ماذا نسميه أذاً ؟؟؟

                                               


                               مثنى عبيدة

في البداية نهنئ العالم الإسلامي والعالم أجمع بحلول شهر رمضان المبارك راجين الله تعالى أن تكون أيامه أيام خير وبركة وصلاح  للبشرية جمعاء ، الصيام عبادة ربانية فرضها الله تعالى على جميع الأمم المؤمنة كما جاء في محكم التنزيل لذا يتفق الجميع على تسمية الصيام وما يلحق به من عبادات بأنه صيام .

كما يتفق الجميع بأن الشخص الناجح في حياته والذي كافح من أجل تحقيق ذاته بكل معاني الشرف والعمل الجاد هو شخص ناجح وعصامي ويستحق الاحترام ، حينما نسمع بأن سيارة مسرعة يقودها شخص  طائش  لم يلتزم بالقوانين قام بدهس إنسان أخر فقتله أو مريض توفاه الله أو طفل رضيع توفي لحظة ولادته نقول مات ونقول تعددت الأسباب والموت واحد ، كذا الزواج وفق كل الديانات والأمم يسمى زواج والطلاق يسمى طلاق وهكذا مما لا يحصى ولا يعد من مسميات دينية اجتماعية إنسانية بل وحتى سياسية ...
 
اليوم يترقب العالم الأوضاع الجارية في مصر الغالية والعزيزة على قلوبنا جميعاً حيث يسود الترقب والخوف والوجل على هذا البلد الكبير والمعطاء.
 
بدأت الحكاية منذ عشرات السنين تعاقب فيها العسكر على حكم البلاد أثر ثورة يوليو / تموز 1952 م ومما لاشك فيه بأن هذه الفترة الطويلة شهدت تقلبات وأحداث جسام هزت مصر والعالم العربي برمته وبرزت زعامات اتخذت من الحرب والكفاح المسلح طريقاً بينما جاء الآخرون بطريق المفاوضات والحلول السلمية وغيرها من مسميات صبغت فترات حكمهم والذي شهد أيضاً فساداً اقتصاديا واجتماعيا كبيراً جعل من مصر بلد غارق بالديون للجميع ويئن من مشاكل لا حصر لها طبعاً صاحب ذلك كله تـَغيب القوى الوطنية والأحزاب والجماعات الفكرية الضاربة جذورها في تاريخ البلد المعاصر تم تغيب تلك الفعاليات في غياهب السجن والمعتقلات في الصحارى وعموم البلد كله أو في المنافي .
 
مثل أي كائن حي ينبض بالحياة بقيت تلك القوى تعمل تحت الأرض ومن داخل السجون وفي الغرف الصغيرة والأحياء الشعبية من خلال خدمات إنسانية واجتماعية كبيرة ومن خلال سلوك إنساني سليم يتفق مع فطرة المرء السوية ، كل ذلك جعل هذه القوى مقبولة لدى عموم أبناء مصر وحين أستبد الظالمون وسرقوا كل شيء ورهنوا البلد وخيراته ومقدراته ثارت جماهير الشعب وخرجت بكل قواها الإسلامية والليبرالية والعلمانية واليسارية وكل مصري صامت قضى عمره بالذل والهوان نتيجة لسياسة القمع والترهيب والتجويع ، المهم أن الميادين امتلأت بالشباب والكبار ومن مختلف فئات المصريين تطالب بالتغير بعدما وصلتها نسائم ثورة الياسمين من تونس الخضراء الحبيبة .
 
خرجت الجماهير وهي تحمل شعار واحد أرحل ارحل وبعد ثمانية عشر يوماً رحل حسني مبارك وانهار نظامه السياسي والقمعي أو هكذا خــُيل للكثيرين...........
 
سارت الأمور وبأجواء من الاعتزاز والإحساس الوطني بالكرامة وعودة البلد إلى أحضان أهلها الكرام وتم الدعوة إلى أجراء انتخابات حرة ولأول مرة بالتاريخ الحديث يذهب المصري وهو غير خائف أو مدفوع للذهاب... ذهب المصري البسيط والغني .. السياسي وغيره..  ذهبوا إلى صناديق الاقتراع ليعلنوا للعالم عن نجاح ثورتهم وتم الأمر بشكل طبيعي وفازت القوى الحية الحقيقية الممثلة لإرادة الناخبين حتى وصل الجميع  إلى انتخاب رئيس الجمهورية وهنا تقدم المرشحون كل حسب تاريخه النضالي أو تاريخ حركته أو حزبه وعرضوا أنفسهم على أبناء شعبهم الذين اختاروهم بكل حرية وجاءت النتائج تعلن فوز الدكتور محمد مرسي بمنصب رئيس الجمهورية والرجل قادم من حركة معروفة في العالم أسمها الأخوان المسلمين وهنا بدأ فصل أخر بالحكاية المصرية .
 
حيث قامت القوى السياسية الأخرى بمعارضة هذا الفوز رغم اعترافها بنزاهة الأجواء الانتخابية وعدم وجود أي ضغط على الناخب المصري أو عمليات غش وتزوير للانتخابات وقامت تلك القوى باستغلال الجماهير المصرية وعواطفها بدفعها للنزول إلى الشوارع بحجة الدفاع عن مدنية الدولة التي عرفت بتحضرها ومدنيتها وحبها للفنون والإبداع وغيرها وكأن من سيحكمهم جاهل أو جاء من مجاهل إفريقيا وليس شخص أكاديمي نال شاهدته العملية من أفضل الجامعات و أبن حركة وطنية مصرية معرفة طوال تاريخها النضالي .
 
طالبوا بكل شيء وكأن الرجل يحمل بيده مصباح علاء الدين السحري لكي يحل كل مشاكل مصر بين يوم وليلة وهم والعالم كله يعرف حجم الخراب والدمار الذي خلفته الثلاثين عاماً الماضية وما قبلها من سنين صعبة مرت على أهل مصر.
 
تم إلصاق التهم والصفات التي تتسم بالحدة والتخوين والتخويف مرة يقولون عن د مرسي  ديكتاتور وهو لم يمضي على حكمه أيام ومرة مستبد ومرة فاشل وهكذا وسط ضغط دولي وأعلامي تم فيه حشد كل الطاقات لخنق هذه التجربة الديمقراطية الحديثة رغم أن هذا الإعلام وكتابه الكرام يكتبون من أجل الحرية والديمقراطية وعدالة قضايا الشعوب وغيرها من شعارات وكلمات يطلقونها في الهواء الطلق بينما عجزت سواعدهم وأفكارهم أن تسهم في بناء وتقويم وتعضيد التجربة الوليدة
طبعاً كانت فلول النظام السابق تتربص وتتحين الفرصة لكي يفشل الرئيس مرسي وطاقمه وكل القوى الوطنية الشريفة في قيادة البلد إلى بر الأمان خصوصاً أن هذه الفلول قد رأت رئيسها المنهار مبارك في قفص الاتهام هو ومجموعة كبيرة من الفاسدين المفسدين طوال حكمه البائد ..
 
تجمعت مصالح وقوى دولية وإقليمية ومحلية وعملت بكل ما في وسعها لتصل مصر إلى حالة الفوضى لكي تنتظر المنقذ لها وهنا تسلم الجيش الإشارة وفهم الدور وأصدر بيانه الشهير بتحديد 48 ساعة لكي يتم حسم الأمور ثم قام العسكر بحركتهم الانقلابية بإزاحة الرئيس المنتخب من قبل الشعب المصري ورغم أن هناك من يقول أنها ليست حركة انقلابية ... ولا ادري ما نسميها أذاً ؟؟؟؟
 
قالوا بأن ألجيش أستمد حركته من الشرعية الثورية طيب أين كان هذا الجيش أبان 18 يوم قبل سقوط مبارك مع الاعتراف بموقفه الطيب تجاه المتظاهرين وقتها ونسأل لماذا لم يقم بحركته الثورية الشرعية ويتسلم زمام الأمور وقتذاك والجماهير كانت تملأ الشوارع وكانت سوف تحمله على الأكتاف ؟؟
 
لماذا يتم الدفع بالقوى المعتدلة إلى الزاوية الأخرى ولماذا يتم تجريدها من حقها الطبيعي والذي جاء بعملية انتخابية شارك بها الملايين من أبناء مصر ؟؟؟
 
لماذا يتم زج البلد في أتون حرب ومشاحنات ومصادمات لا يعلم نهايتها إلا الله تعالى ؟
 
ثم أصلاً لماذا لم يتم أعطاء الرئيس مرسي فرصة لكي يـُكمل فترته الرئاسية ثم يذهب الجميع إلى صناديق الانتخابات ويقولون له مع السلامة لا نريدك ؟ وأيضاً ممكن زجه بالسجن أن وجهت له التهم وأنتهك الدستور والحرمات ؟
 
ثم من يضمن أن من يأتي رئيساً لمصر بعد د مرسي لا تطالب الجماهير المصرية المعارضة بإقالته بعد سنة حكم وهكذا نصبح في كل سنة نودع رئيس ونستقبل رئيس ؟
 
لماذا نشعر بأن سيناريو الجزائر أبان التسعينيات من القرن الماضي يتكرر ؟؟
 
لماذا يتم مصادرة حق الملايين من أبناء مصر الذين انتخبوا مرسي ؟؟
 
لماذا لا نتعلم الحوار بالقلم والكتاب بدلاً عن السيف والمدفع الرشاش؟؟
 
لماذا في العالم الغربي نشهد أربعة رؤساء سابقون لبلدهم مع الرئيس الحالي يجلسون على مائدة واحدة ويخدمون بلدهم ؟؟
 
لماذا نشعر أننا غير جاهزين للديمقراطية وأن نرفع رأسنا أحرار في بلداننا ؟
 
لماذا نجعل الطغاة يضحكون علينا وهم في سجونهم ؟؟ ويقولون لنا وللعالم أنظروا إليهم أنهم لا يعرفون كيف يتصرفون بالحرية ؟ لماذا نترحم على أيام الطغاة رغم أنهم أذاقونا الذل والهوان تحت شعار الأمان المغمس بالخزي ومصادرة حقوق الإنسان ؟؟ لماذا لا نكبر ونصل إلى مستوى أحلامنا وطموحاتنا ونفقدها بمجرد ما لاحت بوادر تحقيقها ؟؟؟
 
ثم نسأل هل المظاهرات المليونية ونضع خطوط حمراء على هذا المصطلح نقول هل هي مقياس للحكم على تجربة وليدة ثم أن حركة الأخوان المسلمين أيضاً تقول بأنها خرجت وتخرج بالملايين دفاعاً عن الشرعية الدستورية والقانونية ضد الانقلاب العسكري ؟؟
 
وسائل الإعلام وبعض الكتاب المحترمون ذهبوا إلى أنهم يشاهدون مناظر مسلحة لعصابات ومليشيات بدأت تظهر بالشارع المصري ونقول هنا الخوف على مصر من أن تنجر إلى الاقتتال والتخندق الحزبي والفئوي ونحن معكم أيها الخائفون على مصر ولكن كان بودنا أن نشخص هذه الفئات المسلحة هل هم ما يعرف ب( البلطجية ) هل هم تجار السلاح هل هم تجار المخدرات هل هم من الجماعات الدينية ( وهذا الجماعات قد قسمت إلى معتدلة ترفض حمل السلاح أصلا ً وجماعات تؤمن بحمل السلاح طريقة لتحقيق الأهداف ) أو الجماعات  العسكرية أو الحزبية أو الفلول أو قوى مدفوعة لها أموال خارجية وداخلية وغيرها .. يا سادتي هذه هي الفوضى العارمة المخيفة أن يكون السلاح هو أسلوب الحل والعقد وليس ورقة وضعت في صندوق الانتخابات الديمقراطية ؟؟
 
الخوف أن يصبح الجيش حامي الوطن والشعب يستخدم ضد فئات محددة من الشعب ؟؟
 
الخوف كل الخوف من سقوط القيم الوطنية الموحدة للشعب في ظل هذه الحالة الغريبة على مصر وأهل الطيبين ؟
 
سادتي ليس الحل بان يتم اعتقال القيادات والبسطاء وزجهم بالسجون أنما الحل يكمن في مراقبة الحكومة وأسلوب عملها ومحاسبتها تحت قبة البرلمان  أما أذا كانت هذه طريقتكم للمحاسبة والمراقبة بعدما خسرتم الشارع ولم يعد لكم تمثيل كبير فيه وفي البرلمان فاعتقد أن هذا ليس ذنب الفائزين والذين عملوا طوال عقود ٍ وسط الجماهير .
 نرجوكم جميعاً أيها المصريون الكرام عودوا إلى رشدكم وانتبهوا لمصيركم وحافظوا على أخوتكم ووطنكم ؟؟؟
أن تسمية الأشياء بمسمياتها نصف العلاج والنصف الأخر المضي قدماً بوضع الحلول الناجعة لكل يكتمل الشفاء ؟ونقول عندها هذا بناء سليم معافى أليس هكذا يقال ويسمى أذاً.

  

إذاعة وتلفزيون‏



أفلام من الذاكرة

الأبراج وتفسير الأحلام

المتواجدون حاليا

1034 زائر، ولايوجد أعضاء داخل الموقع