قراءات في صحف عراقية قديمة

                                               

                     ماجد عبد الحميد كاظم

 م/ قراءات في صحف عراقية قديمة

نشرت جريدة ( العاصمة ) بعددها 222 الصادرة في بغداد في 2 محرم 1342 الموافق 15 آب 1923 مقالا بعنوان :

كيف يكون النواب

بينا قبل بضعة ايام في فصل خاص العناصر المهمة التي يجب ان تحل في مجلسنا التأسيسي ليتمكن من من وضع دستور أساسي يضمن للامة حقوقها ويوضح واجباتها ويؤسس لها حكومة تسير وفق القانون وقواعد العدل ويدقق المعاهدة العراقية البريطانية فيحل المعضلة العراقية كما تشاء الامة الا ان ذلك البحث كان من وجهة المقدرة العلمية اللازمة لمن يتبوأ كرسي التمثيل.
اما اليوم فانا نريد ان نلفت نظر القوم الى ما يجب ان يكون لدى من يمثلنا من الاخلاق اذ من الامور البديهية ان مثل الاعمال التي سيزاولها المجلس التأسيسي تحتاج الى الاخلاق الفاضلة اكثر من حاجتها الى المقدرة السامية في السياسة والاقتصاد او فروع العلوم العالية الاخرى.ويمكننا ان نقول ان المجلس لا يحتاج الا على عدد يسير من الاختصاصيين ينفذون بمداركهم الى اعماق المواضيع التي ستعرض ليميزوا غثها من سمينها فيبرموا النافع وينقضوا الضار غير ان مقدرة الاختصاصيين لن تجدي فتيلا ما لم توجد اكثرية مسلحة باخلاق فاضلة لا يلينها الوعد ولا يرهبها الوعيد.
ان المجلس التأسيسي وموقف البلاد السياسي الحاضر يحتاج الى كفاءة اخلاقية في حب التضحية والشجاعة والاقدام وخصلة آخرى قد ابتعتهاالالسن وادعاها ( من لم تمر ببابه) ونعني بها الوطنية، الوطنية الحقة الصادقة.
الوطنية كما يعلنها ادعياؤها تمشدق في القول، والاقتصار على التذمر حن جميع الحالات والسير في طريق المجد الكاذب لغايات ومآرب ختصة.
اهم مظاهر الوطنية ان يشعر المرء بان منزلة مصالح بلاده في مستوى مصالحه الخاصة فيوفق بينهما ويسعى الى تحقيقهما من طريق واحدة فالمجلس بحاجة الى كمية وافرة ممن لهم هذه الاخلاق وهذا الشعور وسوء المصير او حسن العاقبة امران منوطان بنجاح الامة في حسن اصطفائها نوابها وممثليها.
في البلاد كثير ممن تحلوا بمثل تلك الاخلاق ولولا ان الموضوع عام وان في امكان بعض الناس حمل كلامنا على محمل( البر وبغندة) لذكرنا الكثيرين من هذا القبيل ونرى ان من الافضل ان يقول المرء كلمته على صورة عامة ويترك اختيار الاسماء الى من لهم حق الانتخاب لينعمو ان احسنوا التصرف ويتحملوا تبعته ان اساءوا.
يحسب البعض ان العدو الذي يجب ان ان نكافحه واحد وعلى ذلك ان كل من كان خصما لذلك العدو جدير بالتربع على كرسي التمثيل اما نجن فنرى الاعداء كثيرين ولا يستطيع الاحتفاظ بالمصلحة الوطنية العامة الا من رزق حجى وشجاعة تجعلانه قادرا على مكافحة جميع الاعداء.
ان جهلنا اساليب السياسية واهمالنا الواجبات التي تستميت في في سبيل ايفائها الامم الراقية وانصياع الكثيرين منا الى دعاة السوء واعداء القومية العربية والتبجح الذي استحوذ عليها في ساعات الرخاء وانقربه الى تخاذل عند الحوادث الجلي كل هذه اعداء كادت تفتك بنا وتقضي على البقية الباقية من سجايا قوميتنا الخالدة.
فالمجلس مفتقر الى نواب شجعان يقابلون هذه الاعداء بصدور رحبة وثغور باسمة ليذللوا الصعاب ويجتازوا بهذا الوطن ما يعترضه من العقبات فعلى الفئة المهذبة المفكرة ان ترشد الشعب الى انتخاب امثال هؤلاء النواب.
انتهى الاقتباس

وتقبلو تحياة معد قراءات في صحف عراقية قديمة
ماجد عبد الحميد كاظم

أطفال الگاردينيا

  

إذاعة وتلفزيون‏



الأبراج وتفسير الأحلام

المتواجدون حاليا

582 زائر، ولايوجد أعضاء داخل الموقع