الأصمعي الجديد "الومبي"/ الجزء الثاني

                                               

                            اسماعيل مصطفى

الأصمعي الجديد "الومبي"/ الجزء الثاني

أنجبت محلة الأصمعي الجديد في البصرة المعروفة أيضاً باسم "الومبي" الكثير من الشخصيات المهمة على كافة الأصعدة الأدبية والفنية والعلمية والرياضية الاجتماعية وغيرها.

سنتطرق في هذا الجزء وباختصار شديد لعدد من هذه الشخصيات التي تركت بصمات واضحة في تاريخ الومبي.

الشاعر المعروف "أحمد حسن مطر" من أهالي الأصمعي الجديد "الومبي"، وهو يعد من أبرز شعراء الشعر الحر في العالم العربي، والكثير لايعرف أن أسرة هذا الشاعر قد تعرّضت لمضايقات شديدة وصلت إلى حد دهس أخيه الأصغر "زكي" من قبل سيارة تابعة لأمن السلطة في ثمانينات القرن الماضي ما أدى إلى موته، وكذلك تم إعدام أخ آخر للشاعر أحمد مطر اسمه "خالد" بعد سجنه مدة من الزمن ولم يعثر على جثته لحد الآن لا في المقابر الجماعية ولا في غيرها.

كما يعد "أحمد مطر" من أبرز الخطّاطين ورسّامي الكاريكاتور في العراق، وقد اضطر لمغادرة البلد بعد اشتداد المضايقات عليه من قبل السلطات. وكتب هذا الشاعر المئات وربّما الآلاف من القصائد التي تميّزت بالجرأة والانتقادات اللاذعة للأنظمة المستبدة وفي كثير من الأحيان كُتبت هذه القصائد بأسلوب تهكمي ولغة ساخرة رغم أنها تتناول مواضيع حسّاسة ومعقدة جداً فرضتها الظروف القاهرة التي مرّ بها العراق بشكل خاص والعالم العربي بشكل عام.

وتجدر الإشارة إلى أن والد الشاعر "أحمد مطر" قد تعرض أيضاً للاعتقال وسوء المعاملة من قبل عناصر الأمن رغم تقدمه في السن إذ كان عمره يتجاوز الثمانين عاماً وكان يعاني في ذات الوقت من العديد من الأمراض وضعف البصر، ومع ذلك كان عناصر الأمن يعصبون عينيه عندما يقتادونه إلى التحقيق في الأقبية المظلمة.

ومن الطريف أن نذكر هنا أن "أحمد مطر" كان يقوم في سبعينات القرن الماضي باعداد نشرات جدارية لبعض طلبة المدارس في العديد من المراحل الدراسية ويملأها بقلمه شعراً وقصصاً ونوادر وزخارف ورسوماً كاريكاتورية، وكانت هذه النشرات تحوز على جوائز تقديرية قيّمة من قبل شخصيات تربوية وتعليمية في محافظة البصرة لما تحتويه من مواضيع شيّقة وهادفة، فضلاً عن جذّابيتها التي تلفت انتباه الطلبة والمدرسين من مكان بعيد.

والكثير من أساتذة الجامعات ومدرسي الثانويات والاعداديات في البصرة يعرفون من هو أحمد مطر الذي اشتهر في عنفوان شبابه بقصائده الثورية وجرأته في تناول مواضيع حسّاسة في ظروف أمنية صعبة للغاية، ولهذا كان الكثير من الناس يخشى من المشاركة في المراسم التي تستضيف هذا الشاعر لتحاشي الاعتقالات الجماعية التي كانت تشنها السلطات في ذلك الوقت.

لافتة (على باب القيامة) للشاعر أحمد مطر

بَكى مِن قَهْريَ القَهرُ

وأشفَقَ مِن فَمي المُرُّ

وَسالَ الجَمْرُ في نَفْسي

فأحرَقَ نَفسَهُ الجَمرُ!

بِكُلِّ خَلِيَّةٍ مِنّي

لأهلِ الجَوْرِ مَحرقَةُ ُ

تُزمجرُ : مِن هُنا مَرّوا.

وإنّي صابِرٌ دَوماً على بَلوايَ

لَمْ تَطرُقْ فَمي شكوايَ

لَو لَمْ يَستَقِلْ مِن صَبْريَ الصَّبْرُ!

وَلَستُ ألومُهُ أبَداً فَرُبَّ خِيانَةٍ عُذرُ!

أَيُسلِمُ ذَقْنَ حِكمَته

لِكَيْ يَلهو بِها غِرُّ؟!

أيأمُلُ في جَنَى بَذْرٍ

تُرابُ حُقولِهِ صَخْرُ؟!

أُعيذُ الصَّبرَ أن يُبلي

ذُبالَةَ قَلبهِ مِثلي

لِلَيْلٍ مالَهُ فَجْرُ!

أُشاغِلُ قَسْوَةَ الآلامِ:

ما الضَيْرُ؟

سَتصحو أُمَّتي يَوماً

وِعُمْري دُونَ صَحْوَتِها هُوَ النَّذْرُ.

فتَضْحَكُ دَورةُ الأيّامِ:

كَمْ دَهْراً سَيْبلُغُ عِندَكَ العُمْرُ؟!

أَدِرْ عَيْنَيكَ..

هَل في مَن تَرى بَشَرُ ُ؟

وَهَلْ في ما تَرى بِشْرُ؟

بِلادُك هذِه أطمارُ شَحّاذٍ

تُؤلّفُها رِقاعُ ُ ما لَها حَصْرُ.

تَوَلَّتْ أمرَها إِبرٌ

تَدورُ بِكَف رقّاعٍ

يَدورُ بأمرِهِ الأمرُ.

وما من رُقعَةٍ إلاّ وَتَزعُمُ أنَّها قُطْرُ!

وفيها الشّعبُ مَطروحٌ على رُتَبٍ

بِلا سَبَبٍ

ومقسومُ ُ إلى شُعَب

لِيَضرِبَ عَمْرَها زَيدُ ُ

ويَضَرِبَ زَيْدَها عَمْرو.

مَلايين مِنَ الأصفارِ

يَغرَقُ وَسْطَها البَحْرُ..

وَحاصِلُ جَمْعِها: صِفْرُ!

ألوذُ بِصَدْرِ أبياتي

وأُطمعُها وأُطمِعُني

بأنَّ أَتِيَّها الآتي

سَيَهدِمُ ما بَنى المَكرُ

فَيثأرَ بائِسٌ ويَثورَ مُعْتَرُّ.

وَأنَّ سَماءَها لا بُدَّ أن تبكي

لِيَضحَكَ للثَّرى ثَغْرُ.

تَقولُ: اصبِرْ على المَوتى

إلى أن يَبدأَ الحَشْرُ.

فلا عِندي عَصا موسى

وِلا في طَوْعِيَ السِّحْرُ.

سَماؤكَ كُلها أطباقُ أسْمَنْتٍ

فلا رَعْدٌ ولا بَرقٌ ولا قَطْرُ.

وَأرضُك كُلُّها أطباقُ أسْفَلْتٍ

فلا شَجرٌ ولا ماءٌ ولا طَيرُ.

فَماذا يَصنَعُ الشِّعرُ؟!

دَعِ المَوتى

ولا تُشغَلْ بِهَمِّ الدَّفنِ إذ يَبدو

لِعَيْنكَ أنَّهُم كُثْرُ..

بلادُك كُلُّها قَبْرُ!

لَقَد كَفَّرتَ إيماني

فَكَفِّرْ مَرَّة يا شَعبُ عن ذَنبي

عَسى أن يُؤمِنَ الكُفرُ!

وقَد خَيَّبتَ آمالي

فَخَيِّبْ خَيْبَتي يَوماً

وقُّلْ لِلشِّعرِ ماذا يَصنَعُ الشِّعرُ:

أنَسألُ عَن عَصا موسى...

وَطَوْعُ يميِننا قَلَمٌ؟!

أنَطلُبُ سِحْرَ سَحّارٍ..

وَمِلءُ دَواتِنا حِبرُ؟!

زَمانُ الشِّعرِ لا يَجتازُهُ زَمَنُ ُ

وَسِرُّ الشِّعرِ ليسَ يُحيطُهُ سِرُّ.

فَرُبَّ عِبارَة عَبَرَتْ

وضاق بِحَمْلِها سفْرُ!

وَرُبَّ هُنيْهَةٍ هانَتْ

وفي أحشائها دَهْرُ!

لَدَى خَلْقِ القَصيدَة تُخلَقُ الدُنيا

وفي نَشْر القَصيدَة يَبدأُ النَّشْرُ!

سَيَنبَعُ هاهُنا حُرٌّ

ويَنبِضُ ها هُنا حُرٌّ

ويَسطَعُ ها هُنا حُرُّ.

وَتُشرِقُ ثُلَّةُ الأحرارِ كالأسحارِ

تَحفِرُ في جِدارِ اللّيْلِ بالأظفارِ

حَتّى يُبهَتَ الحَفْرُ.

فَتَطلُعُ طَلعَةُ الآفاقِ مِن أعماق بُرقُعِها

وَيَهتِفُ ضِحْكُ أدمُعِها:

سَلاماً.. أيُّها الفَجْرُ !

الشاعر نزار الكناني

الشاعر "نزار جبار محمد الكناني" المعروف في الوسط الأدبي باسم "نزار الكناني" والذي يطلق عليه الكثيرون صفة "الطير المهاجر" هو من مواليد محلة الأصمعي الجديد "الومبي" عام 1962، ورغم الظروف القاهرة التى مرّ بها تمكن هذا الشاعر من شقّ طريقه بجدارة ليثبت أن الفقر والعوز الماديّ ليس حائلاً بين الإنسان وبلوغ ما يطمح إليه ويتطلع من التقدم والازدهار في أي مجال من مجال الحياة ومنها الشعر والأدب.

وعلى الرغم من أن الشاعر نزار الكناني هو من عائلة رياضية حيث كان والده "جبار محمد أحمد الكناني" المعروف رياضياً باسم "جبر محمد" بطلاً من أبطال العراق في السباحة وألعاب الساحه والميدان ويحمل أرقاماً عالمية، لكنه برز في عالمي الشعر والأدب بعد أن واجه ظروفاً صعبة منذ نعومة أظفاره خلقت بداخله حسّاً مرهفاً حفّزه على التعبير عن جراحاته من خلال القصائد الشعرية التي جادت ولاتزال تجود بها قريحته. كما انه يجيد التحدث باللغة الانجليزية بطلاقة كونه خريج كليه الآداب (الفرع الانجليزي) من جامعه البصرة.

وتعرض الشاعر الكناني إلى معاناة كبيرة ومضايقات كثيرة وصلت إلى حدّ الفصل من الدراسة والمراقبة الأمنية والمطاردة والاعتقال والتعذيب النفسي والجسدي في الأقبية المظلمة في ثمانيات القرن الماضي خصوصاً بعد هروب أخيه "ستار" إلى خارج العراق نتيجة تعرضه لظروف مشابهة.

هذه المعاناة التي مرّ بها الشاعر نزار أوجدت في نفسه ثورة من المشاعر المتأججة التي حوّلها إلى قصائد شعرية شرح فيها آلامه ومعاناته بطرق فلسفية متنوعة حيث استخدم ضمير الـ "أنا" في العديد من قصائده وهو يريد بذلك أن يعكس ويترجم للقارئ والمستمع معاناة وجراحات الآخرين.

ولجأ نزار في شعره لاستخدام أسلوب (السهل الممتنع) لأنه يعتقد بأنه الأفضل والأقرب إلى قلوب المعذّبين، وابتعد بذلك عن استخدام كلمات معقدة وصعبة الفهم في نسج قصائده.

وبعد مغادرته العراق انفتحت أمام نزار آفاق جديدة لكتابة الشعر الوجداني الذي يتسم بالأحاسيس الجيّاشة والعواطف الصادقة خصوصاً في مضامير المراثي والحكمة والدفاع عن المظلومين والمحرومين والمعذّبين عبر ألفاظ ومفردات منتقاة بدقة تدل على صدق المشاعر.

وأصدر الشاعر نزار الكناني ديوانه الأول "أجنحة الزمان" ثم "ليل تؤرقه الدموع" و"ملائكة الأرض" ولازال مستمراً بنتاجاته التي يقول عنها بأنه وجد نفسه في كنفاتها واستدل من خلالها على الغاية الحقيقية من "الشعر الوجداني" المتمثلة بإيصال صوت المعذّبين والمظلومين والمحرومين إلى العالم.

ومن دواوينه الأخرى "مسافر في طريق الحب" و"أشرعة العذاب" و"صمت العيون" و"أحلام الفقير" و"مشاعر مزّقتها الرياح". وقد ألقى الشاعر بنفسه الكثير من قصائده في مناسبات متعددة، كما لّحن طائفة منها ليبث عبر الأثير من خلال الإذاعات وشاشات التلفزيون من بينها "أنشودة أرض الحسين" و"أمّاه". كما قدّم الشاعر العديد من البرامج التلفزيونية بينها "كعبة الأحزان" حول واقعة الطف الخالدة.

نبذة من قصائد الشاعر نزار الكناني:

ياقلبُ لن نختلف...

غريبٌ أنتَ ياقلبي بلا وطنٍ

كموجِ البحرِ بالاعصارِ تنجرفُ...

تجوبُ الشرقَ كي تحظى بأمنيةٍ

وعنكَ الغربُ مثل الريحِ ينصرفُ...

جراحُ الصبرِ والاوجاعِ حاملها

فهل يوماً لك الأقدارُ تعترفُ...

كأنَّ الكونُ يا قلبي يعاندنا

لمنْ نحتار في البلوى ونختلفُ...

وجاء في قصيدته "يسقط الحكّامُ جمعاً" التي وردت في ديوانه "حارسة الصمت":

في بلادي المالُ أغلى

من حياةِ الأبرياءْ...

لايطيب العيشُ فيها

دون أن تجري الدماءْ...

في بلادي الناسُ تحيا

دونَ ارضٍ أو سماءْ...

يرتجونَ الصبحَ كي لا

يبقى باليأسِ المساءْ...

في منى الاحلامِ عشنا

حاءُنا من دونِ باءْ...

نحسبْ الساعاتَ نزفاً

والثواني بالبكاءْ...

ليتَ من عاشَ التمنّي

راجياً، يحظى الرجاءْ...

ليتَ للحكّامِ قلبٌ

خافَ من ربِّ السماءْ...

سارقُ الأحلامَ منّا

ليس منّا بل وباءْ...

جاء في وجهِ الردى

وارتدى ثوبَ الرياءْ...

يسقط الحكّامُ جمعاً

والذي بالزيفِ جاءْ...

إذْ سيبقى الشعبُ حيّاً

طالما يهوى البقاءْ...

وفي قصيدة أخرى حملت اسم "بنو النهرين" من نفس ديوانه "حارسة الصمت" يقول الشاعر نزار الكناني:

سقى الأزمانَ كأسَ الخلدِ حاضرنا

وفاضَ الخلدُ من أكوابِ ماضينا...

بنو النهرينِ لم نخشَ الردى يوماً

ولم تُثني العدا ابداً أيادينا...

من الاجسادِ درع الأرضِ نصنعنهُ

ومن نزفِ الدما تُسقى روابينا...

كقيسٍ لو حكى بالشعرِ عن ليلى

على سوحِ الوغى تُحكى حكاوينا...

جرعنا الصبرَ والأزمانُ شاهدةٌ

على جرحٍ بقى يسمو نياشينا...

وصمنا في عصورِ الضيمِ أزمنةً

توارى العيدُ عن ملقى أمانينا...

على أرضِ الإبا سالت مناحرنا

دماً والموتُ طولَ العمرِ ساقينا...

فمنْ أجلِ العلا لم ننحني ذلّاً

لانَّ الربَّ وقتَ الضيقِ حامينا...

وفي قصيدة حملت عنوان "اعدام شعب" يقول الشاعر نزار الكناني:

لاتُرتجى الاحلامَ في بلدٍ بقى

أمدَ العصورِ على المجازرِ عائماً...

أوترحمُ الحكّامُ نهضةَ أمّةٍ

والسيفُ أصبحَ منْ يُقيم وقائماً...

أمسى الصديقُ إلى القلوبِ عدوّها

والندُّ يدخلُ للصدورِ مسالماً...

للّهِ درّكَ ياعراقُ فمنْ اتى

لبناءِ صرحكَ جاءَ ارضكَ هادماً...

قُتلتْ مع الأقلامِ صرخةَ شاعرٍ

للموتِ أعرجَ بالشهادةِ حالماً...

صوتُ الحقيقةِ في العراقِ غزالةٌ

من كلِّ مفترسٍ يُطاردُ دائماً...

ليلٌ تفجِّرهُ القنابلُ مُشرقاً

والصبحُ تُدمعهُ الجنائزُ عاتماً...

فالحكمُ يصدرُ للطغاة براءةً

والشعبُ تنبذهُ العدالةُ مجرماً...

داوود الغنّام

يعد الاستاذ داوود الغنّام أحد أبرز الشعراء الشعبيين في منطقة الأصمعي الجديد "الومبي" وقد تمت الاستفادة من قصائده في إنتاج الكثير المقطوعات الغنائية والمنلوجات والأوبريتات التي عرض معظمها على شاشات التلفاز أو بثّت عبر الاذاعات والمهرجات الشعرية كمهرجان المربد الشهير.

بدأ داوود الغنّام الاشترك في المهرجانات الشعرية منذ الاعوام 1971 , 1972 وتميز شعره بعذوبته وألفاظه الجميلة والمعبّرة وبتنوعه ليشمل كافة نواحي الحياة ومن بين أشعاره (ياطير الرايح لبلادي) و(يلوموني خل يلوموني) و (ولو تزعل ولو أدري العتاب ايعذب الخاطر) وغيرها الكثير.

الفنان طارق شعبان يعرفه جميع أهالي الومبي باعتباره ملحناً للكثير من الأناشيد والأغاني التي انتشرت على مستوى العراق والعالم العربي. ومن الطريف أن نذكر أن عائلة هذا الفنان كانت كبيرة العدد بحيث يشكل شبابها لوحدهم ثلثي أعضاء فريق كرة القدم الذي يشارك في الدورات والمسابقات الرياضية التي كانت تقام في منطقة "الأصمعي الجديد" وعموم مناطق البصرة.

وكان لطارق أخ اسمه قاسم يطلق عليه صفة "السدّ العالي" لأنه كان يلعب بمركز خط الدفاع في منتخب البصرة لكرة القدم وكان يتميز بقدراته العالية على احباط هجمات الخصم لما يمتلكه من قوة بدنية وذهنية عالية في هذا المجال.

  

إذاعة وتلفزيون‏



أفلام من الذاكرة

الأبراج وتفسير الأحلام

المتواجدون حاليا

890 زائر، ولايوجد أعضاء داخل الموقع