هل إن طهران لاتأبه حقا لنشاطات مجاهدي خلق؟

                                                    

                              سعاد عزيز

هل إن طهران لاتأبه حقا لنشاطات مجاهدي خلق؟

هناك الکثير من الحقائق الدامغة التي يمکننا إستخلا‌صها و إستشفافها من إنتفاضة 28 ديسمبر/کانون الاول 2017، لکن أهمها و أکثرها لفتا للنظر، إن نظام الجمهورية الاسلامية الايرانية و بعد 39 عاما من تجاهل دور و تأثير منظمة مجاهدي خلق و التعتيم على کل الامور المرتبطة بها، أعلن المرشد الاعلى الايراني بنفسه بأن منظمة مجاهدي خلق کانت وراء الانتفاضة تخطيطا و إشرافا و تنفيذا، وقد جاء هذا الاعتراف الخطير بعد أن تناقلت خلال الاعوام الاخيرة منظمة مجاهدي خلق تقارير تتضمن معلومات حساسة و هامة حصلت عليها"شبکاتها الاجتماعية"في داخل إيران، وهە تقارير لم تتمکن السلطات الايرانية من دحضها و تفنيدها.

بروز و تصاعد نشاطات الشبکات الداخلية للمنظمة و تزامن ذلك مع تصاعد التحرکات الاحتجاجية التي لم تعد هذه الشبکات بمنأى عنها، وتتويج ذلك بإعتراف المرشد الاعلى للنظام، جعل الاوساط السياسية الحاکمة في طهران تشعر بأن إعتراف المرشد الاعلى و شخصيات أخرى في النظام بدور و نشاطات المنظمة في داخل إيران، من شأنه أن ينقلب وبالا على النظام خصوصا وإنه يعلم بأن المنظمة تعرف کيف تستفاد من سقطات و هفوات النظام لصالحها، ولذلك فإن أصواتا من داخل النظام و کذلك أقلام مأجورة له في خارج إيران بدأت بالعزف مجددا على الاسطوانة المشروخة بعدم وجود أي دور و تأثير للمنظمة في داخل إيران، وهم يتناسون بأن ذلك يعني تکذيب المرشد الاعلى وما لذلك من دلالات و معان ذات مغزى عميق.
منذ أن تأسس نظام الجمهورية الاسلامية الايرانية و ترسخت دعائمه بعد أن نجح في ضرب و إقصاء و إبعاد مختلف القوى و الاطراف السياسية التي شارکت في الثورة الايرانية وفي مقدمتها منظمة مجاهدي خلق، لکن الذي يجدر ملاحظته بدقة هو إن المنظمة منذ ذلك التأريخ ولحد يومنا هذا، لم تتوقف ولو للحظة واحدة عن النشاطات و التحرکات الداخلية و الخارجية ضدها حتى إنها نجحت في تکوين جبهة إيرانية ـ عربية ـ إسلامية ـ دولية عريضة ضد النظام، ويکفي أن نشير الى أن جون بولتن، الذي إختاره الرئيس ترامب لمنصب مستشار الامن القومي الامريکي، هو أحد أعضاء هذه الجبهة.
التجمعات السنوية الضخمة للمنظمة و التي تحضرها جموعا حاشدة من ابناء الجالية الايرانية تتجاوز سقف ال100 ألف الى جانب حضور مئات الشخصيات السياسية و الثقافية الاقليمية و الدولية فيها، شکلت هي الاخرى مصدر قلق للنظام، خصوصا وإن هذه التجمعات أشبه ماتکون بمؤتمر عالمي خاص بالقضية الايرانية و بالدور السلبي الذي يقوم به النظام ضد السلام و الامن و الاستقرار في المنطقة و العالم، وکما تلعب هذه التجمعات دورا ضد طهران على الصعيد الدولي، فإن لها دورا و حضورا داخليا مميزا من خلال شبکاتها الداخلية النشيطة التي أثبتت فعاليتها في الانتفاضة الاخيرة.

أطفال الگاردينيا

  

إذاعة وتلفزيون‏



الأبراج وتفسير الأحلام

المتواجدون حاليا

1027 زائر، ولايوجد أعضاء داخل الموقع