الانتفاضة عززت المشاركة والمساوات بين الرجل والمرأة

                                                    

                         طارق رؤوف محمود

الانتفاضة عززت المشاركة والمساوات بين الرجل والمرأة

ميثاق الأمم المتحدة الذي وقع في سان فرانسيسكو في عام 1945 أول اتفاق دولي يعلن المساواة بين الجنسين ،وهي خطوة متقدمة لإزالة الفوارق بينهما ، وبنفس الوقت هي مناسبة تحتفل بها الأمم المتحدة والمجموعات النسائية في العالم. و بلدان عديدة اعتبرت هذا اليوم عيد وطني . .
ألا مساواة في عالمنا العربي لم يعد يتلاءم مع عصرنا الراهن ، هذا ما أعتبرته الأمم المتحدة تعثر في مسيرة التقدم وعزت ذلك إلى ثلاثة نواقص ،هي نقص إنتاج المعرفة ، ونقص الحريات ، ونقص المساواة بين الإناث والذكور . .
ويجسد عجز بعض المجتمعات والحكومات عن استيعاب المرأة ككائن حر هو تعثر الحداثة وإمعان في التخلف من خلال تقاليد وأعراف اجتماعية ما زالت قائمة ومؤثرة في مجالات عديدة داخل مجتمعاتنا العربية . .
فالقضاء على التمييز ضد المرأة في عالمنا العربي وتحقيق المساواة بين الجنسين يتطلب بلوغ ما يتجاوز المؤشرات والأهداف التي التزمت بها الدول العربية كحد ادني ليرقى إلى مستوى المساواة الانسانيه والدستورية في أفضل مستوياتها.
إن المجتمع الدولي اعتمد اتفاقية القضاء على جميع إشكال التمييز ضد المرأة ، واحترام حقوقها كإنسانة وكمواطنه باعتبارها حقوق كفلتها الشرائع السماوية وتضمنتها المواثيق الدولية لحقوق الإنسان.

ان نساء العراق يتمتعن بثقافة عالية ووطنية متجذرة وهنالك الكثير من الشواهد على نضال المرأة مع الرجل ضد الاستعمار والاحتلال والظلم خلال القرن الماضي والحاضر حيث تعرضت للاعتقال والسجن و التعذيب والتشرد ، ولم تثنيها كل التهديدات وأساليب العنف من مشاركة اخاها في النضال من اجل الشعب والوطن طوال السنين الماضية ، وها هي الان تتتحدى الفاسدين والقتلة بمشاركتها مع اخوانها الشباب المنتفضين ضد النظام الفاسد من اجل وطن ، لم تكترث أيضا لكل التهتيدات والخطف والاعتقال والرصاص الحي والغازات السامة والسكاكين تقف بتحد جنبا الى جنب مع اخوتها الشباب الثائر ضد المجرمين القتلة والمفسدين .
لا يمكننا تجاهل ماسي النساء في العراق لما أصابهن من ظلم شديد خلال الحروب والنزاعات الطائفية ، تحملن المسؤولية والآلام التي لا تتحمله أي امرأة في العالم . ومن الخطأ تقديم صورة للنساء العراقيات كضحايا فحسب إذ اثبتن خلال السنين الماضية شجاعة وباسا نادرا في التعامل مع أوضاعهن ، لتعويض ما فقدن من الرجال والحفاظ على أسرهن في ظروف الحرب والسلام... وتمسكهن بالثوابت الوطنية ،في المجال السياسي والمجتمعي ، ومكافحتهن كل إشكال التعصب والطائفية . .
وباستحقاق يجب تمكين المرأة العراقية من التمتع بكامل الحقوق التي كفلتها القوانين الدولية والداخلية وحقوق الإنسان والسماح لها بولوج معترك الحياة مسلحة بإيمانها من الإسهام الفعال في تنمية مجتمعها المحلي ووطنها وتحسين معيشة أسرتها وتحقيق ذاتها وإطلاق طاقاتها ومشاركتها في مختلف مناحي الحياة.
تحية حب واعتزاز لكل نسائنا لمشاركتهن الرجل في الانتفاضة من اجل وطن .

  

إذاعة وتلفزيون‏



أفلام من الذاكرة

الأبراج وتفسير الأحلام

المتواجدون حاليا

987 زائر، ولايوجد أعضاء داخل الموقع