حچاية التنگال ٢٣٣١

                                                     

                             د.سعد العبيدي

حچاية التنگال ٢٣٣١

ودع الدنيا الفانية مظفر النواب الشاعر الأشهر والأغزر والأجود لأيامنا هذه وزمننا هذا. انتقل الثائر المثابر المهاجر الى دار الآخرة بهدوء وسكينه، على غير عادته مقاتل بالكلمة عنيد، مناضل، منحاز الى جانب الفقراء، وأهل الريف، وسكنة الهور.
مات الرجل في ديار الغربة، منهياً عقود من وكثر الألم.
طويت بموته مرحلة في الشعر العراقي تميزت بالجودة والخروج عن المألوف وتعزيز التمرد، لكنه أكثر من أبقى إرثاً من الشعر، والقصائد المغناة والأدب، وسيرة حياة سوف لن تموت.
كيف تموت والقدس عروس العروبة تهتك عذريتها يومياً، والشامتون بها من أبناء عمومتها يتزايدون؟
كيف تنسى أو تموت والريل ما زال دارجاً على سكته العتيقة، تهيم بين عرباته حيرة ابنة الجنوب، متمردة على عادات العشيرة، تفتش عن حمد الذي لا تليق الا له.
موت مظفر الانسان والشاعر في مستشفى خليجي برعاية علاجية خليجية، وتسارع النعي والتعظيم من رجال الحكم والسياسة العراقية تزلفاً، يعيد الى الأذهان السؤال التقليدي:
لِمَ يحتفي أهل العراق بعظمائهم فقط بعد موتهم؟
عود ليش من يموت تطول كراعينه؟
نم مظفر نومتك الأبدية رحمك الله، فنحن على العهد باقون، سنعيد نعشك بعد الموت رئاسياً، وسنقيم للجسد الفاني تمثالاً، وقد نسمي لك شارعاً، وسنبقى ندور كما تركتنا في ترهات نقاشاتنا عن الانسداد السياسي والديمقراطية، وأحقية عمر وعلي في الحكم، وجواز مصافحة المرأة، وعدد الخرطات الشرعية، وبطلان الوضوء، ومعنى الترحم على الشهيدة شيرين أبو عاقلة وهي المسيحية.

أطفال الگاردينيا

  

إذاعة وتلفزيون‏



الأبراج وتفسير الأحلام

المتواجدون حاليا

782 زائر، ولايوجد أعضاء داخل الموقع