إرحموا العراق يا صدريون

                                         

                        محمد ضياء عيسى العقابي

نشر موقع عراق القانون تقريراً(1) أقتبس منه ما يلي:

[ذكرت صحيفة كويتية، الاربعاء، أن زعيم التيار الصدري مقتدى الصدر "قرر" السماح لجيش المهدي بالقتال في سوريا الى جانب نظام الرئيس بشار الاسد ضد قوات المعارضة المسلحة، بعدما كلف القيادي البارز حازم الأعرجي بمتابعة اموره.
 
ولم يتسن لـ"شفق نيوز" على الفور الاتصال بمسؤولين من التيار الصدري للتعقيب على ما ذكرته صحيفة السياسية الكويتية.

ونقلت الصحيفة عما وصفتها بالـ"مصادر الصدرية" أن "الضغوط التي مارستها القيادة الإيرانية على الصدر, نجحت بتحقيق بعض النتائج, حيث أعلن الاخير تشكيل لجنة لرعاية جناحه العسكري "جيش المهدي".]
أقول:
يا صدريون، رحمةً بالعراق وشعبه الذي تعب كثيراً، لا تورطوه بمواقف تضعه وجهاً لوجه أمام ما تسمى الشرعية الدولية.
مهما كانت ملاحظاتنا حول هذه الشرعية الدولية فهي الحاكمة وهي القادرة على تكسيرنا.
أعداء العراق الجديد كثيرون جداً في الداخل والخارج. فحذارِ من منحهم الفرصة.
قد يزيّن لكم البعض لعبة تحدي الشرعية الدولية أما غباءً وأما خباثةً لتوريط العراق كسبيل لتدمير نظامه الديمقراطي وعودة النظام الطغموي(2) التكفيري الذي عجز عن النجاح عن طريق الإرهاب والتخريب من داخل العملية السياسية، لذا فهو يلجأ إلى توريط العراق لزجه في مجابهة مع الشرعية الدولية وهو طريق السقوط.
لم نصدق أننا خرجنا للتو من أحكام الفصل السابع فهل تريدون إعادتنا إليها؟
سياسة الحكومة وإئتلاف دولة القانون بقيادة المالكي حيال سوريا وحيال إيران وحيال أمريكا وحيال العالم هي الأسلم والأنضج. وهي التي تمثل ما نمتلك من قدرات ممكنة؛ والسياسة فن الممكنات.
القضية المركزية التي تقف وراء الوضع السوري والجهود الدولية والإقليمية الرامية إلى تدمير الدولة السورية والجيش العربي السوري، أو وراء موضوع المفاعلات النووية الإيرانية، أو وراء الدور البطولي الذي لعبته وتلعبه المقاومة اللبنانية بقيادة حزب الله - أقول القضية المركزية وراء كل هذه المسائل الفرعية هي القضية الفلسطينية ومحاولات تصفيتها على حساب حقوق الشعب الفلسطيني.
يتمنى كل شريف أن يستطيع العراق لعب دور أقوى في هذا المجال أي دعم القضية الفلسطينية وما يحيط بها. ولكن العين بصيرة واليد قصيرة، فإمكانيات العراق، اليوم، محدودة وضعيفة جداً بسبب الدمار الهائل الذي أحدثه النظام البعثي الطغموي في العراق سواءً في إستقدام الحرب عليه مرتين أو الحصار الجائر وأخيراً الإحتلال العسكري الذي تحرر منه العراق بشق الأنفس ومازال يعاني من آثاره حتى هذا اليوم.
 كما أن التدمير الطغموي طال العالم العربي حتى إنهار النظام العربي، الضعيف أصلاً، فأضحت الجامعة العربية لعبة بيد قطر والسعودية وتركيا وأمريكا وإسرائيل وغاب دور مصر والعراق والجزائر وسوريا والآخرين.
ولكن، وكما قلتُ، السياسة فن الممكنات. وهذه هي إمكانيات العراق الحالية. فليس أمامه سوى العمل بجد وصبر وتعقل لبناء القدرات العراقية وإعادة ترتيب البيت العراقي بالتوازي مع تطوير التضامن العربي ورفع إمكانات الجامعة العربية رويداً رويداً ريثما يعود الوضع العربي إلى حالته الطبيعية ليستطيع فرض كلمته على المسرح الدولي.
  هذا هو الأسلوب القويم؛ وبخلافه فلا يعدو أن يكون ضرباً من المزايدات والعنتريات والتهور.
التحرك المنفرد قبل ذلك سيعود بالضرر لأنه مغامرة وعمل صبياني؛ علاوة على أن التدخل من جانبكم في الشأن السوري سيوفر ذريعة للسعوديين والنظام التركي وإسرائيل وشركات النفط لمزيد من التأجيج الطائفي في المنطقة، ذلك التأجيج الذي يحتاجه النظام السعودي للتهرب من إستحقاقات الديمقراطية وحقوق الإنسان في الداخل السعودي والبحرين وتحتاجه إسرائيل وشركات النفط لمزيد من التشتيت والتمزيق والتناحر في العالم العربي.
الآن وقد بدأ التآمر على سوريا بالتراجع بعد إفتضاح أمره وحقيقته أمام الشعب السوري الذي لم يتوانَ عن حماية نفسه منه ودحره، فما عاد بحاجة إلى مساعداتكم المتواضعة التي قد تثير كثيراً من الجعجعة ولكن بدون طحن.
لا تورطونا، يا صدريون، وإرحمونا يرحمكم الله، فقد خرّبتم بما فيه الكفاية لحد الآن.
لقد حذرت الأمم المتحدة اليوم 11/7/2013 من تحوّل المستوى العالي لضحايا الإرهاب في العراق إلى حرب أهلية. إن تشجيعكم للنجيفي وكتلته الطغموية "متحدون" لا يزيل الشحن الطائفي، كما تتوهمون، بل يزيده إستعاراً لأنهم مصممون على ذلك؛ والغزل معهم يعني الضعف بمفهومهم المريض.
فلا تشجعوهم ولا توفروا لهم الذرائع .... وإرحموا العراق.
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
(1): رابط تقرير: ["مصادر صدرية" : السماح لجيش المهدي بالقتال في سوريا بطلب من الاسد] هو: http://qanon302.net/news/news.php?action=view&id=25407#comment178599
(2):   للإطلاع على "النظم الطغموية حكمتْ العراق منذ تأسيسه" و "الطائفية" و "الوطنية" راجع أحد الروابط التالية رجاءً:
http://www.ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=298995
http://www.baghdadtimes.net/Arabic/?sid=96305
 http://www.qanon302.net/news/news.php?action=view&id=14181

  

إذاعة وتلفزيون‏



أفلام من الذاكرة

الأبراج وتفسير الأحلام

المتواجدون حاليا

743 زائر، ولايوجد أعضاء داخل الموقع