قرءات في صحف عراقية قديمة

                                                    

                        ماجد عبد الحميد كاظم

م/ قرءات في صحف عراقية قديمة

بتاريخ 14 / 1 / 1935 وجه السر جون كادمان " رئيس شركة نفط العراق" رسالة يشكر فيها الملك غازي لتشريفه الحفل الكبير الذي اقيم في كركوك لمناسبة افتتاح مشاريع نفطية رئيسية في كركوك ، شارحا سياسة الشركة النفطية في العراق و عمليات استخراج النفط وتسويقه ومدى اهمية ذلك بالنسبة الى العراق، وبهذه المناسبة وجه الملك رسالة الى المذكور ، وقد اوردت ذلك جريدة الاخاء الوطني التي يتولى تحريرها ( المحامي محمد يونس السبعاوي) بعددها 846 الصادر في بغداد صباح الثلاثاء 10 شوال سنة 1353 الموافق 15 كانون الثاني 1935 :


خطاب صاحب الجلالة الملك جوابا على خطاب السر جون كادمن في كركوك

اشكركم على خطابكم البليغ والتمنيات الطيبة التي وجهتموها الي والى بلادي ويسرني ان ارحب بكم والوفود التي حلت بننا في هذه البقعة من عراقنا العزيز.ان وجود هؤلاء الذوات الذين جاؤونا من اقاصي الممالك المختلفة هي الدلالة الكافية على ما لمشروعنا الحاضر من الاهمية في نظر العالم. ارجو ان يكون اجتماعنا هذا مفتتح عهد يعود على العموم بالخير والبركة.
ان المادة النفطية التي استوطنت بطون هذه البقاع عصورا مديدة لم تكن مجهولة عند اسلافنا الاقدمين وقد خرجت الان الى سطح الارض ، واصبحنا لا نلتفت الى اي من زوايا المجتمع البشري الا ونرى لها أثرا بارزا واذا ما اردنا ان نتصور سير التقدم بدونها لا نستطيع.
هذه المادة التي قدر لبلادنا ان تكون غنية بها قد بدأت بفضل مساعدتكم تنساب في انابيب عبر الصحراء لتتصل باسواق العالم الخارجية. اننا في موقفنا هذا لايسعنا الا ان نثني الثناء الطيب على النظام الفني والاداري الذي مكنكم من تذليل الصعوبات الهائلة وساعدكم على انجاز هذا العمل الذي يعد بحق مفخرة من مفاخر الفن الحاضر ولا شك ان انجازه قبيل الميعاد فيه دليل بين على مبلغ الكفاءة والاستعداد اللذين امكن بهما رجال الشركة. اني لمغتبط جدا بان يكون سهم العراقيين في هذه الاعمال الانشائية كبيرا واننا لننتظر من الشركة ان توسع دائرة استفادتها منهم فتساعدنا على تدريبهم وتعتمد في القريب العاجل على نباهتهم في تدوير شؤونها. ان التعاون الوثيق بين الشركة وحكومتنا قد رافق هذا المشروع في تقدمه فأملي ان يستمر ناميا في المستقبل لانه العنصر الاساس الذي يتوقف عليه كل نجاح. فعراقنا كما لا يخفى عليكم بلاد على قدمه لايزال حديث عهد بوسائل العمران والتطورات الحديثة. وسيعتمد العراق على ينابيعه الطبيعية في استكمال مشاريعه وتقوية نهضته. لقد كان جلالة والدي المرحوم يولي هذا المشروع اكبر اهتمامه وما كان ليفعل ذلك لولا حرصه الشديد على تحقيق تلك الامنية.
وقبل ان انهي كلمتي احب ان اشكر صديقي وصديق المرحوم والي السر جون كادمن على هديته الجميلة وارجو ان يكون نتاج هذا المشروع عامل سلم ورخاء وان ينصرف رجال العلم في استخدامه الى ما ينفع البشرية ويقرب الامم بعضها من بعض ويساعد على تعاونها وتآخيها والله الموفق.

                              انتهى الاقتباس
مع تحيات معد قراءات في صحف عراقية قديمة
ماجد عبد الحميد كاظم

أطفال الگاردينيا

  

إذاعة وتلفزيون‏



الأبراج وتفسير الأحلام

المتواجدون حاليا

854 زائر، ولايوجد أعضاء داخل الموقع