الباشا - نوري السعيد - وحبه الشديد للمواطن العراقي

  

الباشا - نوري السعيد - وحبه الشديد للمواطن العراقي

       

  

                

ثلاث روايات سأسردها عليكم , تكشف مدى عشق الباشا نوري سعيد للمواطن العراقي.
الرواية الاولى :
سردها ليّ رجل أمن عراقي لاجئ في مصر منذ عام 1968 , التقيته بالقاهرة منذ فترة وهو الان رجل عجوز تعدى عقد الثمانين, وهو احد ابطال الحادثة بحكم كونه كان من جهاز أمن رجل النظام الملكي القوي بهجت العطية .

حدث ان زار محمد سلمان وهو المطرب والممثل اللبناني وزوج المطربة اللبنانية الشهيرة نجاح سلام بغداد ، لحضور حفل افتتاح الفلم العراقي اللبناني المشترك "ليلى في العراق" بسينما ميامي بمنطقة الباب الشرقي نهاية عقد الاربعينات , وبصوت عال صرخ هذا المطرب بكلام وسخ بحق النساء العراقيات بعد انتهاء عرض الفلم .

             

وصل الخبر الى الباشا فأوعز الى مدير الامن العام بهجت العطية , بأن يتم تأديب هذا المطرب التافه, بدوره أمر العطية الى ثلاثة من افراد الامن , بينهم صاحبنا الذي قص عليّ الحادثة , بأن يقيموا نزهة نهرية في دجلة الخالد للمطرب محمد سلمان , وان تكون النزهة مفتوحة بين حليب سباع والحشيشة . ودارت الراح بالرؤوس كل الرؤوس , وراح " البلم " يتهادى بـ  " المسطولين " , وتناوب نشامى الامن بأغتصاب المطرب تحت ضوء القمر, ومع نسائم دجلة الحبيب . ما حدا بالمطرب محمد سلمان بترك العراق مع ساعات الصباح الباكر.

                                 

الرواية الثانية :
صديق مقرب لي يكبرني بسنوات , كان مغرما بالتعارف مع بنات الوطن العربي, من خلال المجلات التي تنشر ذلك . يقول الصديق انه ذهب الى بريد باب المعظم الذي كان يقع امام الاعدادية المركزية للبنين , لشراء طابع بريدي الى سوريا, وما ان وصل شباك بائع الطوابع حتى بادره الموظف بأن يتنحى عن الشباك فورا وبصوت عال . يقول صديقي استغربت للأمر وتلفت خلفي فوقع نظري على الباشا بهيئته المهيبة واقفا , فما كان من الباشا الا واقترب من الموظف وقال بصوت متشدد .
ــ لماذا طردت هذا المواطن الشاب ؟
فرد الموظف برعب .
ــ باشا مو انت موجود
بلغة هادئة رد على الموظف قائلا
ــ  هذا الشاب له الحق بالاولوية لأنه مواطن عراقي فأعطه مايريد قبلي
ويقول الصديق فعلا تقدمت الباشا واشتريت طابعا الى سوريا , وتنحيت جانبا لألصق الطابع على الظرف , وأذاني وعيوني كلها بأتجاه الباشا , فطلب الباشا من موظف البريد طابعا الى بريطانيا , ثم غادر دائرة البريد بعد ان سلم علينا جميعا .

                    
الرواية الثالثة :
حكاها صديق يوم كان ليّ مكتب بـ "الكرادة داخل " في عقد الثمانينات المنصرم , وكان الصديق هو ابو عماد, رجل في الستينات من العمر يعاقر الخمرة طوال اليوم , وكان محبوبا من ابناء المنطقة. يقول بأنه كان في ضيافة أصدقاء له يوما في كرادة مريم بالقرب من بيت الباشا المطل على دجلة . ويضيف " وبعد ان لعبت الخمرة برأسي قلت للأصدقاء بأني سأذهب الى بيت الباشا لأسلم عليه , وكان الوقت قد تجاوز العاشرة مساءا وفي ذلك الزمان يعتبر وقتا متأخرا جدا ". ويواصل الصديق الرواية بقوله "ان كل الاصدقاء اعترضوا على خطوتي هذه واعتبروها من الجنون , الا ان اصراري دفعني الى
 بيت الباشا. كان الظلام حالكا ورحت أضرب على باب البيت الحديد براحتي , فجاءني صوت من الداخل " منو" , مالبث صاحب الصوت ان اقترب من باب الحديد , فأذا به مرافق الباشا الوحيد , وهو عريف بالشرطة اسود البشرة . وقال لي " انت مجنون الباشا نايم وماذا تريد منه؟ " . هنا ظهر وجه الباشا من شباك غرفة تطل على مدخل البيت قائلا بصوته الاجش  :
ـ منو هذا ؟
فقلت بجرأة
ـ انا ياباشا
فرد قائلا
ـ ومن انت ؟
قلت
ـ مواطن يحب ان يسلم عليك
ويقسم الصديق "الكرادي" , بأن الباشا نزل من غرفته وجاءه حيث يقف خارج بيته , وسلم عليه قائلا متضاحكا " أمفول على الاخر" واضاف ان كنت أحتاج شيئا فقلت له "سلامتك ياباشا" . وطلب من مرافقه ان يوصلني الى حيث اسكن . فقلت له بأني قريب وفي ضيافة اصدقاء . وتركت بيت الباشا وانا مزهو ولم اسمع منه ما يعكرصفو فرحتي .

                       

رحم الله هذا الرجل البغدادي الاصيل العاشق لكل ماهو عراقي .   
 

  

إذاعة وتلفزيون‏



أفلام من الذاكرة

الأبراج وتفسير الأحلام

المتواجدون حاليا

714 زائر، ولايوجد أعضاء داخل الموقع