کابوس أم لعنة؟

                                                

                              سعاد عزيز

کابوس أم لعنة؟

في صيف عام 1988، وعندما أصدر الخميني، فتواه القاضية بإعدام قرابة 30 ألف سجين سياسي من أعضاء و أنصار منظمة مجاهدي خلق وفي ظل أجواء من السرية و الکتمان الشديد، لم يکن هناك في طهران من يصدق بأن معظم تفاصيل هذه المجزرة ستنکشف أمام العالم کله و تصبح بمثابة کابوس على رأس النظام أو لعنة تطارده و تقض من مضجعه، بل ولم يدر بخلد أحد من القادة و المسٶولين الذين شارکوا في تنفيذها، من إنه سيکون هناك من يطالب بإحضارهم الى لاهاي و محاکمتهم لإرتکابهم جريمة ضد الانسانية.

عام 2016، الذي شهد فضح و کشف ملابسات تلك الجريمة على أثر نشر التسجيل الصوتي لآية الله المنتظري، نائب الخميني أثناء تنفيذها، حيث أثارت ضجة واسعة النطاق و شکلت إحراجا غير عاديا لنظام الجمهورية الاسلامية الايرانية، خصوصا بعد أن أعقب کشف هذا الشريط، حملة المقاضاة التي قادتها زعيمة المعارضة الايرانية، السيدة مريم رجوي، والتي إستمرت لأکثر من سنة و تمخضت عن إيصال تفاصيل المجزرة المدعمة بالادلة و الوثائق الى الامم المتحدة، ناهيك عن العديد من المحافل و الاوساط و البرلمانات الدولية التي تحدثت أو خطبت فيها السيدة رجوي و هي تشرح تفاصيل المجزرة و تطالب بتشکيل لجنة دولية محايدة من أجل التحقيق فيها و کشف ملابساتها و محاکمة المتورطين فيها.
نشاطات و تحرکات مريم رجوي في خضم قيادتها لحملة المقاضاة، لم تکن طهران في مأمن من شررها المتطايرة عليها ولذلك فلم يکن مفاجئا عندما هاتف الرئيس الايراني نظيره الفرنسي يطلب منه ببذل جهوده من أجل کبح جماح المعارضة الايرانية في باريس، خصوصا بعد أن صار هناك حراکا داخل إيران کأحد نتائج و تداعيات حرکة المقاضاة و التي نجحت في سحب البساط من تحت أقدام"ابراهيم رئيسي"، عضو اللجنة الثلاثية التي نفذت المجزرة، وفشله في الفوز بالانتخابات رغم إنه کان مرشحا من قبل المرشد الاعلى و مٶيدا من جانبه.
الحراك الداخلي الايراني المتداعي عن حرکة المقاضاة، تزامن مع تنامي الغضب الشعبي عبر تصاعد الاحتجاجات في عام 2017، والتي أسفرت في نهاية المطاف عن إنتفاضة 28 ديسمبر/کانون الاول 2017، والتي هتف فيها الشعب بإسقاط النظام و رفض جناحيه على حد سواء، واليوم، وفي غمرة الاوضاع القلقة و غير المستقرة للنظام الايراني، وحاجته لشئ من التنفيس و تقليل الضغوط المتزايدة عليه، فإن تقرير دولي صدر يوم الاثنين الماضي، کشف عن إن السلطات الايرانية قد قامت قامت بتدمير وإعادة تطوير لمواقع المقابر الجماعية التي تشهد على جرائم حرب عام 1988، ووفقا لما ورد في تقرير أبرزته وكالة أنباء أسوشيتد برس الأميركية، فإن منظمة العفو الدولية وجهت تنبيها إلى عمليات الإعدام الجماعية التي نفذتها طهران منذ ما يقرب من 30 عاما، والتي جاءت ضمن الحرب الدموية مع العراق. وقال التقرير الذي أعدته منظمة العدالة من أجل إيران، إنه استطاع تحديد أكثر من 120 موقعا في إيران، يعتقد أنها كانت تستخدم مقابر جماعية في ذلك الوقت، كما يركز التقرير على سبعة مواقع أساسية تحتوي على شهادات موثوق بها، وتم توثيقها بصور وفيديو ولقطات من القمر الصناعي.
هذا التقرير الذي کما أسلفنا يأتي في وقت حرج جدا بالنسبة لإيران و يکشف عن معلومات حساسة لجريمة ضد الانسانية إرتکبتها السلطات الايرانية، من شأنه أن يفتح بابا جديدا ضد طهران قد يقود الى منعطف من شأنه أن يترك تأثيرات کبيرة على الاوضاع في هذا البلد الذي يعاني من مشاکل و ازمات جمة، خصوصا إذا ماعلمنا بأن هناك مشروع قرار لمجلس النواب الامريکي يتضمن مجزرة السجناء السياسيين في عام 1988.

أطفال الگاردينيا

  

إذاعة وتلفزيون‏



الأبراج وتفسير الأحلام

المتواجدون حاليا

777 زائر، ولايوجد أعضاء داخل الموقع