في غَيهب يَمّ الألم

                                                       

                                حكيم الدّاوودي

في غَيهب يَمّ الألم

الى الراحل الولائي جاسم ... الذي حلّق قبلً أيام عالياً نحوالعلى. الذي تصفحتُ وجهه الجميل وقد بان عليه تضاريس وداع الغربة. وكأنه استعجل ليشَيخ مبكراً ليذبل اقحوان ساعاتة الاخيرة متهيئا لفضاء ربيع اشدّ تألقاً من هذا المكان. وكذا قلبه الطيّب اقحمه الوجع والحزن مبكراً مع سُحُب نوائب التهجيرمن وطنٍ جميل كتبَ لعشقه والده الشاعرالمبدع سيف الدين ولتراب الرافدين ودخلة الخيراجمل اغانيه الخالدة، الممهورة بالوجد والحنين ولصون الكرامة الانسانية اينما كانت. 

لا ادري يا ولائينا الكبير كيف تطيق صمت الرحيل دون مُحبيك؟ ، وانت الآن بلا حراك ، واشعارك المنضودة قلائدَ أمن وسلام دائمٍ في جيد كل عصفورمهاجرطريد ولحد الآن بلا مكان؟ امستْ ابياتك الزاخرة وحدها تراتيل سردية ثورية تؤرخ يوميات محارب وطنيّ عنيدٍ وقلّ أن يجود الزمان بمثله. نازلَ الظلم والجَوْ وكلّ محتل طاغِ اراد اذلال وقهرشعبه. توهّجت ذاكرة هذا اليساريّ الوفيّ شعلةً من التفاؤل بلا طمع في جاهٍ اومَغنمٍ مع اصراره على النضال حتى الرمق الاخير والوفاء في السيرعلى خطى - وطنٌ حرٌ وشعبٌ سعيد-.
أمضى قُدما نحوالغد المشرق، ولم يُنكّس يوماً رايته الفكرية مندّداً ومبدّدا بها دياجيرالجهل والظلام التناحر.. رغم صعوبة العيش مع فيض الحنين في مدن المنافي. ظلّ طودا شامخاً بلا غرور، وسخياً كغيمة ماطرة تسبق الريح في البذل والعطاء، ممتطيا بلا كلل اوملل صهوة شعره المفعم بالصورة الشعرية الدقيقة.كان سبّاقاً ودائم الحضور ومشاركاً في كل التجمعات الثقافيّة والجماهيريّة من خلال قصائده وخواطره النثرية المعبّرة عن معاني الكفاح ونثر بشائرروح التسامح والسلام الدائم بين الناس من خلال القائه الجميل السلس لقصائده الانسانية بلا ضجيج ومكانتها العالية في حنايا الأنفس التواقة لها.
فنمْ يا شاعرالمنافي قرير العين. ادّيت رسالتك العظيمة ووفيّت لمبادئك الانسانية.
سيبقى ذكرك في القلب خالدٌ. وفي عناء توفيرالخبز في بيت كلّ كادحِ مُعْدَم.
فالولائي مثله مثل الكثير من شعراء الوطن (شــاعرٌحمــل فــي نفسه كل نقــاء العالــم، عــاش مــع الحــروب ِوالفقــد، ورحيــل الاصدقــاء، واســتمرالألــم يُفقده سنين عمره حفنة تلو الاخرى). مقتبس من الشاعرالمبدع حيدرالشنان).

في تعاريج مِحن الايام
صور اعوامٍ مّرت كاالثوان.
احبةٌ تركوا فينا اثراً
من نسيج شمائلهم
وبدت الدنيا لكل مفجعِ بعدهم،
مَحض تسويفٍ من خيالٍ عابر..
كل امرءٍ عفيف الضمير مثله
سيترك دخانه ناصعاً
هوذا جوهر وجوده بعد مضيه
نحو عالم الفناء .
رحماك رب الخلقِ والمنايا ..!
كيفَ يموت الطيّب،
وتُبْقي البليد
طليقاً حيناً ،
من الدهر للعبثِ ؟
كل مٌحبّ مصدوم له ،
تمرغه في وحل صبره ، في صمته الفتّاك
وما سّر هذا الخَطْب في غير اوانه
ارتعدت لخطبه فرائص القوافي
من يملك منكم ،ردٌّا مقنعٌا
لعزاء نورس غاص في غيهب يمّ الألم
غير سجايا دمثك الطيّب التليد تخلد بيننا ،
فلنا ولهم ، وصلٌ من الصّبر ،
فلكلّ مُحبٍّ مُحيّر من دونكَ سائل..
صدّمة مُرّة، طعمها كصنو العَلقم
لنا غصّة أنين والايام لاتجرعها
فكيفَ بنا يا ربي !
على مرّ ذكرى الاعوام.... نتجرّع؟..
حكيم الداوودي

أطفال الگاردينيا

  

إذاعة وتلفزيون‏



الأبراج وتفسير الأحلام

المتواجدون حاليا

822 زائر، ولايوجد أعضاء داخل الموقع