد الرحمن.. أوج تطورها واستقرارها.فتم تبادل الزيارات بين مسؤولي البلدين لما فيه خير الشعبين العراقي والكويتي .وفي عهد الرئيس عبد الرحمن أصبح بإمكان الكويتيين دخول العراق بدون تأشيرة، إضافة الى الاتفاق على إقامة مشاريع اقتصادية مشتركة بين البلدين
ـ وفي أوائل حزيران 1966 زار العراق أمير الكويت الشيخ صباح السالم الصباح تلبية لدعوة من الرئيس عبد الرحمن عارف تم خلالها بحث :
ـ تطوير العلاقات بين البلدين.. وتزويد الكويت بمياه الشرب من شط العرب ..
ـ الاتفاق على تشكيل لجنة لتحديد الحدود بين البلدين ..
ـ الاتفاق على انتقال رؤوس الأموال والاستثمارات بين البلدين ..
ـ التأكيد على تنمية التعاون الاقتصادي والمالي بين البلدين ..
ـ زيادة حجم التبادل التجاري واستثمارات رؤوس الأموال وتشجيع انتقالها بين البلدين..
ـ تنمية التعاون الثقافي والعلمي والفني بين البلدين من خلال :
ـ تبادل الأساتذة والبعثات والخبراء الفنيين والمدرسين والزمالة الدراسية وتبادل المساعدات الفنية كافة ..
ـ كما تحققت مشاريع اقتصادية مشتركة بين البلدين منها :
ـ تمويل مشروع كهرباء سامراء.. ومشروع ورق البصرة ..
ثانياً : العلاقات مع دول العالم :
ـ استطاع الرئيس عبد الرحمن محمد عارف إقامة أمتن العلاقات مع دول العالم ..
ـ وأن يعزز بزياراته الخارجية العلاقات الدولية للعراق مع دول العالم ..
ـ كان يصطحب معه السيدة حرمه (أم قيس) في معظم زياراته الدولية ..
ـ وهي حالة فريدة.. لم يفعلها رئيس عراقي قبله.. ولا بعده ..
ـ عمل على تحسين صورة العراق.. وتحسين علاقاته بعد أزمة الكويت ..
ـ تمتع العراق في عهده بعلاقات حسنة مع دول الجوار والقوى العظمى :
ـ (الاتحاد السوفيتي.. الولايات المتحدة الأميركية.. بريطانيا.. وفرنسا) ..

  
ـ العلاقات مع فرنسا :
ـ تميزت زيارة الرئيس عبد الرحمن لفرنسا في تشرين الثاني 1967بطابع الأهمية. فقد تمت زيارة باريس خلال حكم الرئيس الفرنسي الجنرال شارل ديغول ..
وانعكست النتائج الايجابية لتلك الزيارة على العلاقات العربية ـ الفرنسية ..
موقف الرئيس عبد الرحمن عارف من حماية ثروات العراق الطبيعية :
ـ رفض الرئيس عبد الرحمن محمد عارف منح الشركات العالمية امتيازات في مجالات النفط والكبريت.. وحظر على الشركات الأجنبية الاستثمار المباشر في مجالات النفط والغاز والكبريت.. ولم يعترض على أن تعمل كمقاول عند الحكومة العراقية ..فقد زار وزير الخزانة الأمريكية الأسبق هندرسون زار في 21 كانون الثاني 1968 قادماً من القاهرة بعد لقائه الرئيس المصري جمال عبد الناصر.. مشيراً إلى أنه كان يحمل رسالة من الرئيس ناصر إلى الرئيس عارف يوصي بها منح هندرسون عقوداً نفطية وكبريتية.. كونه من الشخصيات الأمريكية التي تقف مع القضايا العربية ..بيد أن الرئيس عبد الرحمن عارف رفض ذلك.. وقال للضيف بامكانكم العمل كمقاولين لدى الدولة.. شأنكم شأن الشركات البولونية والفرنسية والروسية وبالأجور المعتادة، ولا امتياز لأحد) هندرسون انزعج .. ورفض هذا العرض.. وعاد قافلاً إلى بلاده ..
ـ بعد هذه الزيارة بدأت المشاكل تنهال على حكم الرئيس عبد الرحمن عارف ..
ـ والرئيس عارف كان أول من حظر تصدير النفط لأمريكا بعد العدوان الإسرائيلي في حزيران 1967 ..
انجازات عبد الرحمن عارف الاقتصادية :
حققت علاقاته الدولية مشاريع اقتصادية خلال سنتي حكمه.. لا يحققها أي حكم في ضعف هذه المدة : أبرزها :
• صفقة طائرات الميراج مع شارل ديغول في شباط العام 1968..
• منح عقد استخراج الكبريت لشركة إيراب الفرنسية ..
• تنفيذ معمل استخلاص الكبريت من الغاز الطبيعي في كركوك العام 1966..
• تنفيذ خط أنبوب نقل الغاز الجاف من كركوك إلى بغداد لتجهيز محطات توليد الكهرباء والمعامل و المصانع الكبيرة بالوقود العام 1967..
• تنفيذ خطة أنبوب نقل الغازات النفطية السائلة الخام من كركوك إلى معمل التاجي للغازات النفطية العام1967..
• تشييد معمل التاجي للغازات النفطية مع شركة سبي الفرنسية.. و أنجز العمل العام 1968..
• توقيع عقد تصدير النفط الأسود إلى تركيا في آذار 1968..
• توقيع بروتوكول تصدير الغاز الطبيعي بالأنابيب من العراق إلى تركيا في 6 نيسان 1967..
• بلغ مجموع ما أنتجته شركة نفط العراق خمسمائة مليون طن من النفط في 30 نيسان 1967..
• صدور القانون رقم 97 لسنة 1967 وهو بداية الاستثمار الوطني للنفط من المناطق المستردة من شركات النفط العاملة في العراق بطريقة الامتياز أو ما في حكم ..
ويمكن القول أن هذا القانون هو الذي جعل الغرب يقرر إزاحة الرئيس عبد الرحمن عارف بالإضافة إلى امتناعهِ من إعطاء امتيازات لشركات أمريكية وانكليزية من استخراج الكبريت ..
• صدور القانون رقم 123 لسنة 1967 الخاص بإعادة تكوين شركة النفط الوطنية العراقية واعتماد الموارد المائية لتمكينها من أهدافها الأساسية ..
• توقيع عقود الخدمة مع شركة ايراب الفرنسية لتطوير حقول نفط ميسان في تشرين الثاني.1967..
• استثمار وتطوير حقل نفط الرميلة الشمالي مع الجانب السوفيتي العام 1968..
• إعادة تشغيل مصفى القيارة وتصدير ما ينتجه من الإسفلت إلى سيريلانكا ..
• افتتاح مصفى الدهون في الدورة في 23 حزيران 1968..
وختاماً نخاطب سياسيي اليوم ونقول لهم هكذا تبنى علاقات العراق الخارجية .. وليس على أساس التوسل.. وتقبيل الأيدي.. أو أطلاق سراح من تلطخت أيديهم من الإرهابيين والدواعش.. وتسليمهم لدولهم عسى أن ترضى بكم..         

    
      

  

إذاعة وتلفزيون‏



أفلام من الذاكرة

الأبراج وتفسير الأحلام

المتواجدون حاليا

579 زائر، ولايوجد أعضاء داخل الموقع