(تباعد مكاني) وليس (تباعد اجتماعي)!

                                                  

                الدكتور أكرم عبدالرزاق المشهداني

(تباعد مكاني) وليس (تباعد اجتماعي)!

وجهة نظر بشأن مصطلح "التباعد الاجتماعي" المتداول مع جائحة كورونا..

مع ظهور وانتشار وباء كورونا في العالم برز صحياً واعلامياً تداول مصطلح "التباعد الاجتماعي" Social Distancing كوسيلة من وسائل الوقاية اللازمة ضد انتشار العدوى. وانا شخصيا (وبحكم تخصصي الاجتماعي) كنت وما زلت لا اميل مع هذه التسمية ولا استسيغها واراها لا تتفق مع دلالات مصطلح ((اجتماعي SOCIAL )) والذي لا يأتلف في محتواه مع دلالات معنى (مسافة التباعد المكاني او الوقائي) التي اراها الاصح، كما تستخدم الجهات الصحية الدولية تعبير المسافة الاجتماعية Social Distancing, Quarantine, and Isolation او العزل، ويسمى أيضًا التباعد الجسدي وهو عبارة عن الحفاظ على مسافة أو مساحة بين الأشخاص للمساعدة على منع انتشار المرض. للمساعدة على إبطاء انتشار (COVID-19) وتقليل خطر الإصابة به.

فما هو (التباعد الاجتماعي) كما تراه الصحة الدولية؟

هناك أسماء أخرى اقترنت بمصطلح (التباعد الاجتماعي) ومنها (المسافة الاجتماعية Social Distance) والتي تسمى أيضًا "المسافة البعيدة" أو (المسافة الآمنة) Safe distance وتعني الاحتفاظ بمساحة بينك وبين الأشخاص الآخرين خارج منزلك.
وحيث ينتشر COVID-19 بشكل أساسي بين الأشخاص الذين هم على اتصال قريب من خلال رذاذ القطيرات الصغيرة الناتجة من السعال والعطس يمكن أن ينتشر أيضًا من خلال الاتصال اليومي، مثل المصافحة أو مشاركة الأشياء أو لمس الأسطح المشتركة. وقد لا تظهر أعراض على بعض الأشخاص، لكن لا يزال بإمكانهم نقل الفيروس إلى الآخرين. حتى عندما يشعرون بتحسن، قد يستمرون في نشر الفيروس لبعض الوقت. لذلك تنصح منظمة الصحة الدولية WHO بوسائل وقائية لازمة لممارسة (الإبعاد الاجتماعي أو الجسدي او الفيزياوي) ومنها اهمية البقاء على مبعدة 6 أقدام على الأقل من الآخرين، وكذلك الابتعاد عن الأماكن المزدحمة وتجنب التجمعات الجماهيرية. بالإضافة إلى الخطوات اليومية لمنع Covid-19 ، ويُعد الحفاظ على المساحة بينك وبين الآخرين أحد أفضل الأدوات التي يجب أن نتجنبها للتعرض لهذا الفيروس وإبطاء انتشاره محليًا وعبر الدولة والعالم.
وختاما اقول ان الابتعاد المقصود هو ابتعاد فيزياوي جسدي ومكاني وليس ابتعاد اجتماعي، فالابتعاد او مصطلح "التباعد الجسدي". يساعد على التأكيد على أهمية الحفاظ على مسافة جسدية، ولكن مع أهمية الحفاظ على تواصل اجتماعي وعاطفي مع الأصدقاء والعائلة، ففي الأوقات العصيبة، نحتاج إلى دعم بعضنا بعضًا اجتماعيا ونفسيا ومعنويا، مع الحفاظ على التباعد الجسدي قدر الإمكان وليس التباعد الاجتماعي..
فلنقل (تباعد مكاني) او (وقائي) وليس (تباعد اجتماعي ) ...

  

إذاعة وتلفزيون‏



أفلام من الذاكرة

الأبراج وتفسير الأحلام

المتواجدون حاليا

931 زائر، ولايوجد أعضاء داخل الموقع