قصّتان وعبرتان

                                               

                          اسماعيل مصطفى

قصّتان وعبرتان

القائد التركي والصبي

كان أحد القوّاد العسكريين الأتراك يسير في أحد شوارع بغداد ومعه زوجته، فمرّ على مجموعة من الصبيان يلعبون، وكان بينهم صبي مشاكس، فركض باتجاه القائد وقرصه، فما كان من القائد إلّا أن أعطاه روبيّة وانصرف، فسألته زوجته متعجبة: اعتدى عليك، فلماذا أعطيته روبيّة؟!

فأجابها: لا عليك، سينال عقابه من غيري. عندها ركض الصبي صوب أمّه وقال لها فرحاً: قرصتُ الضابط التركي وأعطاني روبيّة،

فقالت له: في المرة القادمة اقرصه مرّتين حتى يعطيك روبيّتين.

ومرت الأيام، وإذا بضابط كبير له شوارب مفتولة يمشي مع زوجته في نفس الشارع، فركض إليه الصبي وقرصه مرّتين لكي يحصل منه على روبيّتين، لكن الضابط سحب القامچي (يشبه السيف) وضرب عنق الصبي فتدحرج على الأرض، وانصرف الضابط.

عندما سمع الضابط الأول بالحادثة:

قال لزوجته: إنّ الصبي قُتل بسيف غيري ولم أقتله بيدي، لقد قتلته عندما أعطيته روبيّة، والحقيقة أن أمّه هي التي قتلته.

----------
صاحب الطيور
كان في بغداد رجل يبيع ويشتري الطيور. ذات مرّة اشترى مجموعة من الطيور الباهظة الثمن، وبعد أيّام ضربت بغداد موجة برد شديدة مات بسببها جميع الطيور ما عدا طير واحد، فتأثر صاحب الطيور وأخذ يردد (إنّا لله وإنّا إليه راجعون)، ومن كثرة ما ردد ذلك حفظ منه الطير وأخذ يردد (إنّا لله وإنّا إليه راجعون).

ذات يوم، مرّت زوجة الخليفة فسمعت الطير يردد (إنّا لله وإنّا إليه راجعون) فأعجبها ذلك، فقالت لصاحبه:

بكم تبيعه؟

قال لها بألف دينار ( وكان مبلغاً كبيراً في ذلك الوقت)، فدفعت له المبلغ دون تردد. في حين أن الطيور التي ماتت كلّها لم يكن سعرها يساوي ألف دينار. لقد عوّضه الله جزاءً لصبره وقبوله بقضاء الله تعالى.

  

إذاعة وتلفزيون‏



أفلام من الذاكرة

الأبراج وتفسير الأحلام

المتواجدون حاليا

646 زائر، ولايوجد أعضاء داخل الموقع