كائِنــّـاتْ إنترنَتّيــــة...!!

                                     

                       ســـارة فالح الدبوني

بصراحة .. لا أراهُ غريباً أن يصل الغضب بأحد الأمهات لتحطيم جهاز اللابتوب وهي ترى ابنها مهملاً لواجباته المدرسية منشغلاً فقط في الفيسبوك الذي استولى عليه عِشقُهُ على حسابِ علاماتهِ الدراسية..!

أو أن يصُبَ زوجٌ كاملَ غضبهِ على زوجتهِ ليحولَ جهاز الموبايل الى شظايا خاصةً بعدَ أن أنشغلت على مدار اليوم بالواتساب والدردشة مع الأهل والأصدقاء لتُهملَ كاملَ مسؤولياتها وَواجِباتها تجاهَ زوجها وأولادِها ومَنزلِها..!!
بالتأكيدِ لن يكونَ أيٌ من تلكَ الأمورِ غريباً.. فقد أخذت برامجُ التواصلُ الخارقة تلكَ من الناس الكثير خاصةً بعدما اجتاحت البيوتَ وانتشرتْ بينَ شرائحِ المُجتمعِ كانتشارِ النارِ في الهشيم..!!..ولتُصبحَ بالنسبةِ لهم مُتنفساً لابُدَ منهُ, أو بعبارةٍ أخرى أصبحت كما الهواء لو انقطعَ عنهم..ماتوا على الفور..!!!
فهُنا بصراحة..لااملكُ الا ان احمدَ اللهَ ..لأن أولئكَ الناس اصبحوا بصراحة عبارةً عن كائناتٍ انترنتية ليسَ بإمكانها الإفلاتُ من شاشات الحاسوب ولا من الهواتف الذكية المحمولة..!!
فبغَضِ النظرِ عن فوائدِ تلكَ البرامجِ من حيثِ كونها خُلقتْ لتُصبحَ نعمةً تُقَربُ المسافاتِ وتُعيدُ سُبلِ التواصُلِ السهلةِ جداً بينَ أُناسٍ لرُبما تقطعت بهم سُبلُ الإتصالِ لفتراتٍ ليست بالقليلة..إلا أنها تكادُ لتتحولَ إلى نقمةٍ تقضي شيئاً فشيئاً على أواصرِ الترابط الأُسري.. والجمعات المُقدسة التي كان لابُدَ منها بينَ الأهل في أيامٍ لم تكُن تلكَ البرامجُ موجودةً في حينها..!!
الإنترنت بأنواعه وبرامجهِ من الواتس آب والفايبر والتنغو...الخ.. أصبحت عبارةً عن شبيهات ارواحٍ شريرةٍ استحوذت على الناسِ وأصابتهم بالمَسِ حتى كادوا يفقدوا كاملَ وعيهم لما حولهم ولايلتفتوا الا الى شاشات المحمول واللابتوب..!
لرُبما كانوا أولئكَ أُمةً تُعاني من تشوهاتٍ عاطفيةٍ بسببِ أوطانٍ لاتُبادلهم الحب..!!
فقرر الانترنت وتلكَ البرامج بسخاءٍ عندها أن يتولى أمر تأهيلهم النفسي والعاطفي..!
بعدَ أن اتخذوا منهُ وطناً..!!
فأهملوا بالتالي مسؤولياتهم.. وبيوتهم وعائلاتهم..
وزوجاتهم وبنوهم..!!
ليعقدوا قرانهم على الانترنت..!!
وإن لم يضعوا خواتمَ الزواج التي تربطهم بهذا الاختراع العظيم...إلا إنَ ذلكَ التعلُق المُفرط لجميعِ تلكَ البرامج أصبَحَ مُرادفاً مجازياً لعقدِ القِران..!
حيثُ أن الأنترنتيون أصبحوا يُجالسونَ الانترنت وأصدقاءَ الانترنت..أكثرَ مما يُجالسونَ ذويهم وزوجاتهم وبنوهم..!!
بقلم: ســـارة فالح الدبوني

أطفال الگاردينيا

  

إذاعة وتلفزيون‏



الأبراج وتفسير الأحلام

المتواجدون حاليا

768 زائر، ولايوجد أعضاء داخل الموقع