خدعوها بقولهم حسناء

                                             

                                                        هناء الداغستاني


جلست وهي تنظر بحزن الى الافق البعيد وهي تتساءل اين من كانوا يبحثون عني ويتمنون التراب الذي كنت امشي عليه وكانوا ينتظرون ان اكلمهم ولو بكلمة واحدة...

واين امي وابي وكل الذين كانوا لايملون من اطراء جمالي ورفض كل من يتقدم للزواج مني الا اذا قبل بالشروط التعجيزية المتمثلة بتسجل بيوت وسيارات باسمي ووضع رصيد كبير لي في البنك وغير ذلك من الامور المالية التي اعجزت الكثير منهم وجعلتهم يولون الادبار هاربين من هذه الشروط التي كان ابي وامي لايحبان ان يتناقشا فيها وكنت افرح وانا اراهما ينهيان الحديث بقولهما هذه شروطنا فان اعجبتكم فاهلا وسهلا وان لم تعجبكم فمع السلامة لان ابنتنا جميلة جدا وهناك الآلآف الذين يتمنون رضاها ويقدرون جمالها بثقل وزنها ذهبا ومع الاسف عرف الغرور طريقي الي واصبحت اتمرد على كل شيء وحتى دراستي اهملتها ومشيت وراء كلام امي الله يرحمها التي كانت تقول لي لست بحاجة الى الشهادة لان جمالك هو شهادتك وسيأتي من يقدره وسترين وفعلا كان يأتي من يقدر جمالي ولكني كنت ومن شدة غروري ونرجسيتي ارفض طمعا بالاوفر مالا متحججة بهذا سمين وهذا ليس عنده شهادة وهذا وهذا وهذا الى ان اصبحت انسانة تائهة لاتعرف ماذا تريد مع رفض اخوتي واخواتي لكل الذي كان يحدث ولكني تنمرت عليهم واصبحت بيننا ثغرة كبيرة جعلتهم ينظرون الى مستقبلي نظرة خوف وهلع ولم تجد نصائحهم لي نفعا ومرت الايام وتزوجوا وبقيت انا وحدي وبدأت اشعر انني اخطأت بحق نفسي ولكن بعد فوات الاوان فرحت اقلل من شروطي ولكن لا فائدة فالكل هرب وتزوج واصبحت له حياته الخاصة به ولم يعد ينفع الندم وسرح فكرها بعيدا ليتوغل في الماضي السحيق وها هي تسمع ضحكة والدتها التي كانت ترج البيت رجا وهي تتباهى وتقول الحمدلله على هذا الجمال الذي توج ابنتي من رأسها الى قدميها ولن ازوجها الا لمن يقدر جمالها ويعرف قيمته فاستهزأت هاهاهاها نعم جمالي الذي انقلب نقمة علي وبقيت انا وياه ولم يأت من يقدره بقناعتي التي لم اناقشها يوما هل تفكيري صح ام خطأ؟وهل اذا اقتنعت انا وتزوجت فهل سيقنع زوجي بالجمال وحده؟وهل هو كاف لبناء حياة زوجية سعيدة؟كان غرورا؟؟نعم هكذا كنت ولكن مع بدء العد التنازلي للعرسان خوفا من غروري ولؤمه وبعد ان بدأ الزمن يرسم خطوطه الواثقة والصارخة ليثبت وجوده الذي تعمدت ان اتجاهله او ربما اردت ايقافه عرفت اني كنت عنيدة مع نفسي وظلمتها ولم احاول تغذيتها بالعلم والمعرفة او تعويضها عما فعل بها جمالي الفارغ الذي اوهمني او بالاحرى انا اوهمت نفسي انه كل شييء ونسيت او تناسيت ان الجمال هو جمال الروح والعقل هاهاهاها فهمت هذا بعد ان افلست واصبحت بلا معالم مفهومة وواضحة ولابرر ظلمي لنفسي التي هرمت قبل آوانها بخداعها بالجمال الزائل الذي تكبر على الكل واصبحت انظر الى اخواتي وصديقاتي اللواتي اكملن دراستهن واستقرن في بيوتهن نظرة متحفزة واعية لاصحو ولو متأخرة ولكن بقناعة ان علي البدء وبقوة لاغلب الزمن الذي عاندته بغرور وتعنت ولاوقف تهكمه الذي يلاحقني اين انت ياحسناء؟؟

  

إذاعة وتلفزيون‏



أفلام من الذاكرة

الأبراج وتفسير الأحلام

المتواجدون حاليا

796 زائر، ولايوجد أعضاء داخل الموقع