شطب نظام

                                            

التمعن في الخط العام لخطاب النظام الايراني فيما يخص منظمة مجاهدي خلق قبل صدور قرار وزارة الخارجية الامريکية الخاص بشطب اسمها من قائمة الارهاب، يبين و بشکل واضح على أنها کانت تسير بإتجاه التأکيد على التقليل من شأن و دور المنظمة على صعيد الاوضاع الداخلية في إيران، لکن و عقب صدور هذا القرار و من خلال التدقيق في ردود الفعل و الانعکاسات المختلفة لمسؤولي النظام على هذا القرار، يبدو جليا بأن للمنظمة أهمية و دور استثنائي على صعيد الاوضاع في إيران، وانها تشکل حلقة بالغة الاهمية لمستقبل إيران السياسي.

النظام الايراني الذي إعتمد لفترة 15 عاما على تحجيم و تأطير دور و نشاط المنظمة من خلال قرار إدراجها ضمن قائمة الارهاب و آثار و تداعيات ذلك على الشعب الايراني، لم يکن على إستعداد للإعتراف يوما بالخدمة الکبيرة التي اسدتها له الولايات المتحدة من خلال إدراج المنظمة في قائمة الارهاب، وعلى الرغم من أن المنظمة کانت تعلن جهارا و مرارا و تکرارا بأن هذا القرار يخدم النظام الايراني لوحده و يؤثر سلبا على حرکة و آمال و تطلعات الشعب الايراني للحرية و الديمقراطية، لکن لم يکن هناك من يستمع بنوع من الحرص و روح الشعور بالمسؤولية لذلك، لکن، وبعد ان خاضت المنظمة نضالا سياسيا و إعلاميا ضروسا على مختلف المحافل الدولية و طرقت مختلف الابواب و نجحت في إيصال صوت الشعب الايراني و حقانية قضيتها لأسماع المجتمع الدولي، فإن أطواق و أغلال الکذب و الزيف و الدجل بدأت تتحطم و تتناثر الواحدة تلو الاخرى حتى صدر القرار الاهم و الاکبر بشطب اسم المنظمة من قائمة الارهاب الامريکية و التي شکلت لطمة قوية جدا للنظام الايراني بحيث أفقدته صوابه و دفعته الى تکذيب نفسه بنفسه، إذ و بعد أن کان يجزم بأنه لم تبق هناك أية نشاطات للمنظمة داخل إيران و ان دورها إنحسر تماما و لم يعد لها تأثيرا، وإذا بردود الفعل القوية على قرار الشطب تؤکد بجلاء أن المنظمة مازالت تشکل رقما صعبا و مهما و حساسا بالنسبة للنظام.
شطب اسم المنظمة من قائمة الارهاب الامريکية، عرى النظام الايراني من أهم ازار سياسي کان يتخفى خلفه، والانکى من ذلك أن المزاعم و الاقاويل التي من خلالها تم إدراج اسم المنظمة ضمن قائمة الارهاب في عام 1997، کانت کلها صادرة و قادمة و معبأة و مجهزة في طهران، وان کشف هذه الحقيقة و وضعها على بساط البحث و المناقشة سيقود حتما للکثير من المفترقات الحساسة و أهمها:
ـ أن النظام أراد من خلال إلصاق تهمة الارهاب بالمنظمة إبعاد تلك التسمية عن نفسه.
ـ النظام جعل من منظمة مجاهدي خلق کبش فداء على ضريح تطبيع علاقاته مع الولايات المتحدة بحيث صارت مسألة إدراج المنظمة ضمن قائمة الارهاب بمثابة العمود الفقري لسياسة المداهنة و المسايرة الغربية للنظام الايراني، وغاية النظام الاساسية کانت في تحجيم و تأطير خطر هذه المنظمة عليه.
ـ النظام أراد من خلال إدراج اسم المنظمة في قائمة الارهاب، جعل کل نشاط سياسي معارض و مخالف له ضمن دائرة الارهاب و نظرة على إنتفاضة الشعب الايراني عامي 2009 و 2011، نجد أن النظام قد إتهم المنتفضين بأنهم ينفذون مخططا لمنظمة مجاهدي خلق، وبالتالي فقد وصم الانتفاضة کلها بالارهاب و النفاق!
ان عدم نجاح النظام الايراني في إبقاء منظمة مجاهدي خلق ضمن قائمة الارهاب و على الرغم من کل المحاولات المستميتة التي أبداها بهذا الخصوص، تعکس قوة عزم المنظمة و مدى إصرارها على خوض المواجهة مع النظام الى نهاية المطاف، ومثلما حاول النظام من خلال إدراج المنظمة ضمن قائمة الارهاب إنهاء دورها، فإن نجاح المنظمة بإقناع الادارة الامريکية بشطب اسمها من قائمة الارهاب سيمهد و خلال المستقبل المنظور لشطب النظام ذاته من قائمة الوجود، لأن کل أسباب سقوط و زوال هذا النظام قد باتت قائمة و جاهزة وان الايام القادمة ستحمل في طياتها الکثير من المفاجئات غير المتوقعة للنظام.
عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.

أطفال الگاردينيا

  

إذاعة وتلفزيون‏



الأبراج وتفسير الأحلام

المتواجدون حاليا

953 زائر، ولايوجد أعضاء داخل الموقع