د.حناني ميا
بـالعربي ... سهل نينوى
قبل كل شئ يجب علينـا نحن المسيحيون ان نكون على حذر شديد جدا ممـا يدور حولنــا في هذه الظروف المعقدة الشاذة التي يمر بهـا العراق في زمن الأحتلال الأجنبي لأن الأوضاع غير مستقرة وغير طبيعية والمستقبل مجهول وغير واضح المعالم لا احد يعرف مـاذا تخبئه الأقدار لنـــا من مفاجئات ، لذلك فان القرارات التي تتخذ في هذه الظروف نتائجهـا ستكون غير سليمة وغير مضمونة حتمـا ، بالأضافة الى ذلك يجب علينـا ان نلتزم بقواعد التوازن بيننـا وبين كل مكونـات الشعب العراقي لا سيمــا الرئيسية منهـا ،، العرب والأكراد ،، وان لا ننحاز الى هذه الجهة او تلك لضمان سلامة شعبنـا المسيحي في العراق مستقبلا لا سيمـا وان التاريخ قد علمنـا بان الأوضاع فيه متقلبة وخاصة في الآونة الأخيرة بسبب تطورات الأوضاع السريعة وتفاقمهـا يومـا بعد اخر ، وهنالك نقطة مهمة جدا يجب ان نعرفهـا جيدا باننـا لا يجب ان نراهن على المحتل او اية جهة اخرى لأن هؤلاء جميعـا لا يعول عليهم لأنهم هم انفسهم لا يستطيعون التكهن بمصيرهم في العراق رغم قوتهم وجبروتهم اولا ، وان مصالحهم الذاتية هي فوق كل الأعتبارات ثـانيــا .
ان غالبية سكان المنطقة ,, سهل نينوى ,, مدار البحث هنــا هم من الكلدان ، والآشوريون ، والسريـان وهم سكان المنطقة منذ الاف السنين وليست هناك اية شائبة على عائدية المنطقة اليهم تـاريخيــا ، ولا شك بان ابناء الكنائس الكلدانية والآشورية والسريانية هم اثنية واحدة وابناء امة واحدة رغم الأختلافـات البسيطة في المذاهب واللهجات وغير ذلك من امور ثانوية ،وهم بقـايـا شعوب مـا بين النهرين ، الا انهم لا يستطيعون لحد الآن توحيد تسميتهم فكيف يستطيعون البت في مثل هذا الأمر المصبري الخطير ...؟
ان مثل هذا المشروع بحاجة الى برنامج مكتوب في ورقة عمل من قبل اناس من ذوي الأختصاص في هذا المجال على درجة عالية من الدراية ومـا اكثرهم في شعبنـا المسيحي وتتم مناقشة هذه الورقة مناقشة مستفيضة من قبل رؤساء ورجالات الكنائس الأجلاء ، ورجال السياسة ، والشخصيات الأجتماعية والأكاديمية ومختلف الشرائح الأجتماعية في مؤتمرات موسعة جدا يناقش خلالهـا البرنـامج بالتفصيل من جميع النواحي للوصول الى الراي السديد بهذا الموضوع المهم جدا .
وبرايي الشخصي المتواضع بان الظروف حـاليــا غير ملائمة لجمع مثل هذا العدد الكبير من ابناء شعبنـا المسيحي في مكان واحد ولمرات عديدة لمناقشة هذا الموضوع .
وهنالك حقيقة مهمة وهي انه تعيش في نفس المنطقة قوميات اخرى كالأخوة الشبك والأيزيدية والكاكئية وغيرهم فلمـاذا يقدم المشروع باسم المسيحيين ولا يقدم باسم هؤلاء الأخوة ...؟
واخيرا ارى باننـا نحن المسيحيون لا يفيدنـا العيش الا في عراق قوي ديموقراطي موحد تحكم فيه سلطة القانون والعدل والمساواة بين جميع ابنائه من جميع اطيافه كمـا كان على مر الزمن .
654 زائر، ولايوجد أعضاء داخل الموقع