أشهر صحيفة سويدية، تنشر مقال بِعنوان " الفظائع الآشورية لِداعش"

                                              

                        وسام موميكا

أشهر صحيفة سويدية، تنشر مقال بِعنوان " الفظائع الآشورية لِداعش"

نشرت صحيفة "kultur "السويدية ، وهي من أشهر الصحف بقلم كاتبها "Nils Forsberg" نيلس فورسبرج ، بتاريخ 6/ كانون ثاني/ 2019 مقالاً بعنوان: "الفظائع الآشورية لِداعش"...

حيث يقول الكاتب الذي زار المتحف البريطاني، القسم الآشوري، وبعدما إطلع على المنحوتات ودَقق فيها، إن ما قامت به داعش مستمد من أفكار وطرق الآشوريون القدماء من قسوة وإجرام بحق الشعوب ، وأنهم يمثلون تلك الحضارة .
ويعرض الكاتب آثار من المتحف البريطاني لملوك آشور منهم "آشور ناصر بال" ويُعلِّق عليها قائلاً: إنهم قساة لدرجة لا يمكن تصورها.
ويقول الكاتب:
لم تكن الدولة الإسلامية (داعش) أكثر من مجرد مجموعة أو كومة من الهواة باحثين عن المجد بِوحشية قاسية مُتشبهين بأولئك الآشوريون الذين حكموا من حوالي 2000-600 ق.م. وأصبحوا في النهاية قوة عظمى في المنطقة المحيطة بنهر الفرات ودجلة حول عراق اليوم.

الآشوريون: لقد قُطعت رؤوس مئات الأعداء وتراكمت رؤوسهم في أكوام أمام العامة ، وجاء آخرون بأذرع وأرجل مقطوعة أو عيون مفقوعة ، وبِخلاف ذلك كانت الوسيلة المفضلة لمن يستطيع الفرار للبقاء حياً ، وأحياناً يَتم تسير الضحايا كمجاميع بِلطف حتى يتمكنوا من التفكير في عقوبتهم والشعور بها وعدم الموت في الحال ، ولأن الضحايا يَبكون أكثر من اللازم ، فإن اللسان كان متهالكًا للتعبير عن مأساتهم ، فإذلال المهزومين كان ممنهجاً ، وإجبار كبار الشخصيات المُحتجزة عندهم مع أدوات المطبخ ، أو تقييدهم بكلاب الحراسة ، أو الحصول منهم على خلاَّط العجين (هاون طحين) لأرجل أسلافهم اللذين تم تعذيبهم قبل الموت ليتم طحنها.
فَمن بين إثنتي عشر قبيلة إسرائيلية تم تفريق عشرة منها في القرن السابع قبل الميلاد ، كما يقول الكتاب المقدس حيث أن الآشوريين أقصوهم من التاريخ ، فالآشوريون تحت إشراف الملك سرجون الثاني (الذي إفترضه أنا أنه "تولكين" الذي إلههم "سورون" الشرير وقاد إلى الإبادة الكارثية)، فقام سرجون بِترحيل آشوريين آخرين (يقصد ، بدل المسبيين من اليهود إلى بلاد آشور ) عندما هجَّرَ وأَحرق مُدنهم وأرسل قسماً من سكان بلاد آشور إلى مدن في جزء من مملكة إسرائيل ويقصد ( السامرة) ، فَلم يَكُن غرض الآشوريين هو التطهير العرقي فقط ، بَل جَلب الناس من موطنهم ، ومحو ثقافتهم وتحويلهم إلى شعب خاضِع للأشوريين.
ملايين النازحين خلال أيام المجد بين حوالي 900 و 600 قبل الميلاد، بما يُسمَّى بالمملكة الآشورية الحديثة ، ويتوقع الباحثون أن 4,5 مليون شخص قد شُردوا من مناطِقهم في حملات مختلفة.

يخصص الجناح الآشوري في المتحف البريطاني لآخر حكامهم العظام آشور بانيبال في عهد الإمبراطورية 668-627 ق.م. الذي إدعى أنه ملك العالم ، لم يكن إستيعابه معقول ، فقد كانت بلاد ما بين النهرين هي مسقط رأس الحضارة ومركزها حيث تأسست المدن الأولى منذ آلاف السنين وإمتدت المملكة من الخليج الفارسي في يومنا إلى سوريا إلى تركيا وعلى طول ساحل البحر الأبيض المتوسط إلى مصر.
أبقى آشور بانيبال أسلوب مُمثليه على العرش ، وفي حربه ضد العيلاميين سوَّىَ مدينة سوسة بالأرض ، وقطع رأس ملكها وإبنه ، وهذا الأمر يظهر على نِطاق واسع في نقوش القصر في نينوى أَطراف الموصل اليوم ، وهي الأجزاء الرئيسة من الآثار الموجودة في المتحف ، ويمكنك أيضا رؤية كيف يُصارع آشور بانيبال الأسود في حديقة القصر مع وجود رأس الملك العيلامي مُعلَّق على شجرة .

العدو اللدود بابل: لا ينبغي أن ينسى أحد أن الملك آشور بانيبال الذي أسّس أول مكتبة في العالم ، لم يتردد في مُعاقبة المُتمردين ضده بِمَن فيهم أَخوه "شمش-شوم-أوكين" الذي أصبح ملك بابل ، فَلم يَكن آشور بانيبال راضياً عَنه وأعتبره العدو اللدود المغتصب لبابل ، فأحرقه حيَّاً ، وبالمقارنة ، فإن أبو بكر البغدادي وغيره من قادة "داعش" يُظهرون ليسوا فقط غير مركزيين إلى حد ما في عملهم ، لكن أيضاً كأشخاص غير مُتعلمين .
تُهيمن عمليات نَحت المَنحوتات في المتحف البريطاني إلى جانب لوحات من مكتبة أشور بانيبال ، والحُلي فيها قليلة نسبياً ، وليس من السهل أَن تُفهم الصور المنحوتة (فَهي تذكر بِضع مِئات من الرحلات مترجمة). فَلا يوجد سوى عدد لا يحصى من الرجال ذوي اللحى الكبيرة ، ولكن إذا ركَّزت عليها بعض الوقت ، فستظهر تفاصيل التعذيب والموت ، والكتابة أيضا تُظهر عملية تسجيل الأحداث أَو الأعمال الدينية وفيها قصص موجزة عَن الخُطط.

الفزع والقرف للجميع: إنه عالم شرير وحشي بِشكل لايُصدق هذا الذي نَراه في الصور والنُصوص على المنحوتات الأثرية ، إنها حقاً القوة المُفرطة السخيفة ، فَصحيح أنه لم تكن أَفكار العصور القديمة تُعتبر جميع الشعوب ذي قيمة مُتساوية في الأُمور الإجتماعية والإقتصادية أَو تُفكر أَن إعادة التأهيل أفضل من العقاب، لكن طريقة الآشوريين في التَبَجح والتَباهي وإشهار القوة وإتساع قسوتهم ، لم تَكن لها مثيلاً يُعادلها في عصرها مثل المصريين ، الحيثيين أو المقاتلين اليونان والرومان ، وغيرهم .
ولا تزال صور قَسوتهم ليست بالغريبة للغاية عندما يُجلس شخص ليُشوى (ليُحرق) ، يمكنك أن تلاحظ أنه إذا بدأ الناس قساة بهذا الشكل ، فالحيوانات تبدو أَكثرُ عَطفاً مِنها . الثقافة المصرية القديمة المشهورة عالمياً، عُرفت بالقسوة لكنها كانت أَكثر فتوراً من الآشوريين.
مَنطق الآشوريون في تصرفاتهم هو أَنهم أرادوا إخافة كل من هو ضد السلطة ، ليكونوا هم أولاد سيئون بالمطلق في العصور القديمة.
فالعنف والبطش لا يُكافأ ، فَكل مدرسة لها بَصماتها المَنحوتة في ذلك اليوم ، ولكن إذا كان العنف والإرهاب شاملين بِما فيه الكفاية ، فَهو يؤثر ويعمل بشكل جيد ، لِذلك تَمكن الآشوريون من الإحتفاظ بالسلطة والتوسع لِمئات السنين أطول من العديد من الإمبراطوريات الأُخرى في نفس الوقت ، إنها النظرة غير المريحة التي يمكنك إستخلاصها من المتحف الآشوري.
لكن العنف لا يزال يُولد المزيد من العنف !؟ ممكن في بعض الأماكن ويبدو أنه يعود كَتُراث شرير لآلاف السنين على الرغم من أَن شر الدولة الإسلامية (داعش ) هو مجرد صورة مُقتبسة من ظُلم الملوك الآشوريين ، إلا أنه يُذكرنا بأن الحضارة هي طِلاء نحيف يمكن أن ينفجر ويطلق العنان للبربرية في أي وقت.

Nils Forsberg
محرر وناقد فني في الجانب الثقافي للصحيفة
عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.

رابط المقال باللغة السويدية :

https://www.expressen.se/kultur/nils-forsberg/assyriska-grymheter-som-far-is-att-blekna/?utm_medium=link&utm_campaign=social_sharing&utm_source=email

وأدرج أيضاً مقال الكاتب بثلاث صور نهاية المقال :

  

  

إذاعة وتلفزيون‏



أفلام من الذاكرة

الأبراج وتفسير الأحلام

المتواجدون حاليا

990 زائر، ولايوجد أعضاء داخل الموقع