الفتنة الطائفية.. ودفاع المالكي عن الدور الإيراني ؟

                                                 

                                داود البصري

المعلومات الخطيرة التي أدلى بها مؤخرا قائد القوات الأمريكية الأسبق في العراق الجنرال جورج كيسي حول دور المخابرات الإيرانية في تفجيرات مراقد سامراء عام 2006 و التي أدت لإشعال فتيل حرب طائفية قذرة ومهلكة في العراق!

وحول معرفة رئيس الحكومة العراقية نوري المالكي بذلك الدور وصمته المطبق عن التعليق أو التصرف ! قد أثار هواجسا عديدة وحرك الرأي العام العراقي من جديد لتصعيد الإحتجاجات ضد سياسة الحكومة العراقية الغارقة في بحار ألأزمات ، ورفع الأصوات عاليا لمحاسبة النظام الإيراني و الدعوة لإعادة فتح ملفات تلك المرحلة الدموية المرعبة و من ثم رفع قضية جنائية دولية ضد النظام الإيراني في المحافل الدولية وضرورة اللجوء لإجراءات رد دبلوماسية حاسمة!! ، وتلك جميعها مجرد أحلام و تمنيات لا محل لها من الإعراب أبدا في الحالة الحكومية العراقية الراهنة المرتبطة روحيا و صميميا و مرجعيا بالنظام الإيراني و بمخابرات فيلق القدس للحرس الثوري تحديدا..؟ التطور الغريب و البارز كان في موقف رئيس الحكومة نوري المالكي الذي شمر عن ساعديه و تحمس بعد أن شرب حليب السباع للدفاع عن النظام الإيراني رافضا إدعاءات الجنرال كيسي !، طاعنا في مصداقيتها وصدقيتها!! دون توفير الدليل الحقيقي على صدق أقواله؟ و السؤال الحائر يتمثل في التساؤل حول من نصدق ؟ أنصدق الجنرال وقائد القوات الأمريكية صاحبة الفضل الأول و الأخير في وصول المالكي وحزبه الدعوي الإرهابي لقمة السلطة في العراق ؟ أم نصدق رئيس الحكومة و الذي هو في الوقت نفسه زعيما لحزب طائفي إيراني المرجعية و التأسيس عمل طويلا ولا يزال في أروقة و مؤسسات السلطة الإيرانية و للولي الإيراني الفقيه الدور الحاسم و المعروف في تعيين و تثبيت نوري المالكي في رئاسة الحكومة و سرقة نتائج الإنتخابات من الدكتور إياد علاوي! و القائمة العراقية ، و من ثم قيادة العراق بطريقة فاشلة و تحويل البلد لواحد من أكثر بلدان العالم فشلا ، و توسع مساحات الفساد في مختلف المجالات ومن ثم إندلاع الإنتفاضة الشعبية في محافظات العراق الغربية و الشمالية ولجوء حكومة المالكي لأسلوب المواجهة الدموية مع الجماهير المنتفضة و كما حصل في مجزرة الحويجة المرعبة وقتل الميليشيات الطائفية للجماهير بدم بارد! ، الأمر الذي نعرفه جميعا و من واقع التجربة الميدانية و المباشرة بأن النظام الإيراني في تحركاته وخططه السياسية السرية و حتى المعلنة لا تهمه أبدا مصالح شيعة العراق في شيء!، و هو بالتالي لايبالي إن بلغ التوتر الطائفي الداخلي في العراق أقصى مدياته و تحول لحرب أهلية طائفية مستعرة  ، لأن في تلك الحرب إن قامت لاسمح الله مصلحة إستراتيجية مباشرة للنظام الإيراني ، وجميعنا يعلم بأن مخابرات الحرس الثوري كانت تحمي لسنوات طويلة عددا من قيادات القاعدة الميدانيين و الذين كان آخرهم سليمان بو غيث المعتقل في الولايات المتحدة حاليا بعد طرده من إيران لتركيا ووصوله للأردن و إعتقاله هناك ، المالكي وهو يدافع ذلك الدفاع المستميت عن النظام الإيراني و يتبرع بصرف صكوك التبرئة و الغفران لأجهزته السرية إنما يتصرف وفق منطق التبعية المعروف للنظام الإيراني و لكن المفارقة الغريبة هو في كونه يلتمس الأعذار لموبقات النظام الإيراني في العراق فيما لايتورع عن وصف المنتفضين من شعبه بأقذع الأوصاف و الصفات المستهجنة و المرفوضة ، و الأكثر غرابة و إثارة للسخرية هو في تصريحات المالكي و نصائحه للجنرالات الأمريكيين بعدم التصريح بما لايتناسب ومواقعهم فيما لايستطيع أي المالكي تحريك ميليشياته السلطوية ضد قيادات الإرهاب الميدانية في العراق كالبطاط و الخزعلي و أبو مهدي المهندس و أبو درع وغيرهم من العصابات التي تجند الشباب العراقي للقتال دفاعا عن النظام الإرهابي القاتل في الشام ، الفتنة الطائفية و الحرب الأهلية في العراق مطلب ستراتيجي إيراني تعمل عليه المؤسسات الأمنية الإيرانية و تجند لأجله عصاباتها الطائفية المعروفة و العاملة في الساحة العراقية ، ولعلها واحدة من أغرب الملفات في الشرق في أن يقوم من قامت قوات الولايات المتحدة بحمايته و تصعيده للقمة بإتهام جنرالاتها بالكذب و التلفيق بشأن الملف التخريبي الإيراني في العراق!!... حقيقة اللي إختشوا ماتوا... الطائفيون لايمتلكون سوى أسلوب إتهام الجميع و تبرئة المجرم الحقيقي!!.. و تلك قاصمة الظهر في عراق يصعد على بطنه نحو الهاوية...!.            

عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.

أطفال الگاردينيا

  

إذاعة وتلفزيون‏



الأبراج وتفسير الأحلام

المتواجدون حاليا

441 زائر، ولايوجد أعضاء داخل الموقع