حكايات حدودية

                                                   

                            ابن الرافدين


حكايات حدودية

ما ان وضعت الحرب مع ايران اوزارها وتم تطبيق مبدا وقف اطلاق النار في كافة جبهات القتال في الثامن من اب سنة 1988 حتي اندفع الجيش الي الحدود الدولية , في منطقة المــثلث العراقي التركي الايــراني تمت السيطرة علي كافة الاراضي العراقية الوطنية التي لم تسبق وان خضعت لسيطرة الحكومات المتعاقبة منذ بدء العهد الجمهوري لكونها ملاذات امنه مع مناطق كردستانيه اخري للحركات المسلحة الكوردية و احيانا مع احزاب المعارضه العراقية الاخري , والشئ نفسه كان ينطبق علي تركيا و ايران و لا يزال .

    

حيث لم تتمكن تلك الحكومات من ردع هذه الحركات و لسعة القاطع وقلة طرق المواصلات حيث كانت التنقل علي البغال الوسيلة الوحيدة لنقل موظفي الدولة والمعلمين و منتسبي الصحة و الاخرين .
انتشر العسكر علي الحدود الدولية و بالقرب من الدعامات الحدودية ونظرا لعدم وجود الطرق فكانت وسيلة الاسناد السمتي سيدة الموقف للتموين بالارزاق ونقل وجبات المجازين واعادتهم من والي قضاء الصديق انذاك و سوران حاليا.
الحدود الدولية في المناطق الجبلية تكون ضاهرة للعيان لأي شخص عندما يقترب منها , انها ليست خطا مرسوما علي الارض بل انها تكون علي الأغلب وادي او جدول ماء صغير او كبيراواحيانا نهراو اي عارض رسمته الطبيعه و يكون مدعوما بدعامات حدودية من منطقة الي اخري ومن الصعب جدا السيطرة عليه كليا لذلك يكون مكان لنشاطات المهربين والتجارة الغير شرعية ( القجغ ).
الحكاية الاولي : في صباح احد الايام الخريفية من عام 1988 و بالتحديد في شهر تشرين الاول حصل انفجار يبعد عدة مئات من الامتار خلف احد وحداتنا الماسكة للحدود مع الجارة تركيا و من دون التأكد من تفاصيله و مصدره هل كانت نيران صديقة بالخطا او احد الالغام التي كانت و لا تزال المنطقة تعج بها لحد الان وانفجرت بسبب الحيوانات البرية او من احدي المفارز لحزب ما معارض و التي تختبيء في المغاور و الكهوف او اي سبب اخر.
قام امر تلك الوحدة بادراج الحادثة في موقف الحركـات اليومي لوحدته و ارساله للتشكيل التي ينتمي اليه علي هذا النحو:
سقطت قذيفة مدفعية في م ت ..... خلف قطعاتنا و مصدرها الجانب التركي سجل مجلس تحقيقي بالحادث .
و اخذت الحادثة موقعا لها ضمن الموقف اليومي لذلك اليوم من التشكيل الي قيادة فرقتنا ومن ثم الفيلق و و و و ومــــن ثم الي وزارة الخارجية العراقية لتبلغ الجانب التركي اي وزارة الخارجية التركية بهذا الخرق للسيادة الوطنية.
وهكذا تعامل الجانب التركي بالاستفسار بنفس التسلسلات وصولا الي وحدة الدرك اي حرس الحدود التركى المقابلة لوحدتنا العسكرية التي حصل خلفها الانفجار و المعنية بالامر.
ما ان مر اسبوع و حتي تبلغنا من مرجعنا بأن الجانب التركي نفي حصول مثل هكذا التجاوز من قبل وحدة الدرك المقابلة المتواجدة علي الجانب الاخر من الحدود.
حين يتذكر الانسان تلك الايام رغم مرارتها و قساوتها و معاناتها يعرف مدي معني للسيادة علي كل شبر من ارض الوطـن , حيث انشغلت الدولتان علي نطاق السلك الدبلوماسى والدفاع بحدث لم يكون عملا عدائيا او اي تصرف من هذا القبيل .اما الأن فحدث ولا حرج عن الخروقات التى تكاد تكون يومية عبرالحدود و بكافة انواع الاسلحة و الطيران والعمليات البرية والتوغل داخل الوطن و انشاء القواعد و اضافة الي تصريحات اعلامية متشنجه.
الحكاية الثانية : اعتاد ن ع بريسم عندما كانت وحدته منتشرة علي الحـــدود الدولية مع الجانب المواجه للجارة ايران أن يرفع ابريقه كل صباح و يقتحم و يجتاز الحدود لعشرات من امتار ويفرغ ما في جــــوف امعائه في منطقة عبر الحدود و من ثم يقفل عائدا الي ارض الوطـــن مع ابريقه العزيزعلي قلبه , و في سبيل التندروالفكاهه ينقلون زملائه الخبر الي امر فصيله : ســــيدي ن ع بريسم رايح د ي..ري بأيران و حينئذ يغرق الامر بالضحك مع الحاضرين و حينما يعود يستقبلوه اي استقبال .
الحكاية الثالثة : في صباح احد الأيام تفاجأ حراس احد الوحدات بأثنان مـــن الجنود الايرانين لم يكن بمعيتهم اي نوع من السلاح و بلغوا امـــــــر وحدتهم بالخبر, و جاء الامر الي الحراس بردعهم و اجبارهم العودة الي مـــــن حيث اتوا خشية ان لا يكونا من طالبي اللجوء و يدخلون في دوامة و مشاكل هم في غني عنها في هذه المنطقة المقطوعة . لم ينصاعوا الي تنبيه الحــــــراس لهم بالصياح و الاشارات و ما ان اقتربوا و وصلوا الي النقطة تبين ان احـــــدهم يتحدث اللغة العربية بطلاقة و كان من منطقة ما من الاهواز و بعد الاستفسار عن غايتهم قال بالحرف الواحد (جينا من اجل قنينة عرق)!!!!!!!!!!!! ضحك الجميع و قال لهم الأمر ( روحو بابا روحو ويــــــــن اكو هيجي شى عبالكم ينام ابو خليل و ربعيته جوه راسه ) حينئذ رجعوا الـــى وطنهم خائبين بعد ان كانوا يمنون انفسهم بكعده شاعرية حلوة , يقال ان بعض من ابو خليل من صنف المدمنين علي المشروب قالوا : وين يا حسرة ؟

ابن الرافدين

  

إذاعة وتلفزيون‏



أفلام من الذاكرة

الأبراج وتفسير الأحلام

المتواجدون حاليا

772 زائر، ولايوجد أعضاء داخل الموقع