لمحة تاريخية عن انشاء اشهر قاعة مؤتمرات في بغداد

                                            

                     طارق رؤوف محمود


لمحة تاريخية عن انشاء اشهر قاعة مؤتمرات في بغداد

في أعوام الثمانينات وما قبله تفتقر المنظمات والجمعيات المهنية الى قاعات للمؤتمرات التي تتسع لعدد اكبر من أعضائها بدلا من القاعات الصغيرة المتوفرة لديها في حينه .

وفي عام 1980جرت انتخابات نقابة المحامين العراقين في مقر محاكم الرصافة في منطقة القشلة لعدم وجود قاعة كبيره لدى النقابة تستوعب المحامين ، وقد فاز بهذه الانتخابات المحامي الشاب حامد الراوي نقيبا للمحامين وكان يحمل أفكار وتطلعات ترقى بالنقابة الى المستوى الذي يليق بها ، ومن ضمن مشاريعه كان يأمل انشاء قاعة للمؤتمرات على قطعة الأرض الكبيرة الملاسقة لبناية النقابة في منطقة المنصور والتي منحت للنقابة من قبل رئاسة الجمهورية ، وفعلا بدأ الاعداد في الدورة الثانية عام 1982 واعدت دراسات ومخططات وشروط لغرض إعلانها كمقاولة ، لاكن المجلس كان متردد خشية عدم ايفاء المقاولين بالتزاماتهم الامر الذي قد يحرج المجلس امام زملائهم المحامين وهكذا استمر الحال بالمشاورات والتمعن الا ان علموا يان الدولة قد أسست (شركة للمقاولات الانشائة العراقية) تتمتع بصلاحيات يمكنها انجاو مثل هذا العمل وعينت الدولة رئسا لها في حينه المهندس عدنان القصاب .
وفي عام 1982 كان مجلس نقابة المحامين مؤلف من الأستاذ حامد الراوي نقيبا للمحامين والأستاذ عادل عبد الغني وكيلا للنقابة والأستاذ طلال الفيصل امينا للسر والدكتور محمد جابر الدوري امينا للصنروق والسادة فهران الدليمي وصبري عبد مهدي وعز الدين النعيمي ونعمة النعمة وعبد اللطيف الجميلي وفازع فجر القصير أعضاء في المجلس ، وفي احدى اجتماعاته وجد المجلس ان افضل حل ان تقوم الشركة الحكومية هذه بانشاء القاعة للتخلص من أي شكوك او خطأ وفعلا اوفد المجلس الأستاذ عادل عبد الغني للتفاوضل مع رئيس الشركة وقد حصل على الموافقة وشكلت النقابة لجنة وتم التعاقد مع الشركة وفق شروط النقابة بمبلغ اجمالي بحدود ربع مليون دينار عراقي كما أتذكر وكلفت النقابة لجنة برئاسة الأستاذ عادل عبد الغني للاشراف على تنفيذ العمل وكلفت مدير الإدارة طارق رؤوف بالمتابعة ، وبوشر بالعمل .
ومن خلال الحفريات بعمق مترين او اكثر عثر المهندسين والعمال على ( طابوق فرشي اصفر) يعود لحقبة السومريين وكل طابوقة مختومة بختم خاص بكلمات سومرية ولم نعرف كيف وصلت الى ارض النقابة ، وتم اخبار دائرة الاثار وعل الفور حضروا وتم نقل جميع الطابوق المستخرج من قبلهم .
وبعد مرور اكثر من عام تم انجاز بناية القاعة وملحقاتها وتم استلام القاعة من قبل لجنة الاستلام وكانت في غايت الروعة والجمال والسعة تحيطها حدائق من ثلاث جهات وترتبط الجهة الرابعة ببناية النقابة المجاورة ،اما بابها الرئيسي فيتصل بالشارع العام .
والقاعة وملحقاتها مجهزة بمكائن تكيف مركزي ملحق بالبناية وتحتوي على مسرح مغلف مع شاشة كبيرة مغطات بستائر بالإضافة الى قاعة استقبال كبيرة مع غرف للإدارة وجدران القاعة منظمة لامتصاص الصوت وجهزت القاعة وملحقاتها بالاجهزة الكهرباية والصوت ، وماكنة سينمائة لبث الأفلام وغيرها وشبابيك القاعة بالزجاج الملون ، وكثير من ميزاتها اجهلها الان لمرور الزمن .
وعلى اثر ذلك اوفدت النقابة كل من الدكتور محمد جابر الدوري امين الصندوق وكاظم لامي عصوالمجلس الى خارج العراق لغرض شراء اثاث يليق بمثل هذه القاعة وتم ذلك فعلا وبمبلغ اقل من عشرين الف دولار كما أتذكر .
تعد القاعة في حينه من افضل القاعات في بغداد على الاطلاق وكانت مثار واعجاب رؤساء المنضمات المهنية المجاورة للنقابة واستخدمت في مناسبات وطنية ومؤتمرات عراقية وعربية وتم فيها اجراء انتخابات مجالس النقابة على مر السنين ولحد الان .
الغرض من نشر هذا الموضوع هو تكملة لما نشرته من مواضيع عديدة وثقت فيها تاريخ النقابة والقوانين التي صدرت لممارسة عملها وكذلك مجلة القضاء التي تصدرها النقابة ومن اول عدد وأسماء المحامياة من الرعيل الأول ، واسماء نقباء المحامين وأعضاء المجالس منذ التاسيس ، وغير ذلك وفاء للنقابة .

أطفال الگاردينيا

  

إذاعة وتلفزيون‏



الأبراج وتفسير الأحلام

المتواجدون حاليا

784 زائر، ولايوجد أعضاء داخل الموقع