الصراع الذاتي والموضوعي .. لمن الغلبة؟

                                             

                               رنا خالد

الصراع الذاتي والموضوعي.. لمن الغلبة؟

هل فعلا، ان عالمنا اليوم يشهد صراعا، لا يفقه مساراته؟ تساءلت مع نفسي هذا السؤال، بعدما لاحظت اننا نعيش بين صراعات متعددة، منها ما هو حولنا وضمن حياتنا ومنها ما تكون بعيدة جدا عنا، لكنها بالمجمل تشغل عقولنا .... وشخصياً، افهم ان الصراعات أنواع، وكل نوع، يحمل مسارات لا تشبه غيرها، لكني اتكلم عن الصراع من حيث وعي الافراد به ويمكن ان يكون شعورياً او لا شعورياً، فالأول يكون ضمن وعي الفرد به والقدرة على ادراكه، والثاني يكون اشبه بضوضاء تحيط بنا، تتعبنا دون جدوى.. فالسؤال يبقى قائما: هل الصراع يكون نتيجةً لغياب التوازن والانسجام والنظام في محيط اجتماعي معين؟ ام بسبب وجود حالات من عدم الرضا بخصوص دوافع شخصية داخلية وخارجية. ارجع وأقول حسب نوع الصراع أو المشكلة أو المصيبة وتأثيرها علينا، فمثلا البلد وما يعيشه من دوامات، يؤثر فينا ويجعلنا محبطين نحو مستقبل مجهول، وأخرى ربما تسري ضمن الحياة اليومية الخاصة والعامة. الصراع في الوجدان المبدئي يدعو صاحبه الى عدم ترك مكانه فارغا، ومن الضروري ان يملأه بما هو طيب وجميل كي يرضيه، وان لم يفعل ذلك فسيأتي من يملئه عنه بما لا يرضيه.. فالصراع الذاتي، والموضوعي، كالليل والنهار.. يتتابعان.. وهذا جوهر الصراع الذي نعيش في عالم اليوم!

وهذا الصراع، الذي اشرت اليه، يؤدي الى ضفة ثالثة من الصراع الانساني، وهنا يجب ان نتطلع الى هذه الضفة، التي تقوم على الايمان بالعقل وبالحقيقة التي ينبغي ان نتمسك بها، فالعقل هو القوة المحققة المنتظمة المتراكمة المكونة للتقليد الايجابي المستمر للصراع في الحضارة والمجتمع على مر العصور. ان العقل عدو الوهم، انه يجوب الآفاق سعيا وراء المجهول حتى يكشف عنه ويجلوه للعيان انه لا يكل عن نقد ذاته وسواه الى ان يقف على حقيقة الصراع الانساني، وهو منتظم وناظم يتدرج خطوة فخطوة ويربط حلقات المعرفة بعضها ببعض، وقد يخطئ في بعض الاحيان او ينحرف، ولكنه حريص على اكتشاف الضلال.. وهذا هو مقود الصراع الايجابي، بقيادة عقل راجح. قناعتي، ان الموقف الصحيح من الصراع، هو الموقف الذي يجمع محاولتين في آن واحد، الاولى تطبيق مجموعة من القواعد الموضوعية في رؤيا اوجه الصراع جهد المستطاع، والثانية ربط قيم ذلك الصراع الحياتي، بقيم الحق والخير بالقيم والمحاولتان ليستا منفصلين او متعاقبين انهما متحدثان بمعنى ان قواعد الصراع لابد ان تستمد شأنها من القيم الفلسفية والخلقية الانسانية، فالحق والصدق الذاتي لا ينفصلان، وفلاسفة الحياة كانوا على حق حين قالوا ان الصراع الذاتي والموضوعي لا يفترقان.

أطفال الگاردينيا

  

إذاعة وتلفزيون‏



الأبراج وتفسير الأحلام

المتواجدون حاليا

1008 زائر، ولايوجد أعضاء داخل الموقع