الله يرحمچ ام أحمد فراشچ حار وشربتچ تغني!!

                                                   

                             د.منير الحبوبي

   

الله يرحمچ ام أحمد فراشچ حار وشربتچ تغني!!

المقال يتطرق الى معلومات تتعلق بالأوعيه الفخاريه ايام اجدادنا وجداتنا حيث لم يكن الكهرباء او الثلاجات بالشيئ المتواجد بسهوله وكذلك بها شرح فني مبسط لكيفية عمل هذه الأوعيه الفخاريه والأمثال الشعبيه التي تذكرها فعلى سبيل المثال القائل الله يرحمچ ام أحمد فراشچ حار وشربتچ تغني فهو قيل حيث ان ابو احمد بعد ان ماتت زوجته ام احمد والتي دام زواجهما لأكثر من اربعين عاما فقد تزوج بعدها من شابه جميله جدا وأهتمت به كثيرا ودارته من جميع الجهات مثل المي بالصينيه وهنا عرف ابو احمد الفارق بينهما والحياة التعيسه التي قضاها طيلة عمره مع ام احمد حيث ايامها حينما كان يصعد للسطح ليلا للنوم صيفا والدنيا حاره كلش يكون الفراش حار جدا لأنها تترك الفراش طول النهار جوه الشمس بالسطح ولا تلمه ولا تضعه بالظل وهكذا الحال مع التنگه فلا تهتم بالتنگه ووضعها بالظل وبمجرى الهواء او تبديل ماؤها ومن كثرة حرارة الماء فيها فتراها يتبخر الماء منها ويطلع صوت منها هو صوت ازيز الماء المغلي تقريبا على العكس من زوجته الحاليه التي تقوم بكل ما هو جميل لراحته فتهتم بفراشه والتنگه بها ماء بارد يروي العليل والكلمه شربتچ يقصد بها بالمثل التنگه لأنه ببعض مدن العراق التنگه تسمى بالشربه او المشربه.

   

التنــگه او الجره او ابريق الماء او الفخاره او الشَربه كما يسميها النجفيون

التنگه التي يشرب منها العراقيون الماء البارد نسبيا وخاصة في ايام الصيف لغاية ستينيات القرن الماضي حيث هي مصنوعه من الفخار الذي يساعد على تبريد الماء لأن الفخار المستخدم عازل جيد يمنع دخول الحراره من الجو الى داخل الماء وبنفس الوقت هذا الفخار له مساميه عاليه جدا تسمح بخروج الماء الى السطح الخارجي وبالتالي بملامسة الهواء الخارجي الذي يحيط التنكه الموضوعه بالشناشيل او الموضوعه على حافة الحائط للسطح اي التيغه فأن القطرات المائيه ستتبخر ساحبة الحراره الازمه لها من داخل ماء التنكه وهذا هو ما يسمى بالتبريد التبخيري

وعادة التنگه توضع بالهواء الطلق ولكن بالظل او امام الشباك او خلف الشباك ولكن يشرط وجود تهويه اي ان الشباك يكون مفتوحا وعند شراء التنگه يجب التأكد انه بعد ان تملؤها بالماء فأن أسفلها سينضح الماء بعد ربع ساعه او اكثر وان لم تنضح فلا داعي لشراؤها وهكذا الحال ان كانت مثقوبه فيَفرغ الماء منها سريعا فلا يجب شراؤها وهذا يذكرنا بالمثل القائل - ما منگوبه الا تخر - ويجب العنايه بغسلها من الداخل والخارج للتخلص من الكالكير اي الترسبات الكلسيه وخاصة بأستخدام الملح البحري او جلافة الجداري

   

الحب او الكوز

عادة ماء الحب يملأ من قبل السقه الذي يأتي بالماء من النهر محملا على ظهر حماره او قديما جدا على ظهره ويملىء الحب للبيوت ويؤشر على الحائط عدد مرات مروره ويتم دفع ثمن الماء نهاية الأسبوع او الشهر وهذا الماء تقوم ام البيت بتصفيته من خلال قطعه الشب او حجر الشب pierre d'alun الموضوع بطاسه حيث تحمل الطاسه بيدها وتدخله داخل ماء الحب وتخوطه بعدة دورات ومن ثم تخرجه من الحب. هذه العمليه ستعمل على تشكيل جزيئات صغيره لزجه مع الشوائب فتصبح الجزيئات ثقيله بما يكفي للهبوط الى قاع الحب وهذا هو ما يستوجب تنظيف الحب مره او مرتين بالسنه والذي يكون دوره مشابه بالحقيقه لدور الكلور حاليا في قتل البكتريا الموجوده بالماء وخاصة بالمسابح حيث رائحته تكون مخدشه للأنف على العكس من الشب .

والشب هو ماده كيمياويه متكونه من كبريتات الالمنيوم وهو ايضا بالحياة العامه قديما يستعمل كمزيل لرائحة العرق من جسم الأنسان وخاصة لمنطقة تحت الأبط وكذلك كمعقم او مطهر لبشرة الوجه بعد الحلاقه بالموس وكذلك يعمل على تخثر الدم بشكل سريع حينما يستنشغ او يتم ادخال محلوله بالأنف اذا حصل عند أحدهم الرعاف اي النزف للدم بالصيف خصوصا بسبب ارتفاع درجات الحراره

الطبگ والجيريه او الگيزان

ومن المعتاد فأن الحب يتم وضع غطاء عليه وهو عباره عن طبگ مصنوع من خوص سعف النخيل للحفاظ عليه من دخول الغبار او من كل شيء متطاير بالهواء ولشرب الماء منه فهناك طاسة فافون او نحاس وقديما جدا كان هناك لشرب الماء منه شبه مغرافه او چمچه اشبه بالطاسه معموله من خصف النخيل ويتم تجييرها اي طليها بالقير ولها يده يمكن تعليقها بالحب والبعض يسميها بال جيريه او الگيزان او يدة شرب الكوز

ايضا يجب التذكير بأنه عادة ام البيت تضع او تلف داير مداير الحب گونيه ويتم تبليلها من وقت لآخر لتعمل على تسريع تبريد الماء داخل الحب حيث ان الحب دائما يوضع بالبيت بمكان به مجرى هواء وبالظل طبعا فيعمل مرور الهواء على تبخير قطرات الماء الناضحه من داخل الحب لسطحه الخارجي وهكذا لماء الگونيه فبتبخر هذه القطرات من الماء ستعمل على سحب الحراره من داخل مياه الحب فيبرد

عملية نضوح الماء عبر مسامات جدران الحب تسبب ظهور طبقات بيضاء على سطحه الخارجي وهي ترسبات كلسيه تستوجب تنظيفها لمنع غلقها لمسامات الجدران ولهذا نرى امهات البيوت الشاطرات يعملن على تنظيف جدران الحب بواسطة قطعه فخاريه تسمى بالگحف حيث بالگحف يتم حك جدران الحب وخاصة الخارجيه

               

الحب ايضا يتم وضعه على محمل خشبي كما في بعض الصور يسمح بدوران الهواء وملامسته من جميع الجوانب وكذلك يتم وضع بعض الأحيان الرگي او الخضروات او بطالة البيبسي تحته حيث سيتساقط عليها مي ناگوط الحب فتصبح بارده ومنعشه ايام الصيف الحار وعادة خشب هذا الحامل تصنع او تعمل من خشب شجرة التكي المقاومه للرطوبه اي لا تميل او تنكسر مع الزمن

البواگه او الگحف او البربوگ

اسفل الحب ايضا نرى في بعض البيوتات يضعون طاسه فخاريه يتجمع بها الماء المترشح من جدران الحب الخارجيه والتي لم تتبخر فبدلا من سقوطها على الأرض تتجمع بهذا الوعاء وعادة تكون بارده وصافيه جدا ومن هنا قيل المثل الشعبي المعروف صافي مثل عين الوزه ويستخدم مائها في عمل الچاي وهذا الوعاء يسمى بالبواگه والبعض ايضا يسميه بالگحف والذي بداخله يتجمع ما نسميه ايضا مي الناگوط وايضا البعض من الناس يسمي البواگه بالبربوگ ان لم اخطأ وأنا هنا غير متاكد بشكل مطلق وعادة البربوگ هذه هي بالأصل تنگه مكسوره حافة شربها او اعلاها فيتم رميها بماء النهر لأنهم اي الناس قديما لا يحبون رميها قريبا من بيوتهم وقد يستعملها لاحقا احدا غيرهم وعادة هي عند رميها بماء النهر بعض الاحيان تظل طافيه بمجرى النهر الى ان تمتلئ كليا بالماء فتغطس عند ذلك

الحُبانه
ومن الأوعيه الفخاريه الأخرى هي الحبانه وهي وعاء شبيه بالحب ولكنه اصغر من الحب والبعض الآخر يقول بأن الحبانه هي تسميه تطلق على الوعاء الفخاري الذي يشبه التنگه وليس الحب ويتواجد اغلب الأحيان بمطابخ امهاتنا سابقا ويوضع بشكل مائل على الأرض مباشرة على العكس من التنگه الموضوعه عموديا حيث يسمح للأم بالمطبخ كلما ارادت استعمال الماء لغسل الصحون او وضع الماء بالجدريه للطبخ فهذا لا يتطلب منها حمل الحبانه مثل التنگه بل تميلها قليلا فيخرج منها الماء بسهوله

             

البستوگه او الزير

هي الوعاء الفخاري المستخدم بشكل كبير قديما ايام آبائنا وأمهاتنا وأجدادنا وعادة الجزء العلوي منها يكون مزجج او تكون مزججه كليا بفعل فخرها كالسيراميك بالأفران الحراريه لمنع النضوح عبر مساماتها للحفاظ على المواد الغذائية المخزونه او المچبوسه داخلها كالسمن اي الدهن او الجبن وبالذات اقراص جبن حليب النعاج الطيبه جدا والتي تكون حلوه اطيب منها لجبن البقر حيث تملأ البستوگه بالماء والملح وكذلك لچبس خل التمر او لعمل الطرشي بأنواعه وخزن هذه المواد الغذائيه لطول الموسم وخاصة للموسم او الفصل الذي لا تتوافر به هذه الأغذيه مثلا صيفا او شتاءا وعادة البستوگه ذات الحجم الكبير جدا منها تسمى ب الدن حسب اهالي الفرات الغربي وهكذا حالهم بتسمية الرگيه الچبيره كلش ب الدن

هنا لا اريد ان انسى تبيان ان الماده الفخاريه هي مصنوعه من الطين الحري وهو الطين المستخرج من وسط قاع الأنهر وبالذات لنهر الفرات والبعض منه يكون لونه احمر بفعل تواجد كميات كبيره من اكاسيد الحديد به والذي مكوناته الأساسيه هي السيليكا والتي استعملها اشهر نحاتي العراق مثل جواد سليم ومحمد غني حكمت وهذا الطين يتميز بتجانس قوامه وسهولة تكييفه ويسمى ايضا بعض الاحيان بالدهله او الغرين وهو يعمل حسب قول البعض من العارفين بفعل تركيبه ومعادنه التي هي بالحقيقه كالمعادن الموجوده بأجسامنا لأنهم كما يفسرون والله اعلم فأننا كما ذكر بالقرآن الكريم فأن الله خلقنا من طين ايضا اي هناك تجانس او توافق بين اجسامنا والطين ولا يرفض احدهما الآخر من ناحية الطاقه خصوصا

والبعض من المختصين يفسرون بأن الماء الموجود بالأوعيه الفخاريه يعتبر ماء حي وليس ماء ميت كتلك المياه الموجوده ببطالة الماء الصناعيه البلاستيكيه او تلك لمياه الحنفيه الماره بأنابيب لكيلومترات عدة من الامتار وتحت ضغط عالي يفسروه بأنه يعمل على قتل الطاقه الحيويه الموجوده بجزيئات الماء وحسب تفسيرهم لحيوية المياه الفخاريه كونها قلويه اي الپي أچ لها - PH - اعلى من سبعه وقلوية مياهها تصنف شويه اقل من تلك لمياه زمزم وكلنا يعرف انه صحيا كلما قلت القلويه وازدادت الحامضيه باجسامنا فهذا الوسط الحامضي يكون اكثر مناسبا لتواجد البكتريا الضاره صحيا

ولهذا الدور الكبير لهذه الاوعيه الفخاريه بحياة آبائنا وأجدادنا فكانت اهالينا تتداول امثال كثيره يتم بها ذكر هذه الاوعيه ومن الأمثله عليها

ستين رجال على گحف أزرگ
يحك بالگحوف ويگول يا رب شوف
مستقبل التنگه گحف
خمسمية عمامه على گحف أزرگ
گحف المفطور ما ينكسر
مثل ناگوط الحب ويضرب للقله والبخل او للعمل المتلكأ وغير السريع اي للبطء
ما منگوبه الا تخر
لا تصير مثل زنبور اللي بالتنگه
الكواز يشرب ماي بالتنگه المكسوره
مكسوره وتبرد
الله يرحمچ ام أحمد فراشچ حار وشربتچ تغني
خاشوگه خاشوگه تنترس البستوگه
يا بستوگه جاچ غطاچ

وهناك مثل سوري اعجبني كثيرا اخبرني به اخ كريم ويقول المثل

- الفخار يكسر بعضو - حيث المثل يضرب للأشخاص السيئين والمتشابهين بالصفات والخلق السيء كمثل حال سراق او شقاوات فهؤلاء ينتهي الحال بهم ان يعتدي او يقتل احدهم الآخر وهذا مستنتج من حيث اصحاب المحلات للأوعيه الفخاريه وخاصة بترتيبها او عرضها للبيع او نقلها فتنكسر البعض منها بفعل التصادم او السقوط على البعض.

وهنا احب ان اضيف ما اخبرني به الأستاذ الفاضل الكريم الأخ ضياء الشيخلي من ان البعض من هذه الخزفيات او الأوعيه الفخاريه قد يحصل بها تهريب او ثقب مع الزمن فلتصليح هذا الوعاء وتجنب رميه او استبداله فعامة الناس وخاصة ممن حالتهم الماديه غير ميسوره فتراهم يستعملون الُسكْري وهي مادة فخارية مطحونة ناعمة من نفس مادة التنگة أو الحب ، ولها عدة استخدامات منها تصليح التنگة المنگوبة ( المعيوبة ) أو الحبانة وذلك بخلط مادة السكري مع ماده صمغية ، ربما الشريس ولصقها على المكان المعيوب وهو يتذكر اسم هذه الماده التي يطلق عليها حينها ب إصلاح .
ختاما اذكر بأن التعرق من اجسامنا صيفا او خلال جهد عالي معين هو مثال آخر لنضوح الماء عبره وبالتالي عند مرور الهواء او ملامسته لجسم الأنسان او الوجه فسيعمل على تبخير العرق وبالتالي سحب الحراره من جسم الأنسان وبالتالي هذا الاحساس الطيب او الجميل بالراحه حيث قلت درجة حرارته ولو قليلا جدا وهذا التعرق هو مثال حي للتبريد التبخيري والذي يحصل بأبراج محطات الكهرباء الذريه حيث نشاهد السحاب او التكتلات البيضاء الخارجه من هذه الأبراج لبخار الماء

أطفال الگاردينيا

  

إذاعة وتلفزيون‏



الأبراج وتفسير الأحلام

المتواجدون حاليا

1266 زائر، ولايوجد أعضاء داخل الموقع