راءات في صحف عراقية قديمة

                                            

                       ماجد عبد الحميد كاظم

م/ قراءات في صحف عراقية قديمة

بتاريخ 19 / 3 / 2018 نشرت " الكاردينيا " المقتبس الذي ارسلته المتعلق بموضوع اجتماعي شغل المجتمع العراقي في بداية تأسيس الدولة العراقية الحديثة عقب الحرب العالمية الاولى وقد احتوى هذا الاقتباس ما نشرته جريدة " الحقائق البغدادية " من مقالة بعنوان ( فوائد الحجاب ومضار السفور ) كتبه احد المدافعين عن الحجاب هاجم من دعاهم بالسفوريين بقسوة، وحول نفس الموضوع كانت جريدة " دجلة البغدادية" قد نشرت في عددها 67 الصادر في بغداد بتاريخ 21 / 3 / 1922 مقالة لاحد المدافعين عن " الحجاب ايضا " وبعنوان " تعليم البنات " وقد احتوت على رسالة لأحد قرائها يرد فيها على ما كان قد ورد في احدى الصحف مما كان قد ورد عن الشاعر الرصافي الذي كان من مؤيدي السفور واقتبس ادناه بعض مما ورد في الرسالة

" سيدي صاحب جريدة دجلة المحترم
باسم الديانة والوطنية وباسم العربية وشرفها اتقدم اليك راجيا نشر ما يأتي :
نشرت جريدة الاستثلال قصيدة الشاعر العراقي الاستاذ معروف الرصافي فاحدث هذا النشر في مجالس العاصمة ودواوينها رنة واضطرب لها الرأي العام وهاج الشعب وماج بتحريك وغضب اعداء الفكرة التي نشرتها جريدة الاستقلال ، ، تلى الشاعر قصيدته في حفلة تمثيل رواية صلاح الدين الايوبي في الرويال سنما ومضى عليها ايام منغير ان نسمع عنها شيئا في المجالس والدواوين الا ان نشرها في جريدة الاستقلال قد احدث من الهياج ما احدثه، نعم نحن نعترف ان الاستاذ الرصافي قد نظم في قصيدته ابياتا لانراها تهتم لفكرة العامة في العراق المتشبع بالشعور الديني الحي ، لكننا نوجه انتقادنا ولومنا الى رصيفتنا الاستقلال التي يدعي اصحابها انها حرة والتي تطاولت غير مرة على الشعور الديني العراقي فان مقالاتها المنشورة يتكرر فيها التعرض للاحساس الديني القومي ، ونحن نستغرب هبوط جريدة الاستقلال ونفرة العلماء منها ورفض المشتركين قبولها ومقاطعة بعض افاضل العلماء الروحيين اليها.
نحن نجل العلماء الكرام ونحترم الرأي العام ونتمسك بارشاداتهم الحقة وآرائهم الصائبة وان سخط علينا او سخر بنا اصحاب الاستقلال ، اذ نعتقد ان نجاة المرء في الدارين الدار الفانية والدار الخالدة انما يكون بالعروة الوثقى عروة الدين وان نعتقد ان اقربنا عند الله اتقانا ، نحن لسنا بالمتعصبين التعصب الاعمى ولسنا من القائلين بأسر المرأة ولسنا من العاملين لابقاء المرأة جاهلة وما ذلك الا لاننا من اصحاب الدين والمتمسكين بعروته الوثقى العاملين على مبادئه الرشيدة القائلة بان طلب العلم فريضة على كل مسلم ومسلمة ، نحن نقول بوجوب تعليم البنات ولزوم فتح المعاهد العلمية للبنات ولزوم فتح المعاهد العلمية للاناث وطلبنا ذلك مرارا على صفحات الجريدة الا اننا لسنا من المتفرنجين القائلين بالتبرج تبرج الجاهلية او التهتك المشين بشرف العرب والعربية والاسلام والاسلامية.
قال لي يوما احد المتفرنجين من محرري الاستقلال ان الحجاب يمنع التقدم والارتقاء وان الديمقراطية الحرة تقضي علينا برفع الحجاب الخ ...واقول

ان الحجاب لاعلاقة له بالتقدم بل الجهل هو المانع الحقيقي ودليل ذلك ان الحجاب كان موجودا في زمن الخلفاء الراشدين وعلى عهد الدولتين العربيتين الكبيرتين الاموية والعباسية وقد تقدم العرب في تلك العصور تقدما سياسيا واجتماعيا مزدوجا فهم فتحوا نصف العالم القديم " اي اوربا وافريقيا " والفو المجلدات العلمية الضخمة واخترعوا الاختراعات المهمة التي خلدها لهم التاريخ باحرف من ذهب وشهد بها الافرنج انفسهم ولم يكن الحجاب مانعا، ان الصين مثلا من البلاد التي لاحجاب فيها وهي لم تزل متأخرة وان التبرج والتهتك هناك لم يزد الصينيين الا ضعة في الاخلاق وتأخرا في التقدم والهوان.

والحرية والديمقراطية معناها الخيار واطلاق السماح وعدم الاجبار وان الحرية والديمقراطية معناهما الحقيقي يقضيان بلبقاء بالحجاب لابرفعه كما يدعيه هذا واذا عادت الاستقلال الى بحثها عدنا الى ردها عملا بالامر بالمعروف والنهي عن المنكر. الحجاب وعدم ارغام النساء عليه والنساء في العراق متمسكين بالحجاب ويرفضن التهتك لان الشرف والدين يأمرهن بذلك، اذن الحرية والديمقراطية يقضيان بالحجاب لابرفعه كما يدعيه هذا واذا عادت الاستقلال الى بحثها عدنا الى ردهاعملا بالامر بالمعروف والنهي عن المنكر.

طالب ديني
كان هذا الكاتب ايضا من الناشطين في الدفاع عن ضرورة الالتزام بالحجاب وهنا لابد وان ننوه بان الرصافي لم يكن الوحيد من الشعراء الداعين للسفور وكا الشاعر جميل صدقي الزهاوي من اشد الداعين الى السفور واشهر قصائده في ذلك قصيدته التي مطلعها


اسفري فالحجاب يا أبنة فهر هو داء في الاجتماع وخيم
كل شيئ الى التجدد ماض فلماذا يبقى هذا القديم

واخيرا يقول
لايقي عفة الفتاة حجاب بل يقيها تثقيفها والعلوم

ما ورد اعلاه يمثل حلقة من حلقات الصراع بين الحجابيين والسفوريين في بلدنا مطلع القرن العشرينوالى متابعة قادمة ان شاء الله

مع تحيات معد قراءات في صحف عراقية قديمة
ماجد عبد الحميد كاظم

أطفال الگاردينيا

  

إذاعة وتلفزيون‏



الأبراج وتفسير الأحلام

المتواجدون حاليا

864 زائر، ولايوجد أعضاء داخل الموقع